رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. مصطفى كامل الثائر الذي أنقذ مصر من مخططات اللورد كرومر

الزعيم مصطفى كامل
الزعيم مصطفى كامل
فى مثل هذا اليوم ومنذ 110 أعوام، رحل الزعيم السياسي والخطيب البارع وباعث الحركة الوطنية بخطبه النارية مصطفى كامل، من المكافحين ضد الاستعمار وأعوانه وهو مؤسس الحزب الوطني القديم وكذلك جريدة اللواء، كما كان من المنادين بإنشاء الجامعة الوطنية والدعوة لنشر التعليم في مصر.



ففى مثل هذا اليوم 10 فبراير عام 1908 رحل الزعيم الذى رفع صوته عاليا باسم "بلادى بلادى لك حبى وفؤادي"، وهو الذى اعلنها صراحة "لولم اكن مصريا لوددت أن أكون مصريا". 

مجلة المدرسة 

ولد مصطفى كامل عام 1874 ودرس بمدرسة أم عباس ومدرسة القربية حيث تلقى تعليمه الأولى، ولما رحل أبوه تولاه عمه حسين واصف باشا وزير الإشغال، والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية وكان ناظر المعارف على باشا مبارك فشكا إليه نظام الامتحان الذي تسبب فى رسوب عدد كبير من الطلبة فكان سبباً فى تعديل نظام الامتحانات.

التنديد بالاستعمار وأعوانه 

التحق بمدرسة الحقوق 1891 وبدأ ينشر رسائل ومقالات فى الصحف اليومية والأسبوعية وأنشأ مجلة بالجامعة اسمها "المدرسة" وجعل نفسه فيها زعيما لزملائه، وسافر إلى باريس وهناك نال إجازة الحقوق 1894، وعاد لينطلق إلى الدعوة لتحرير بلاده بالخطب والمقالات.

حادثة دنشواي 

ومن أهم أدواره الوطنية التنديد بالاستعمار البريطاني في مصر وما اقترفوه من مظالم فيما عرف بحادثة دنشواي وذلك فى المحافل الدولية مدافعا عن منكوبى دنشواي، فصدر الأمر العالي بالعفو عنهم فى عيد جلوس الخديوي، حتى اضطرت بريطانيا لعزل مندوبها السامي في مصر اللورد كرومر وعودته إلى بلاده.

جريدة اللواء 

أنشأ جريدة اللواء عام 1900 يستنهض من خلالها الشعب المصري في مواجهة الاحتلال البريطاني وراح يعبئ الجماهير المصرية بحب الوطن والتفاني من أجله حتى نجحت دعوته واستقرت كلماته فى القلوب ومنها "لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ، بلادي بلادي" .. ومن أشهر كلماته "أن الأمة التي لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء" .. حتى أصبحت شعارات للحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال.

رحيل الزعيم 

كان شعلة للوطنية انطفأت يوم رحيله وهو لم يبلغ الخامسة والثلاثين حيث تمكن منه مرض القلب وودعته الأمة فى موكب مهيب.

ذكريات الرافعي 

وفي الذكرى الأربعين لرحيله كتب عبد الرحمن الرافعي بك مقالًا فى مجلة الاثنين العدد 757 عام 1948 قال فيه: "هو الزعيم والمناضل والصوت الحر مصطفى كامل .. اتصلت به منذ عام 1906 حين كنت طالبا بمدرسة الحقوق، وقبل ذلك كنت أقرأ كتاباته بجريدة اللواء وأنا طالب بمدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية".

وأضاف:" لم تكن وقتئذ في ذهني صورة واضحة عن مصطفى كامل لأني لم أكن قد رأيته بعد فقد كنت لا أزال فى الخامسة عشرة من عمري".

وتابع: "ولما ذهبت إلى القاهرة بعد انتهاء دراستي الثانوية والتحقت بالحقوق عام 1904 ترددت مع زملائي على قهوة بشارع عابدين بالقرب من موقع المدرسة تسمّى قهوة الطلبة لصاحبها الخواجة أندريا قرأت فى المقهى اللواء وكانت تعجبني روح مصطفى كامل ومقالاته".

وأردف: "ذهبت مع بعض زملائي إلى دار اللواء وقابلت الزعيم لأول مرة، وسمعت حديثه وشعرت بتأثيره في أعماقي، ومن يومها اتخذته إماما فى الوطنية وأبي الروحي".

واستطرد: "أكثرت من التردد على دار اللواء لكي أقابله وأسمع صوته وخطبه القوية الحماسية، فعرض عليّ أن أكون من تلاميذه الحافظين لعهده والسائرين على دربه".

واختتم حديثه عن الزعيم مصطفى كامل قائلًا: "طبع يوم جنازته في نفسي مبادئ الزعيم وفي مقدمتها الجلاء، فصارت عقيدتي السياسية. وتقديرًا ووفاءً للزعيم وضعت كتابًا عنه كتبت في مقدمته: إلى من كانت حياته للأمة بعثا وطنيا.. إلى من كان لي أبا .. سأبقى له ابنا وتلميذا وفيّا ما بقى من حياتى" .

رثاء العقاد 

وقال الأديب عباس العقاد: "كان نعم الزعيم على منهجه وسجيته ولكن زعامته كانت تتسع فى عصره وبعد عصره لزعماء آخرين على منهجه لأن الوطنية المصرية كانت تشمل مصطفى كامل بكل ما احتواه من وطنية وغيرة وحماسة".

الجريدة الرسمية