رئيس التحرير
عصام كامل

«الإرهاب».. تهمة متبادلة بين مؤيدي مرسي ومعارضيه... نشطاء: أوباما يرعى «الإخوان» لأنها ترعى مصالح إسرائيل... عبد الرحمن البر: نرد على العنف بالعنف... صفوت عبد الغني: المعارضة لا تر

اشتباكات بين مئيدين
اشتباكات بين مئيدين ومعارضين

تبادل عدد من مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي التهم بممارسة "الإرهاب"، في المظاهرات التي نظمها على حدة كل منهما، اليوم الجمعة، بعدد من ميادين محافظات مصر، التي احتشد فيها عشرات الآلاف من مؤيدي مرسي، معظمهم من التيار الإسلامي، في ميدان رابعة العدوية، شرق القاهرة، تحت عنوان "مليونية الشرعية خط أحمر" لإعلان رفضهم مطالب قوى معارضة بتنحي مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وقدر المنظمون المشاركين بأكثر من 100 ألف حتى مساء اليوم، فيما قالت مصادر مستقلة إن عددهم بين 50 إلى 60 ألف شخص.
ومن فوق المنصة المنصوبة لإلقاء الكلمات على المتظاهرين، قال صفوت عبد الغني، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، إن المعارضة "لا تريد إلا التخريب والدمار وإسقاط الشرعية".
وأكد على سلمية مظاهرات المؤيدين في مقابل عنف مظاهرات المعارضة - حسب قوله -، مضيفا أن المؤيدين "لن يلجؤوا للعنف حتى ولو للدفاع عن النفس؛ ليعلم العالم كله من هم الإرهابيون"، كما طالب قوات الجيش بالنزول لحماية المظاهرات السلمية.
والتصقت صفة "الإرهاب" في مصر، بشكل عام، ببعض الجماعات الإسلامية؛ خاصة تلك التي شاركت في عمليات عنف وقتل ضد مصريين وأجانب في تسعينات القرن الماضي، وبينها الجماعة الإسلامية، وتعد تلك من المرات القليلة التي يطلق فيها أحد من تلك الجماعات هذه التهمة على مدنيين مصريين.
وفيما تقول الجماعة الإسلامية إنها أجرت مراجعات فكرية عقب أحداث العنف التي تم اتهامها فيها في التسعينات من القرن الماضي، ونبذت بموجبها العنف كأسلوب للتغيير، صدر عن بعض كوادرها مؤخرا تصريحات اعتبرتها المعارضة "تحريضا على العنف" ضدها.
من جانبه، قال عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين خلال مظاهرة "مليونية الشرعية خط أحمر": "لن نرد على العنف بالعنف، وهذا ليس جبنا أو خوفا، بل لأن هذا الوطن حبيب لقلوبنا، ولن نسفك الدماء وسنظل نرفع راية السلمية، بينما المعارضة تجاوزت الفعل السياسي، بعد أن أدركت أنه ليس لها وجود في الشارع".
ويتواصل توافد المشاركين في مليونية "الشرعية خط أحمر"، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة، مع دخول المساء.
وفي المقابل احتشد آلاف المعارضين في ميدان التحرير، بقلب القاهرة، اليوم لمطالبة مرسي بالتنحي؛ وذلك استعدادًا لمظاهرات يقولون إنها ستكون حاشدة في 30 يونيو.
وعلَّق نشطاء لافتة في محيط الميدان ضد الولايات المتحدة، حملت اتهاما للرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعم "الإرهاب"، في إشارة إلى الجماعات الإسلامية في مصر وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
و دون بعض المتظاهرين بعض العبارات على الخيام التي تشير إلى توجيه اتهامات للرئيس الحالي وجماعة الإخوان المسلمين - التي ينتمي إليها - بـ"الإرهاب"، ومنها: "يا مرسي يا جبان.. يا عميل الإرهاب"، و"نهاية حكم الإرهابي 30-6".
ويفصل بين تجمع المؤيدين للرئيس المصري في ميدان رابعة العدوية وبين تجمع المعارضين له في ميدان التحرير نحو 10 كيلومترات، ويتسم التجمعان بالسلمية، في وقت تشهد فيه عدة محافظات اشتباكات دموية بين الفريقين.
واحتشد نحو 4 آلاف من معارضي مرسي أمام مقر وزارة الدفاع، شرق القاهرة، بالأضافه لعشرات المعتصمين الذين يدخلون يومهم الثامن من الاعتصام أمام الوزارة، للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي وتسليم الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، ورئيس المحكمة الدستورية مهمة إدارة شئون البلاد.
وأحرق عشرات المحتجون المعارضين لمرسي العلم الإسرائيلي وصورة للسفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، أمام المقر، احتجاجا على وصفوه بالتدخل الأمريكي والصهيوني في الشئون المصرية.
وأضاف المراسل أن المحتجين قاموا بإحراق علم كبير لدولة إسرائيل يتجاوز طوله 15 مترا وعرض 10 أمتار تقريبا؛ وذلك رفضا لما وصفوه بـ "التدخل في شئون الدولة المصرية".
وكتب المحتجون رسالة داخل العلم قبل إحراقه نصها: "رسالة من شعب مصر إلى كلاب الموساد (جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية)، يسقط برنامج الموساد لتقسيم مصر واشعال الفتن بين شعبها، تسقط جميع برامج الموساد، نحن جسد واحد لا يتفتت أبدا أيها الأغبياء، لن تسقط مصر أيها الخنازير، لن تسقط مصر أبدا"، بحسب المراسل.
وشهد محيط وزارة الدفاع تزايدا في إعداد خيام المعتصمين التي تجاوزت 50 خيمة بعدما كانت لاتجاوز 10 فقط في اليوم الأول من الاعتصام.
ويخشى قطاع كبير من المصريين من تطور التظاهرات، التي يردد كل طرف أنه سيتمسك خلالها بالسلمية، إلى موجة عنف واسعة تعصف بالبلاد، في ظل حالة الاستقطاب التي يشهدها الشارع السياسي بين مؤيدي ومعارضي مرسي.
الجريدة الرسمية