اليمن.. فلتتوقف المدافع!

بين المصريين والشعب العربي الواحد في كل مكان علاقات مودة ومحبة كبيرة جدا.. تتنوع الأسباب في ذلك.. فقد ساهمت أحداث تاريخية في بعضها ومنها ما لعبت فيه السياسة مع الجغرافيا أيضا دورا في ذلك.. مثل ما بيننا وبين سوريا والعراق وليبيا والسودان.. ولعبت ظروف أخري كثيرة بتقارب كبير جدا مع الأشقاء في دول الخليج العربي.. ولعبت المشاعر الجارفة دورا آخر في تقارب متميز مع الاردن وتونس ولبنان.. بينما للجزائر خصوصيتها.. وللمغرب بعد خاص ولموريتنانيا حنين علي البعد ورغم البعد.. وهكذا..

ولكن ورغم كل ذلك يبقي لليمن في القلب المصري مساحة شديدة الخصوصية.. ندرك معها إنه أصل حضارة الجزيرة العربية كما ندرك أن أهله هم الأطيب والأنقي علي الاطلاق حتي تعتقد إنهم خلقوا للتو لكونهم علي فطرتهم!

وبعيدا عن تصريحات جو بايدن الخاصة باليمن.. إذ قبلها بسنوات ودعواتنا لا تتوقف لوقف نزيف الدم هناك.. ما يحدث هو الجنون بعينه.. شعب يقاتل نفسه ووطن يتمزق وبين ترابه تدفن اشياء غالية جدا أهمها إحساس شعب بائس أن الكثيرين  يتحكمون في مصيره !

فليعد اليمن لأهله.. وليتوقف القتال. ولتصمت المدافع.. فلترجع الطائرات إلى مكانها.. فلتعد المؤسسات والأجهزة الحكومية اليمنية للعمل ولتمارس المشافي دورها المقدس ولتستقبل المدارس تلاميذها والجامعات طلابها.. فلتفتح الأسواق وليلعب الاطفال ولتكمل الأسر أفراح ابنائها.. فلتعد الحياة الطبيعية للبلد الطيب.. كفى ما جرى.. وهو مؤلم وقاس.. وليعد اليمن سعيدا كما كان!