العثمانية الجديدة.. مهمة أردوغان لمطاريد الإخوان.. الجماعة تدشن حملة عالمية لتسويق الفكرة.. والخليج على قوائم الاستهداف
خطوات متسارعة اتخذتها جماعة الإخوان الإرهابية، بعد إدراكها نجاح المرشح الديمقراطي، الرئيس الحالي جو بايدن، ولم تنتظر حتى الإعلان النهائي للنتائج، حيث أسرعت الجماعة بتشكيل «خلية نحل» في محاولة للاستفادة من المعسكر الديمقراطي الذي سكن البيت الأبيض، ويرتاح دائما إلى اتباع سياسات بها قشور أخلاقية تناسب القيم الأمريكية.
خطوة الأبحاث
الخطوة الإخوانية الأولى تمثلت في تدشين مراكز أبحاث وعقد تحالفات مع جماعات ضغط مختلفة لإعادة رسم صورة ذهنية مختلفة لدى الشعب الأمريكي، ومراكز صنع القرار على حد سواء، ومؤخرا اتخذت الجماعة خطوة ثانية، يمكن وصفها بـ«الخطة الهجومية» للدفاع عن أفكارها الدينية ومشروعها السياسي، ولكن في ثوب ما يطلق عليه «العثمانية الجديدة».
وهي فكرة يدعمها النظام التركي، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى جانب بعض العواصم الداعمة لمشروع الجماعة، ويمكن القول هنا إنها سلاح ذو حدين، من ناحية يبرئ الإخوان ساحتهم من العنف، ويقدمونها على أنها حركة إصلاحية محافظة لها نفوذ دولي يمكن التحاور معها سيًاسيا مرة أخرى وعقد صفقات وتحالفات.
العثمانية الجديدة
ومن ناحية أخرى، تزيل تراكمات الخوف من العثمانية وتعيد تقديمها أيضا للمجتمع الدولي، وتعتمد «الإخوان» في دعايتها على عدة محاور، أولها إثارة أسئلة في أذهان الغرب، تتعلق بمن هو العثماني الجديد، ومحاولة نفي الصورة الراسخة عن الماضي العثماني لدى الغرب، والتي تشكلت خلال السنوات الأخيرة على وجه التحديد، بعد أن ظهر أردوغان متغولا على البلدان الأوروبية، يحاول فرض شروطه عليها ولاسيما اليونان وقبرص، فضلا عن استهداف فرنسا وتشويه سمعتها وإعادة التذكير بماضيها الاستعماري.
نجاح «بايدن» ودخوله المكتب البيضاوي، في البيت الأبيض، أعطى الجماعة فرصة لإعادة تقديم نفسها بأفكارها الحقيقية، فبعد أن كانت تحاول بشتى السبل الابتعاد تمامًا عن الالتصاق بالعثمانية أيام ترامب، أصبحت تطالب الآن بعدم استبعاد الخيال العثماني من التاريخ الحديث، حتى لا تتصاعد مخاوف الجميع على أساس الماضي وليس العثمانيون فقط.
وابتكرت الجماعة حيلة جديدة، بإعادة تسويق المراجع العثمانية، لإشغال المجتمع الغربي بإعادة قراءة التاريخ العثماني، وبالطبع تسوق الجانب الأكثر إيجابية وتذكر الغرب بالتحالفات الكبرى التي جرت بينهم وبين الإمبراطورية العثمانية، والماضي المشترك في الحروب العالمية.
وتستهدف الجماعة التأثير على المجتمع المدني والمواطن العادي ووسائل الإعلام في وقت واحد، لا سيما أنهم جميعا يشنون هجومًا منظمات على أردوغان من سنوات بسبب سياسته الخارجية التي أثارت القلق لديهم من طموحاته التوسعية التي تهدف في النهاية إلى إعادة إحياء الماضي الإمبراطوري العثماني.
تعريف مقبول
المحور الثاني في الخطة الإخوانية لإعادة تشكيل صورة ذهنية مختلفة، يتمثل في إيجاد تعريف يلقى قبولا لدى الغربيين، وتسوق لهم الآن أن تعبير العثماني الجديد لا يقصد منه إلا "إرادة القوة التركية" التي يحركها حنين الماضي لاستعادة حضارة سلمية قد يستفيد منها العالم.
وتروج الجماعة أن «العثماني القديم لا يمكن أن يعيش في عالم اليوم، متعدد الأقطاب المعقد بشكل متزايد»، زاعمة – في الوقت ذاته – أن «العثماني متحضر ومتصل بالجذور الأوروبية، وسيكون حصنا للمبادئ الغربية ضد التطرف القادم من الصحاري العربية».
وتلعب الجماعة بهذه التكتيكات على المكانة التي احتلتها التجربة العثمانية في التاريخ الأوروبي قبل استخدام مصطلح العثمانية الجديدة، وبهذه الطريقة تحاول تسويق العثمانية على أنها «قوة مسلمة أوروبية» لا علاقة لها بالمفاهيم المثيرة للجدل أو الغامضة مثل الإسلاموية أو الإسلام السياسي.
الخطة الإخوانية تلعب على التزام «أردوغان» بـ«علمانية الدولة»، بل وترويجه لها في البلدان العربية، التي رفضت العمل بنصيحته بعد أن تبرع بتقديمها أثر نجاح الثورات العربية عمومًا والمصرية على وجه التحديد، عندما جاء إلى زيارة سريعة للقاهرة ألقى فيها خطبة تحدث عن أهمية علمانية الدولة، وهو ما يعني أن الغرب في حاجة إلى إلقاء نظرة مختلفة على نظام الحكم العثماني وعلاقته بالتعددية والعلمانية وعلاقته بالدين.
الخليج مستهدف
والمثير في الحملة الإخوانية أنها تحاول قلب الطاولة على الأنظمة الخليجية الحاكمة والانتقام من بلدانها بمثل هذه الحملات، لا سيما المملكة العربية السعودية التي تزعم إلصاق جذور الفكرة الإسلاموية بها، وتبرهن على دمج الدين في المجال السياسي في نظام الحكم السعودي، بعكس تركيا التي تعلن العلمانية، ورئيسها المسلم المحافظ، أكثر من يروج للأفكار العلمانية في المنطقة.
الدعاية المكثفة للجماعة، تروج أيضا لرفض العثمانية الجديدة منهج السلفيين القائم على التطبيق الحرفي للشريعة، والذي يعني قتل أي نظام سياسي تعددي في المهد، وتستشهد بالماضي العثماني الذي كان دائما على خلاف مع الوهابية، وتزعم أنه كان نظاما تعدديا حمي حرية العبادة لقرون من الزمن كان فيها رمز للامة الإسلامية كلها.
وفي هذا السياق تنقب الحملات الإخوانية عن بعض الاتفاقات القديمة، لإصباغ وجها تسامحيا على الخلافة العثمانية، وتشير لبعض الوقائع منها اتفاقية السلام بين الروم والعثمانيين والتي بموجبها اعترف السلطان محمد الثاني المعروف باسم «الفاتح» بتعددية الكنائس وتنظيمها القانوني والإداري وتكفل بحمايتها.
كما تنقب الجماعة داخل بطون الكتب لتستدعي بعض الوثائق عن القوانين العرفية التي كانت تتبع في بعض الممالك العثمانية، وأبحاث بعض الحقوق العرفية لغير المسلمين ولغير العثمانيين، مثل القانون العرفي الألباني، الأمر الذي يعني بحسب حملات الجماعة، أن هناك أدلة تاريخية للعثمانية بشكلها القديم كانت تحترم الشعوب المختلفة، ما ينفي عنها فكرة الاستبداد التوسعي منذ بدايتها.
وتلجأ «الإخوان» لخبرتها في صناعة «المظلومية» لفك الإرتباط بين تركيا والتيارات الإرهابية التي ما زالت تمطرها بهجمات إرهابية لاستهداف القيم الغربية المرتبطة بها، وتستشهد بحوادث دموية على شاكلة إطلاق النار على ملهى رينا الليلي الأكثر شعبية في إسطنبول، ليلة رأس السنة عام 2017، والذي قتل فيه نحو 39 شخصا.
إجمالا تهدف الإخوان من مثل هذه الحملة ربط التعددية بالنظام العثماني، والتأكيد على أنه كان ولازال يستقي الكثير من مبادئه من الدولة الحديثة الأوروبية، وبالتالي اعتزازه بجذوره لايعني أنه سينقل قطاعا كبيرا من العالم إلى الظلامية، وتقدم هذه الحجج مع مؤثرات فنية تنفي عنها الأصولية، وخاصة المقطوعة الموسيقية للفنان والملحن التركي ديدي أفندي، الذي قام بتأليف مقطوعة فالس على مزيج من الموسيقى الشعبية الرومانية والغجرية والمولدوفية واليونانية والتركية والعربية، وتعتبر من نماذج الموسيقى الاندماجية الأولى في العالم.
القومية التركية
من جانبه قال السيد شبل الكاتب والباحث السياسي: نهج الإخوان لم يكن يستهدف سوى خدمة القومية التركية، موضحا أنهم لم يدافعوا عن أي شكل من أشكال العالمية إلا التركية، مؤكدا أنهم استهدفوا إضعاف ثقة العربي والمصري في ذاته لصالح التركي، وحكموا على وطنيتنا وقوميتنا بالكفر والتحريم، وكان هذا تمهيدًا لقبول سيادة الأتراك على المنطقة.
واستدل «شبل» على ذلك بالإشارة إلى تركيز الجماعة على تمجيد الخلافة العثمانية، وليس أي خلافة أخرى كان مركزها مصر أو الوطن العربي كالفاطمية أو العباسية.
موضحًا أن «هوس الإخوان بدراسة اللغة والتاريخ ومتابعتهم المكثفة للفن التركي، رغم تحريمهم للفنون فيما مضى، يكشف أننا بصدد جماعة شوفينية بامتياز، لكنها شوفينية العبيد التي تشبه شخص يُفتتن لدرجة التعصب، ليس لوطنه وتاريخه، وإنما بوطن آخر وتاريخ لا يخصه».
ونبه الباحث السياسي إلى أن العثمانيين الجدد في تركيا، استخدموا الجماعة أفضل استخدام لخدمة أغراضهم التوسعية في جميع البلدان العربية، كما استخدموها أيضا في مناطق مشتعلة لخدمة أغراض أمريكية، كما حدث في أفغانستان والقوقاز ويوغوسلافيا أو شمال شرق الصين حاليا.
نقلًا عن العدد الورقي...
خطوة الأبحاث
الخطوة الإخوانية الأولى تمثلت في تدشين مراكز أبحاث وعقد تحالفات مع جماعات ضغط مختلفة لإعادة رسم صورة ذهنية مختلفة لدى الشعب الأمريكي، ومراكز صنع القرار على حد سواء، ومؤخرا اتخذت الجماعة خطوة ثانية، يمكن وصفها بـ«الخطة الهجومية» للدفاع عن أفكارها الدينية ومشروعها السياسي، ولكن في ثوب ما يطلق عليه «العثمانية الجديدة».
وهي فكرة يدعمها النظام التركي، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى جانب بعض العواصم الداعمة لمشروع الجماعة، ويمكن القول هنا إنها سلاح ذو حدين، من ناحية يبرئ الإخوان ساحتهم من العنف، ويقدمونها على أنها حركة إصلاحية محافظة لها نفوذ دولي يمكن التحاور معها سيًاسيا مرة أخرى وعقد صفقات وتحالفات.
العثمانية الجديدة
ومن ناحية أخرى، تزيل تراكمات الخوف من العثمانية وتعيد تقديمها أيضا للمجتمع الدولي، وتعتمد «الإخوان» في دعايتها على عدة محاور، أولها إثارة أسئلة في أذهان الغرب، تتعلق بمن هو العثماني الجديد، ومحاولة نفي الصورة الراسخة عن الماضي العثماني لدى الغرب، والتي تشكلت خلال السنوات الأخيرة على وجه التحديد، بعد أن ظهر أردوغان متغولا على البلدان الأوروبية، يحاول فرض شروطه عليها ولاسيما اليونان وقبرص، فضلا عن استهداف فرنسا وتشويه سمعتها وإعادة التذكير بماضيها الاستعماري.
نجاح «بايدن» ودخوله المكتب البيضاوي، في البيت الأبيض، أعطى الجماعة فرصة لإعادة تقديم نفسها بأفكارها الحقيقية، فبعد أن كانت تحاول بشتى السبل الابتعاد تمامًا عن الالتصاق بالعثمانية أيام ترامب، أصبحت تطالب الآن بعدم استبعاد الخيال العثماني من التاريخ الحديث، حتى لا تتصاعد مخاوف الجميع على أساس الماضي وليس العثمانيون فقط.
وابتكرت الجماعة حيلة جديدة، بإعادة تسويق المراجع العثمانية، لإشغال المجتمع الغربي بإعادة قراءة التاريخ العثماني، وبالطبع تسوق الجانب الأكثر إيجابية وتذكر الغرب بالتحالفات الكبرى التي جرت بينهم وبين الإمبراطورية العثمانية، والماضي المشترك في الحروب العالمية.
وتستهدف الجماعة التأثير على المجتمع المدني والمواطن العادي ووسائل الإعلام في وقت واحد، لا سيما أنهم جميعا يشنون هجومًا منظمات على أردوغان من سنوات بسبب سياسته الخارجية التي أثارت القلق لديهم من طموحاته التوسعية التي تهدف في النهاية إلى إعادة إحياء الماضي الإمبراطوري العثماني.
تعريف مقبول
المحور الثاني في الخطة الإخوانية لإعادة تشكيل صورة ذهنية مختلفة، يتمثل في إيجاد تعريف يلقى قبولا لدى الغربيين، وتسوق لهم الآن أن تعبير العثماني الجديد لا يقصد منه إلا "إرادة القوة التركية" التي يحركها حنين الماضي لاستعادة حضارة سلمية قد يستفيد منها العالم.
وتروج الجماعة أن «العثماني القديم لا يمكن أن يعيش في عالم اليوم، متعدد الأقطاب المعقد بشكل متزايد»، زاعمة – في الوقت ذاته – أن «العثماني متحضر ومتصل بالجذور الأوروبية، وسيكون حصنا للمبادئ الغربية ضد التطرف القادم من الصحاري العربية».
وتلعب الجماعة بهذه التكتيكات على المكانة التي احتلتها التجربة العثمانية في التاريخ الأوروبي قبل استخدام مصطلح العثمانية الجديدة، وبهذه الطريقة تحاول تسويق العثمانية على أنها «قوة مسلمة أوروبية» لا علاقة لها بالمفاهيم المثيرة للجدل أو الغامضة مثل الإسلاموية أو الإسلام السياسي.
الخطة الإخوانية تلعب على التزام «أردوغان» بـ«علمانية الدولة»، بل وترويجه لها في البلدان العربية، التي رفضت العمل بنصيحته بعد أن تبرع بتقديمها أثر نجاح الثورات العربية عمومًا والمصرية على وجه التحديد، عندما جاء إلى زيارة سريعة للقاهرة ألقى فيها خطبة تحدث عن أهمية علمانية الدولة، وهو ما يعني أن الغرب في حاجة إلى إلقاء نظرة مختلفة على نظام الحكم العثماني وعلاقته بالتعددية والعلمانية وعلاقته بالدين.
الخليج مستهدف
والمثير في الحملة الإخوانية أنها تحاول قلب الطاولة على الأنظمة الخليجية الحاكمة والانتقام من بلدانها بمثل هذه الحملات، لا سيما المملكة العربية السعودية التي تزعم إلصاق جذور الفكرة الإسلاموية بها، وتبرهن على دمج الدين في المجال السياسي في نظام الحكم السعودي، بعكس تركيا التي تعلن العلمانية، ورئيسها المسلم المحافظ، أكثر من يروج للأفكار العلمانية في المنطقة.
الدعاية المكثفة للجماعة، تروج أيضا لرفض العثمانية الجديدة منهج السلفيين القائم على التطبيق الحرفي للشريعة، والذي يعني قتل أي نظام سياسي تعددي في المهد، وتستشهد بالماضي العثماني الذي كان دائما على خلاف مع الوهابية، وتزعم أنه كان نظاما تعدديا حمي حرية العبادة لقرون من الزمن كان فيها رمز للامة الإسلامية كلها.
وفي هذا السياق تنقب الحملات الإخوانية عن بعض الاتفاقات القديمة، لإصباغ وجها تسامحيا على الخلافة العثمانية، وتشير لبعض الوقائع منها اتفاقية السلام بين الروم والعثمانيين والتي بموجبها اعترف السلطان محمد الثاني المعروف باسم «الفاتح» بتعددية الكنائس وتنظيمها القانوني والإداري وتكفل بحمايتها.
كما تنقب الجماعة داخل بطون الكتب لتستدعي بعض الوثائق عن القوانين العرفية التي كانت تتبع في بعض الممالك العثمانية، وأبحاث بعض الحقوق العرفية لغير المسلمين ولغير العثمانيين، مثل القانون العرفي الألباني، الأمر الذي يعني بحسب حملات الجماعة، أن هناك أدلة تاريخية للعثمانية بشكلها القديم كانت تحترم الشعوب المختلفة، ما ينفي عنها فكرة الاستبداد التوسعي منذ بدايتها.
وتلجأ «الإخوان» لخبرتها في صناعة «المظلومية» لفك الإرتباط بين تركيا والتيارات الإرهابية التي ما زالت تمطرها بهجمات إرهابية لاستهداف القيم الغربية المرتبطة بها، وتستشهد بحوادث دموية على شاكلة إطلاق النار على ملهى رينا الليلي الأكثر شعبية في إسطنبول، ليلة رأس السنة عام 2017، والذي قتل فيه نحو 39 شخصا.
إجمالا تهدف الإخوان من مثل هذه الحملة ربط التعددية بالنظام العثماني، والتأكيد على أنه كان ولازال يستقي الكثير من مبادئه من الدولة الحديثة الأوروبية، وبالتالي اعتزازه بجذوره لايعني أنه سينقل قطاعا كبيرا من العالم إلى الظلامية، وتقدم هذه الحجج مع مؤثرات فنية تنفي عنها الأصولية، وخاصة المقطوعة الموسيقية للفنان والملحن التركي ديدي أفندي، الذي قام بتأليف مقطوعة فالس على مزيج من الموسيقى الشعبية الرومانية والغجرية والمولدوفية واليونانية والتركية والعربية، وتعتبر من نماذج الموسيقى الاندماجية الأولى في العالم.
القومية التركية
من جانبه قال السيد شبل الكاتب والباحث السياسي: نهج الإخوان لم يكن يستهدف سوى خدمة القومية التركية، موضحا أنهم لم يدافعوا عن أي شكل من أشكال العالمية إلا التركية، مؤكدا أنهم استهدفوا إضعاف ثقة العربي والمصري في ذاته لصالح التركي، وحكموا على وطنيتنا وقوميتنا بالكفر والتحريم، وكان هذا تمهيدًا لقبول سيادة الأتراك على المنطقة.
واستدل «شبل» على ذلك بالإشارة إلى تركيز الجماعة على تمجيد الخلافة العثمانية، وليس أي خلافة أخرى كان مركزها مصر أو الوطن العربي كالفاطمية أو العباسية.
موضحًا أن «هوس الإخوان بدراسة اللغة والتاريخ ومتابعتهم المكثفة للفن التركي، رغم تحريمهم للفنون فيما مضى، يكشف أننا بصدد جماعة شوفينية بامتياز، لكنها شوفينية العبيد التي تشبه شخص يُفتتن لدرجة التعصب، ليس لوطنه وتاريخه، وإنما بوطن آخر وتاريخ لا يخصه».
ونبه الباحث السياسي إلى أن العثمانيين الجدد في تركيا، استخدموا الجماعة أفضل استخدام لخدمة أغراضهم التوسعية في جميع البلدان العربية، كما استخدموها أيضا في مناطق مشتعلة لخدمة أغراض أمريكية، كما حدث في أفغانستان والقوقاز ويوغوسلافيا أو شمال شرق الصين حاليا.
نقلًا عن العدد الورقي...