منتصر عمران: وفاة كرم زهدي خسارة فادحة للجماعة الإسلامية
قال منتصر عمران، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن استمرار تفاعل أنصار الجماعة الإسلامية حتى الآن مع وفاة كرم زهدي أحد رموزها التاريخيين، وأحد مسئولي مراجعات العنف التي أسست للتصالح مع الدولة يدل على مكانة الرجل لديهم، وتكشف عن خسارة فادحة لأحد أهم كوادرها.
كان كرم محمد زهدي، رئيس مجلس شورى الجماعة الاسلامية الأسبق، وافته المنية أمس، بعد تعرضه لأزمة صحية نقل على أثرها إلى مستشفى الإسكندرية الجامعى وتوفى على الفور عن عمر يناهز 69 عاما.
سجن زهدي في قضية اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات عام 1981، ولم يفرج عنه إلا في 27 سبتمبر 2003 بعد قضائه 22 عاما في السجن.
ورئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الأسبق هو الذي قاد عملية مراجعة أدبيات الجماعة داخل السجن للتخلي عن العنف وحمل السلاح، وكان على رأس الذين رفضوا استمرار الصراع مع الدولة.
كما قرر زهدي حل مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والتقدم باستقالته تفرغًا للدعوة بعد صراعات شرسة مع قيادات الجماعة رفضا لمحاولة عبود الزمر المنافسة على رئاسة مجلس الشورى بعد خروجه من السجن، ما كان سيدخل الجماعة في صراع جديد مع الدولة.
لفت عمران إلى أن زهدي، اختار التضحية من أجل إنقاذ سفينة جماعته التي كانت ترفع السلاح ضد الدولة واتخذت من العنف طريقالها، إلا أن زهدي بعد خوض التجربة وتأكد أن عناصر جماعته أصبحت وقودا لحرب لا طاقة لهم بها، أعلن في عن مبادرة لوقف العنف.
أضاف: اتخذ قراره بالتصالح مع الدولة دون أي شروط، ونادى في الجماعة خارج السجون بأن يضعوا السلاح ويسلموه للحكومة وتسليم كل منهم للدولة على أن تتخذ القرار الذي تراه، على أن تترك الجماعة السياسة تماما .
تابع: بعد خروجه من السجن رفض أن يتكسب من توبته كما رفض أن يتولى قيادة الجماعة أو الحزب وترك ذلك كله واعتزل حتى وافته المنية.