رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون يستعدون لـ 30 يونيو بتخزين الوقود والطعام خوفا من حظر التجول.. سحب الرواتب من ماكينات الصرف.. البقالين يستعدون لإغلاق المحلات.. ومخيمر" يدعو الموطنين للاقتداء بأزمة اليابان النووية

المصريون يستعدون
المصريون يستعدون لـ30 يونيو بالتخزين

سيطرت حالة من الخوف على المواطنين جراء ارتفاع أصوات تيار الإسلام السياسي الذين هددوا باستخدام العنف إذا ما أُسقطت شرعية الرئيس محمد مرسي في 30 يونيو، هذه الحالة دفعت الكثير من المصريين لتخرين المواد الغذائية والوقود، كما ينوى الباعة والتجار غلق المحال خوفًا مما قد يحدث في المرحلة القادمة.


يقول محمد حمدي - سائق - إنني أنتظر بالساعات أمام محطات البنزين، وقد تصل إلى المبيت أمام المحطة حتى أحصل على كميات وفيرة من الوقود لأخزنها خشية من اليوم الموعود فعملي كسائق هو مصدر الدخل الوحيد لي ولأسرتي.

يأتي ذلك في الوقت الذي أصيبت به حركة المواصلات بالقاهرة بالشلل نتيجة تكدس السيارات أمام محطات الوقود، حيث سادت حالة من الارتباك والزحام الشديد في شوارع القاهرة، وتسببت الأزمة في نشوب مشاجرات وأودت بحياة مواطنين، وسط نفي من الحكومة لأي نقص في الطاقة.

وأوضحت "نعيمة محمد" - ربة منزل - أنها قامت بشراء بعض احتياجات عائلتها من السلع والمواد الغذائية الأساسية مثل (الأرز، السكر، المكرونة، الحليب، الخبز، الجبن...) خوفا من غلق المحلات التجارية في يوم 30 يونيو، وتشابه شعور "نعيمة" مع عدد كبير من المواطنين الذين أقبلوا على شراء أكبر قدر من السلع.

وأكد إبراهيم نفادي - بقال - أنه ينوي إغلاق محله يوم 30 يونيو قائلا: "إنه من المحتمل فرض حظر التجول أو اندلاع اشتباكات وعنف، والأفضل أن نكون مستعدين، وخصوصا أن محلي يقع بالقرب من ميدان التحرير".

وأكد شريف محمد - موظف - أنه خرج من منزله في الصباح الباكر ليتمكن من سحب راتبه من ماكينة البنك ليقف خلف طابور طويل من المواطنين، قائلا: "خرجت مبكرا حتى أتفادى الوقوف في الطابور لأفاجأ بوجود هذا الطابور الطويل.

وأبدى عدد من سكان منطقة مصر الجديدة القريبة من قصر الاتحادية تخوفهم من يوم 30 يونيو في حالة وقوع أعمال عنف قد تؤثر بدورها على مساكنهم والشوارع والمرافق العامة وتجعلهم قيد الإقامة في المنزل طوال فترة المظاهرات أو المغادرة إلى أماكن أخرى عند أقاربهم هربا من قنابل الغاز المسيل للدموع التي أرهقتهم في أحداث الاتحادية الأخيرة.

وقال "حسن عواد - صاحب مخبز - إن هناك إقبالا شديدا من المواطنين على شراء الخبر بشكل ملحوظ بالمقارنة بالأيام العادية حيث امتدت طوابير المواطنين لمسافات طويلة.

من جهته أكد رئيس قسم علم النفس بجامعة الزقازيق الدكتور "عماد مخيمر" أن إقبال المواطنين على مثل هذه الإجراءات يعد نوعا من الشعور بأنهم غير آمنين في ذاتهم وممتلكاتهم ومستقبلهم مستدلا على ذلك بالحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم "من بات آمنًا في سربه معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها".

وأضاف أستاذ علم النفس - الذي تصادف إجراء المقابلة معه أثناء تواجده أمام أحد محطات الوقود - أن أتباع المواطنين لما يسمى بسيكولوجية الشائعات هو ما يساهم في تفاقم مثل هذه الأزمات نتيجة تداول الشائعات من شخص إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى.

وأشار الدكتور "مخيمر" إلى ضرورة الاقتداء بأزمة اليابان النووية التي قضت على نسبة كبيرة جدا من اقتصادها آنذاك، لافتا إلى أن كل مواطن في الشعب الياباني كان يأخذ ما يكفيه فقط من السلع والخدمات دون تخزين، ثقة من الشعب في قدرة الحكومة على إصلاح الأوضاع المتدهورة وهو ما تم بالفعل.
الجريدة الرسمية