رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الثقافة الأسبق د.شاكر عبدالحميد في حوار لـ"فيتو": "ثقافة" مرسي.. تسيير أعمال

فيتو

لأنه كان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، قبل توليه الوزارة في حكومة الدكتور الجنزورى، وهو أستاذ علم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون.. كان لابد أن نلتقى الدكتور شاكر عبدالفتاح لتقييم أداء حكومة الرئيس مرسى في القطاع الثقافى، فتحسر على حال الإبداع لما أصابه من انهيار في عهد الدكتور مرسى خلال عام واحد فقط من بداية حكمه.

وزير الثقافة الأسبق أكد في حواره مع "فيتـو" أن الوزير الحالى علاء عبدالعزيز تمكن في فترة وجيزة من تجريف الثقافة المصرية من خلال الإطاحة برموز الإبداع.. وإلى نص الحوار:

> ما إنجازات الرئيس مرسي في القطاع الثقافى خلال 365 يومًا من حكمه ؟
- الإنجاز يعنى أن هناك مشروعًا كبيرًا في وزارة الثقافة نستطيع أن ننسبه للرئيس مرسى، ولكن كل ما تم إنجازه في عهد الدكتور مرسى هو تسيير الأعمال، وللأسف أيضًا يتم بطريقة خاطئة، فوزارة الثقافة تعانى من نقص الإمكانيات المادية في ظل خفض ميزانيتها، خاصة أن الوزارة مكدسة بالعاملين الذين تذهب لهم 80% من الميزانية، والباقى يخصص للإنتاج الفنى والأدبي والنشاط الثقافى من الإسكندرية وحتى أسوان، وبالتأكيد هذا لا يجعل هناك ما يسمى "الإبداع"، فما هو مخصص للإنتاج الثقافى الآن لا يكفى لإدارة شركة صغيرة، وكنا في السابق نتمتع بميزانية تغطى تكاليف الأعمال الفنية التي تنتجها دار الأوبرا وتغطى المراكز الثقافية على مستوى محافظات مصر، من خلال دعم الوزارة بمبلغ 100 مليون جنيه، لذلك على الرئيس مرسى وحكومته الاعتراف بأخطائهم السياسية، وخاصة تجاه وزارة الثقافة، وأيضًا الإعلام باعتبارها وزارة ناقلة وداعمة للثقافة.

> ولكن الإخوان يرون وزارة الثقافة عبئًا ماليًا على الدولة ؟
- هذا مفهوم خطأ، لأن الإنجاز داخل وزارة الثقافة يتحقق عندما تقوم الوزارة برسالتها الحقيقية، وهى إنارة العقول أمام الشعب وليس جمع الأموال، فقد كنا نطبع الكتاب بجنيه وجنيهين لأننا كنا ندرك أن الثقافة تدفع الناس أكثر للتفاؤل والإقبال على الحياة، لكن ربما هم الآن يريدون الشعب أكثر تشاؤمًا، وهو ما لن يحدث لأن شعبنا يتمتع بالروح المرحة الساخرة، وأكبر دليل على ذلك حركتا "تمرد وكفاية"، فأنا أعتبرهما من الحركات الإبداعية المصرية، وهذا أكبر إنجاز حققه الرئيس مرسى خلال عام.

> ما تقييمك لأداء وزير الثقافة الدكتور علاء عبدالعزيز ؟
- ما فعله الدكتور علاء في وقت قصير لا يحسد عليه، فقد استطاع تجريف الثقافة المصرية في عدة أيام بإقالة رموز الثقافة وأعمدتها، وأرى أن أسلوبه غير موفق، فكان عليه معاقبة من أخطأ على قدر أخطائه، وليس الإقالة لمجرد الإقالة.

> هل الدكتور علاء ينفذ سياسته أم سياسة جماعة الإخوان ؟
- كنت أتمنى أن يكون هذا غير صحيح، لكن من الواضح بقوة أنه يأخذ تعليماته وخطته تجاه الوزارة من مكتب الإرشاد، ولكن عندى أمل أن يراجع الدكتور علاء قراراته.

> بماذا تنصح الدكتور علاء عبدالعزيز ؟
- علاء صديق، وتحدثت معه ونصحته بالفعل بأن يجمع حوله كل القيادات والمثقفين في الوزارة، وأن يتحاور معهم دون حجاب ودون تكلف، وكان عليه أن يستمع وإلا ستكون العواقب وخيمة، وأظن أن الأحداث الصعبة قد بدأت، وكان يمكن أن يحتوى الأمور ولا يدعها حتى نصل إلى ما وصلنا اليه.

> ولكن الوزير يتحجج في إجراءاته بتطهير الوزارة ؟
- هذا كلام أبله، فلم تعد هذه المصطلحات تنطلى على الشعب المصرى، وهم يريدون تعميم وتعتيم العقول لا تطهير العقول، حتى يصبح الشعب في حالة من الضبابية والتخبط أطول فترة ممكنة مثل "المسطول".
الجريدة الرسمية