"الإفتاء" تكشف سيناريوهات مستقبل "إخوان تركيا".. الجماعة تبحث عن ملاذات آمنة.. واستضافات جديدة لمواجهة شبح الإدراج والتسليم المحتمل
قبل أيام قليلة من رحيل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن البيت الأبيض، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن حزمة جديدة من العقوبات التي تفرضها على أذرع جماعة الإخوان الإرهابية، بتصنيفها حركة سواعد مصر، المعروفة إعلاميًا بمسمى حركة «حسم»، منظمة إرهابية أجنبية، إضافة إلى مجموعة من الشخصيات الإخوانية، التي وضعت هي الأخرى على «قوائم الإرهاب».
ضربة موجعة
في هذا الإطار أعدت دار الإفتاء المصرية دراسة حديثة، على خلفية القرار الأمريكي، أوضحت في بدايتها أن قرار وزارة الخارجية الأمريكية بوضع حركة «حسم» والعديد من الشخصيات الإخوانية على قوائم الإرهاب، يعتبر بمثابة ضربة موجعة أفقدت الجماعة القدرة على التفكير في كيفية تعاملها في المرحلة القادمة مع أمريكا والاتحاد الأوروبي.
وشكلت الخطوة الأخيرة حالة من الدهشة في تباين التعامل مع الغرب الأوروبي والأمريكي بشكل عام، وهل سيحدث تحول منتظر سواء من أمريكا أو الاتحاد الأوروبي أو من الدولة المستضيفة وهي تركيا تجاه الجماعة وحلفائها.
وأشارت الدراسة إلى أن القائمة الجديدة شملت منظمتين إرهابيتين، وهما تنظيما «ولاية سيناء» ومنظمة «حسم» على القوائم الخاصة بمكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الوزارة «أوفاك» وعدد من الشخصيات الإخوانية كعناصر إرهابية داعمة للإرهاب حول العالم.
كما أن القائمة الجديدة أربكت تنظيم الإخوان على الأراضي التركية، لا سيما وأنهم كانوا ينوون عقد جلسات استماع لعدد من عناصر هذه الخلايا الموجودة في تركيا باعتبارهم شخصيات معارضة تتعرض لانتهاكات حقوقية ومصادرة حرياتهم من قبل للنظام المصري، خاصة أنه منذ بدايات الانتخابات الأمريكية الأخيرة تم التواصل بكثافة مع الجانب الأمريكي لتحديد موعد مع نواب بالكونجرس الأمريكي وأعضاء من الحزب الديمقراطي لمقابلة وفد من ما يسمي بالمعارضة المصرية بتركيا.
الإخوان جماعة إرهابية
وأضافت الدار، في الدراسة ذاتها: قضية إدراج جماعة الإخوان، أو أي كيانات تابعة لهم على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت دائمًا مسار جدل ولم يكتب له النجاح خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، نظرًًا إلى عدة أسباب، أهمها اعتبار أمريكا أن إدراج الجماعة ككيان إرهابي سيكون له انعكاسات سلبية على علاقاتها بدول مثل تونس والمغرب وغيرها من الدول التي تلعب فيها الجماعة دورًا سياسيا وحزبيًا مهمًا في الحكم.
إضافة إلى أن رؤية الولايات المتحدة أن ذلك الإدراج قد يؤثر في علاقاتها مع دولة مثل قطر التي تستضيف قواعد أمريكية، فضلًا عن حرصها على لعب دور سياسي يساعد في إنهاء أزمة قطر مع دول الخليج، ومن هنا توقع الإخوان طوال الفترة الماضية وروجوا في أعلامهم ومراكز أبحاثهم أن يعيد جو بايدن إحياء سياسات الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما بشأن الإخوان باعتبارها جماعة سلمية سياسية دينية مدنية.
واستطردت: لكن في ظل التحذيرات التي خرجت داخل أمريكا نفسها من خطورة الجماعة على المصالح الأمريكية، بالإضافة إلى تأثيرات الرأي العام العربي الذي بات ينظر إلى «الإخوان» كتهديد حقيقي وتضعها دول مثل مصر والإمارات والسعودية على قوائم الإرهاب، وهو بالطبع ما سيأخذه «بايدن» في الاعتبار، فضلًا عن اعتراف «أوباما» نفسه في كتابه «الأرض الموعودة» بفشل أمريكا في التعامل مع أحداث ما يسمي بالربيع العربي.
وتحديدًا في الاعتماد على «الإخوان» كجماعة معتدلة يمكن أن تشكل بديلًا لحكم في بعض دول الشرق الأوسط.
إخوان تركيا
وكشفت دراسة دار الإفتاء أنه على الأرض اتخذت تركيا منذ شهر تقريبًا بعض التدابير لمواجهة احتمالات إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب أو بعض فروعها كـ«حسم» و«لواء الثورة»، أو بعض حلفائها مثل الجبهة السلفية حيث تترك تركيا مساحة كبيرة لعدد من الأشخاص أصحاب الميول السلفية سواء من الدعوة السلفية أو الجبهة السلفية والجماعة الإسلامية.
ومنها على سبيل المثال جلوس ياسين أقطاي الذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس التركي والمسئول عن ملف جماعة الإخوان مع العناصر الموالية للإخوان والمدرجة فعلًا على قوائم الإرهاب في بعض الدول مثل عناصر الجماعة الإسلامية، ومطالبتهم بمغادرة مؤقتة للأراضي التركية.
وكان من أبرز هذه الشخصيات طارق الزمر، قيادي الجماعة الإسلامية المعروف الذي أعلن أنه متواجد خارج تركيا في رحلة علاجية إلى دولة أوروبية بعد إصابته بفيروس كورونا، كذلك الطلب من علاء السماحي والقيادي يحيى السيد إبراهيم، الملقب بـ يحيى موسى، مغادرة الأراضي التركية منذ ما يقرب من شهر.
ويأتي الخروج تحسبا لإدراجهم على قوائم المطلوبين في المفاوضات الدائرة بين تركيا وبعض دول الخليج، أو مطالبة أي من دول التحالف العربي ضد تركيا تسليمهم إليها.
وأكدت الدراسة أن «أقطاي» أكد في اتصالاته مع العديد من العناصر الإخوانية في تركيا، أنه من المستبعد تسليم أحد إلى مصر، لكن سيتم التعامل مع الجالية المصرية، والتي تصل حسب آخر الإحصائيات إلى 35 ألفا معظمهم من الطلاب والدارسين والمهنيين.
المطلوبين للعدالة
ويصل عدد الذي يحترفون العمل السياسي نحو ثلاثة آلاف مصري معظمهم عليه أحكام قضائية، على ثلاث مستويات، المستوى الأول منهم وهو السياسي والإعلامي، وسيطلب منهم عند الحاجة تخفيف اللهجة ومراعات حالة المصالحة مع مصر والسعودية في خطابهم الإعلامي.
والمستوي الثاني، المحكوم عليهم بالإرهاب وهؤلاء سيدخلون ما يعرف بكود الإرهاب وسيرفض إعطاؤهم الجنسية أو الإقامة سواء الدائمة أو المؤقتة أو إقامة العمل والمستوى الأخير الحاصلين على الجنسية التركية وهؤلاء سوف يتلقون الخدمات العادية للأجانب واللاجئين.
مع الحذر الشديد من تورطهم في علاقات تثير الشبهة عليهم وعلينا في المرحلة القادمة، ولفتت الدراسة، إلى أنه أمام هذا التحدي اتجهت الجماعة إلى التكيف والتطور كنوع من الاستجابة السريعة للضغوط التي من المحتمل أن تمر بها أو تتعرض لها في القريب العاجل منها تأسيس مشروعات إعلامية ومنصات إلكترونية وجمعيات أهلية جديدة خارج تركيا تحسبا لإغلاق أو طرد أي من العاملين لأي قناة.
واستضافة بعض العاملين بها لاستيعابهم في المستقبل داخل هذه الكيانات مثل تأسيس مؤسسة إعلامية في هولاندا باسم «تأكد» ويديرها أحد القيادات الإخوانية وهو أدهم حسانين رئيس تحرير مؤسسة ومنصة «تأكد مصر» ويعمل بها سوريين من الموالين للجماعة في تركيا وأوروبا كغطاء.
كذلك استغلال بروز وانتشار التطرف الغربي أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا وأنشطة اليمين المتطرف وأسسوا في هولاند جمعية مدنية باسم «بيت الإسلام» تتواصل مع الكنائس الغربية لتثبت لهم أنهم ليس كما تردد مصر أو بعض الدول العربية، بأنهم متطرفون متشددون وأنهم يتعرضون لإرهاب سواء من اليمينيين المتطرفين أو من دولهم المستبدة على ــ حد زعمهم ــ وذلك فقط لأنهم مسلمون.
معادلة الاندماج
وبذلك تحقق معادلة الاندماج الغربي وتوحي ايضًا العالم الغربي أنهم يندمجون ويحترمون القوانين والحياة الأوروبية وبذلك يكسرون حدة متابعتهم واتهامهم بالإرهاب.
كما نوهت الدراسة، إلى أنه حدث ارتباك شديد داخل المجموعة الإعلامية، بعدما صرح قيادات قناة مكملين للعاملين بها انها في سبيلها إلى الإغلاق بسبب قلة الموارد والتمويل الذي توقف.
وقد أخبرت جميع العاملين بها انها سوف تغلق أبوابها خلال شهرين، على أن يجرى توزيع العاملين بها على قناتي «وطن» و«الحوار» نظرًا لعدم وجود أموال ورواتب للعاملين بها، وهو ما فهمه البعض بأنه هناك ضغوط ما مورست على تركيا من أجل إغلاق بعض القنوات.
في حين أن المعلن قلة مواردها المالية وقدرتها على سد عجز رواتب العاملين بها، وهذا ما دفع البعض لتأسيس كيانات حزبية جديدة بعد فشل ما عرف من اتحاد المعارضة المصرية التي كان يقودها أيمن نور، فقد قامت غادة نجيب زوجها هشام عبد الله والتي أسقطت مصر الجنسية عنها مؤخرا بتأسيس حزب ضعيف يسمى «أمل مصر».
وكشفت الدراسة أن موقع حزب «أمل مصر» نشر مقالة لسيف عبد الفتاح بعنوان «ماذا تبقى من ثورة يناير؟» اعترف فيه بفشل احتجاجات 25 يناير مما أثر عليهم حالة من التشكك، وباتت رهان الإخوان في اعتبار أن جو بايدن سيكون أوباما آخر رهانًا خاسرًا.
ويحمل قدرًا كبيرًا من الضبابية وهو ما بدا في تمحور خطابهم في بداية الانتخابات الأمريكية بالتفاؤل الشديد بنجاح بايدن والتعبير عن السعادة بسقوط ترامب، وفى إعلان المطالب الخاصة بهم، بدءًا من جماعة الإخوان المسلمين وفروعها وحلفائها في المنطقة والعالم، وصولًا إلى علاقتهم بالنظام الإيراني والقوى التابعة له ثم حالة الارتباك الأخيرة التي شهدتها الجماعة بعد إدراج حركة حسم والسماحي ويحي موسى على قوائم الإرهاب.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن الإخوان ما زالوا يتجاهلون أن هناك فروقًا وتمايزات عديدة ومختلفة بين الإدارتين الديمقراطيتين، إدارة باراك أوباما في فترتيه الرئاسيتين بين عامي 2009 و2017 من جهة، وحقبة جو بايدن، من جهة أخرى، ليس أن الأخيرة ستأتي بعد حقبة ترامب فقط.
بل بعد ما أنتجته إدارة ترامب وما شهدته وشهده العالم معها من تطورات ومسارات مختلفة منها بداية وضع العديد من عناصر الإخوان على القوائم الإرهابية، وكذلك اختلاف العالم خلال الأعوام الأربعة الماضية اختلف كثيرًا عما كان عليه قبل باراك أوباما والحكومات السابقة.
نقلًا عن العدد الورقي..،
ضربة موجعة
في هذا الإطار أعدت دار الإفتاء المصرية دراسة حديثة، على خلفية القرار الأمريكي، أوضحت في بدايتها أن قرار وزارة الخارجية الأمريكية بوضع حركة «حسم» والعديد من الشخصيات الإخوانية على قوائم الإرهاب، يعتبر بمثابة ضربة موجعة أفقدت الجماعة القدرة على التفكير في كيفية تعاملها في المرحلة القادمة مع أمريكا والاتحاد الأوروبي.
وشكلت الخطوة الأخيرة حالة من الدهشة في تباين التعامل مع الغرب الأوروبي والأمريكي بشكل عام، وهل سيحدث تحول منتظر سواء من أمريكا أو الاتحاد الأوروبي أو من الدولة المستضيفة وهي تركيا تجاه الجماعة وحلفائها.
وأشارت الدراسة إلى أن القائمة الجديدة شملت منظمتين إرهابيتين، وهما تنظيما «ولاية سيناء» ومنظمة «حسم» على القوائم الخاصة بمكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الوزارة «أوفاك» وعدد من الشخصيات الإخوانية كعناصر إرهابية داعمة للإرهاب حول العالم.
كما أن القائمة الجديدة أربكت تنظيم الإخوان على الأراضي التركية، لا سيما وأنهم كانوا ينوون عقد جلسات استماع لعدد من عناصر هذه الخلايا الموجودة في تركيا باعتبارهم شخصيات معارضة تتعرض لانتهاكات حقوقية ومصادرة حرياتهم من قبل للنظام المصري، خاصة أنه منذ بدايات الانتخابات الأمريكية الأخيرة تم التواصل بكثافة مع الجانب الأمريكي لتحديد موعد مع نواب بالكونجرس الأمريكي وأعضاء من الحزب الديمقراطي لمقابلة وفد من ما يسمي بالمعارضة المصرية بتركيا.
الإخوان جماعة إرهابية
وأضافت الدار، في الدراسة ذاتها: قضية إدراج جماعة الإخوان، أو أي كيانات تابعة لهم على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت دائمًا مسار جدل ولم يكتب له النجاح خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، نظرًًا إلى عدة أسباب، أهمها اعتبار أمريكا أن إدراج الجماعة ككيان إرهابي سيكون له انعكاسات سلبية على علاقاتها بدول مثل تونس والمغرب وغيرها من الدول التي تلعب فيها الجماعة دورًا سياسيا وحزبيًا مهمًا في الحكم.
إضافة إلى أن رؤية الولايات المتحدة أن ذلك الإدراج قد يؤثر في علاقاتها مع دولة مثل قطر التي تستضيف قواعد أمريكية، فضلًا عن حرصها على لعب دور سياسي يساعد في إنهاء أزمة قطر مع دول الخليج، ومن هنا توقع الإخوان طوال الفترة الماضية وروجوا في أعلامهم ومراكز أبحاثهم أن يعيد جو بايدن إحياء سياسات الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما بشأن الإخوان باعتبارها جماعة سلمية سياسية دينية مدنية.
واستطردت: لكن في ظل التحذيرات التي خرجت داخل أمريكا نفسها من خطورة الجماعة على المصالح الأمريكية، بالإضافة إلى تأثيرات الرأي العام العربي الذي بات ينظر إلى «الإخوان» كتهديد حقيقي وتضعها دول مثل مصر والإمارات والسعودية على قوائم الإرهاب، وهو بالطبع ما سيأخذه «بايدن» في الاعتبار، فضلًا عن اعتراف «أوباما» نفسه في كتابه «الأرض الموعودة» بفشل أمريكا في التعامل مع أحداث ما يسمي بالربيع العربي.
وتحديدًا في الاعتماد على «الإخوان» كجماعة معتدلة يمكن أن تشكل بديلًا لحكم في بعض دول الشرق الأوسط.
إخوان تركيا
وكشفت دراسة دار الإفتاء أنه على الأرض اتخذت تركيا منذ شهر تقريبًا بعض التدابير لمواجهة احتمالات إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب أو بعض فروعها كـ«حسم» و«لواء الثورة»، أو بعض حلفائها مثل الجبهة السلفية حيث تترك تركيا مساحة كبيرة لعدد من الأشخاص أصحاب الميول السلفية سواء من الدعوة السلفية أو الجبهة السلفية والجماعة الإسلامية.
ومنها على سبيل المثال جلوس ياسين أقطاي الذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس التركي والمسئول عن ملف جماعة الإخوان مع العناصر الموالية للإخوان والمدرجة فعلًا على قوائم الإرهاب في بعض الدول مثل عناصر الجماعة الإسلامية، ومطالبتهم بمغادرة مؤقتة للأراضي التركية.
وكان من أبرز هذه الشخصيات طارق الزمر، قيادي الجماعة الإسلامية المعروف الذي أعلن أنه متواجد خارج تركيا في رحلة علاجية إلى دولة أوروبية بعد إصابته بفيروس كورونا، كذلك الطلب من علاء السماحي والقيادي يحيى السيد إبراهيم، الملقب بـ يحيى موسى، مغادرة الأراضي التركية منذ ما يقرب من شهر.
ويأتي الخروج تحسبا لإدراجهم على قوائم المطلوبين في المفاوضات الدائرة بين تركيا وبعض دول الخليج، أو مطالبة أي من دول التحالف العربي ضد تركيا تسليمهم إليها.
وأكدت الدراسة أن «أقطاي» أكد في اتصالاته مع العديد من العناصر الإخوانية في تركيا، أنه من المستبعد تسليم أحد إلى مصر، لكن سيتم التعامل مع الجالية المصرية، والتي تصل حسب آخر الإحصائيات إلى 35 ألفا معظمهم من الطلاب والدارسين والمهنيين.
المطلوبين للعدالة
ويصل عدد الذي يحترفون العمل السياسي نحو ثلاثة آلاف مصري معظمهم عليه أحكام قضائية، على ثلاث مستويات، المستوى الأول منهم وهو السياسي والإعلامي، وسيطلب منهم عند الحاجة تخفيف اللهجة ومراعات حالة المصالحة مع مصر والسعودية في خطابهم الإعلامي.
والمستوي الثاني، المحكوم عليهم بالإرهاب وهؤلاء سيدخلون ما يعرف بكود الإرهاب وسيرفض إعطاؤهم الجنسية أو الإقامة سواء الدائمة أو المؤقتة أو إقامة العمل والمستوى الأخير الحاصلين على الجنسية التركية وهؤلاء سوف يتلقون الخدمات العادية للأجانب واللاجئين.
مع الحذر الشديد من تورطهم في علاقات تثير الشبهة عليهم وعلينا في المرحلة القادمة، ولفتت الدراسة، إلى أنه أمام هذا التحدي اتجهت الجماعة إلى التكيف والتطور كنوع من الاستجابة السريعة للضغوط التي من المحتمل أن تمر بها أو تتعرض لها في القريب العاجل منها تأسيس مشروعات إعلامية ومنصات إلكترونية وجمعيات أهلية جديدة خارج تركيا تحسبا لإغلاق أو طرد أي من العاملين لأي قناة.
واستضافة بعض العاملين بها لاستيعابهم في المستقبل داخل هذه الكيانات مثل تأسيس مؤسسة إعلامية في هولاندا باسم «تأكد» ويديرها أحد القيادات الإخوانية وهو أدهم حسانين رئيس تحرير مؤسسة ومنصة «تأكد مصر» ويعمل بها سوريين من الموالين للجماعة في تركيا وأوروبا كغطاء.
كذلك استغلال بروز وانتشار التطرف الغربي أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا وأنشطة اليمين المتطرف وأسسوا في هولاند جمعية مدنية باسم «بيت الإسلام» تتواصل مع الكنائس الغربية لتثبت لهم أنهم ليس كما تردد مصر أو بعض الدول العربية، بأنهم متطرفون متشددون وأنهم يتعرضون لإرهاب سواء من اليمينيين المتطرفين أو من دولهم المستبدة على ــ حد زعمهم ــ وذلك فقط لأنهم مسلمون.
معادلة الاندماج
وبذلك تحقق معادلة الاندماج الغربي وتوحي ايضًا العالم الغربي أنهم يندمجون ويحترمون القوانين والحياة الأوروبية وبذلك يكسرون حدة متابعتهم واتهامهم بالإرهاب.
كما نوهت الدراسة، إلى أنه حدث ارتباك شديد داخل المجموعة الإعلامية، بعدما صرح قيادات قناة مكملين للعاملين بها انها في سبيلها إلى الإغلاق بسبب قلة الموارد والتمويل الذي توقف.
وقد أخبرت جميع العاملين بها انها سوف تغلق أبوابها خلال شهرين، على أن يجرى توزيع العاملين بها على قناتي «وطن» و«الحوار» نظرًا لعدم وجود أموال ورواتب للعاملين بها، وهو ما فهمه البعض بأنه هناك ضغوط ما مورست على تركيا من أجل إغلاق بعض القنوات.
في حين أن المعلن قلة مواردها المالية وقدرتها على سد عجز رواتب العاملين بها، وهذا ما دفع البعض لتأسيس كيانات حزبية جديدة بعد فشل ما عرف من اتحاد المعارضة المصرية التي كان يقودها أيمن نور، فقد قامت غادة نجيب زوجها هشام عبد الله والتي أسقطت مصر الجنسية عنها مؤخرا بتأسيس حزب ضعيف يسمى «أمل مصر».
وكشفت الدراسة أن موقع حزب «أمل مصر» نشر مقالة لسيف عبد الفتاح بعنوان «ماذا تبقى من ثورة يناير؟» اعترف فيه بفشل احتجاجات 25 يناير مما أثر عليهم حالة من التشكك، وباتت رهان الإخوان في اعتبار أن جو بايدن سيكون أوباما آخر رهانًا خاسرًا.
ويحمل قدرًا كبيرًا من الضبابية وهو ما بدا في تمحور خطابهم في بداية الانتخابات الأمريكية بالتفاؤل الشديد بنجاح بايدن والتعبير عن السعادة بسقوط ترامب، وفى إعلان المطالب الخاصة بهم، بدءًا من جماعة الإخوان المسلمين وفروعها وحلفائها في المنطقة والعالم، وصولًا إلى علاقتهم بالنظام الإيراني والقوى التابعة له ثم حالة الارتباك الأخيرة التي شهدتها الجماعة بعد إدراج حركة حسم والسماحي ويحي موسى على قوائم الإرهاب.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن الإخوان ما زالوا يتجاهلون أن هناك فروقًا وتمايزات عديدة ومختلفة بين الإدارتين الديمقراطيتين، إدارة باراك أوباما في فترتيه الرئاسيتين بين عامي 2009 و2017 من جهة، وحقبة جو بايدن، من جهة أخرى، ليس أن الأخيرة ستأتي بعد حقبة ترامب فقط.
بل بعد ما أنتجته إدارة ترامب وما شهدته وشهده العالم معها من تطورات ومسارات مختلفة منها بداية وضع العديد من عناصر الإخوان على القوائم الإرهابية، وكذلك اختلاف العالم خلال الأعوام الأربعة الماضية اختلف كثيرًا عما كان عليه قبل باراك أوباما والحكومات السابقة.
نقلًا عن العدد الورقي..،