رئيس التحرير
عصام كامل

ألبان "بير السلم" تهدد صحة "الشراقوة".. حملات مفاجئة لـ"الصحة"على المصانع ومراكز التجميع المخالفة.. ومناشدات بالتدخل السريع

أرشيفية
أرشيفية
ما بين ضعف الرقابة الحكومية، وتواطؤ بعض المسئولين في الإدارات والجهات المسئولة عن متابعة الأمر، تعاني غالبية مراكز محافظة الشرقية من تنامي ظاهرة مصانع الألبان غير المرخصة ومراكز التجميع المخالفة لأدنى المواصفات الصحية المطلوبة.



مصانع بير السلم

وانتشرت هذه النوعية من مصانع «بير السلم» في الأماكن السكانية بمراكز ومدن الإبراهيمية، ديرب نجم، بلبيس، الزقازيق، القنايات، كفر أولاد صقر، وهيها.




وبدأت هذه الأماكن في إنتاج وتوريد كميات ضخمة من منتجات الألبان التي باتت تشكل تهديدًا على حياة المستهلكين، وتجعلهم أكثر عرضة لأمراض خطيرة، في مقدمتها الأورام السرطانية والفشل الكلوي.

واستغلت هذه المصانع التي تمارس عملها على مرأى ومسمع من الجميع ضعف الرقابة الحكومية وتواطؤ بعض المسئولين ومفتشي الصحة والتموين والأجهزة المعنية الأخري، في المتاجرة بصحة الغلابة أو محدودى الدخل أملا في الثراء السريع.

وأصبح انتشار الألبان الفاسدة والمغشوشة أمر طبيعى حاليا داخل المحافظة التي يقترب عدد سكانها من 8 ملايين نسمه.

ألبان غير مرخصة

أحمد محمود، صاحب «كافيه»، كشف لـ «فيتو» أنه « توجد بمركز الإبراهيمية العشرات من معامل الألبان غير المرخصة التي تعمل دون أدنى رقابة تضمن أمن وسلامة الصحة العامة للمواطن، والأغذية الفاسدة التي تنتجها مصانع بير السلم وعلى رأسها الألبان تسببت في انتشار حالات التسمم الغذائي بين صغار السن خاصة فئة الأطفال وتؤدى في بعض الأحيان للوفاة.

محسن ربيع، محاسب، أحد أبناء مركز «هيها»، أوضح أن «المصانع غير المرخصة والتجار (السريحة) الذين يكثر وجودهم داخل القري والعزب والنجوع والمناطق الشعبية والأحياء السكنية، تحولوا بمرور الأيام إلى قنبلة موقوتة تهدد صحة المواطنين في الشرقية، «لازم الدولة تتحرك بسرعة وتتصدى لهؤلاء المجرمين..وتصدر قوانين رادعة للقضاء على تلك الظاهرة».

في السياق ذاته طالب أهالي الشرقية الجهات المختصة، بضرورة العمل على تشديد العقوبة على مرتكبي جرائم الأغذية الفاسدة، إلى جانب محاسبة الموظفين المقصرين وغيرهم نتيجة الإهمال في الرقابة وتواطؤ بعضهم مع التجار وأصحاب المصانع والمعامل لتجاهل نشاطهم القاتل،ـ مناشدين الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، بسرعة إغلاق جميع المصانع والمعامل غير المرخصة وغير المطابقة للمواصفات حرصا على سلامة المواطنين خاصة الأطفال.

حملات دورية

من جانبه أوضح الدكتور هشام شوقي مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أن «المديرية بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى تشن حملات دورية على المنشآت الغذائية غير المرخصة ويتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة تجاه المخالفين»، مضيفًا أن «المديرية دورها رقابي هدفه التأكد من التزام تلك المنشأت الغذائية بالمعايير والاشتراطات الصحية سواء للقائمين على تصنيع المنتج أو بيعه كالتأكد من وجود شهادات صحية تفيد بخلوهم من الأمراض، أو فحص معدات ومستلزمات التصنيع والتعبئة والتخزين والصلاحية رقابة وفحص المنتج ذاته فحصًا ظاهريا أو بأخذ عينة لتحليلها وإرسال تقارير بذلك للجهات المعنية لاتخاذ للازم نحو المخالفي.

وشنت «صحة الشرقية» بالتنسيق مع مديرى الإدارة الصحية في عدد من المراكز والمدن خلال الأيام الماضية ومفتشي الأغذية بمكاتب الإدارة الصحية، حملات مفاجئة على عشرات المنشآت الغذائية بنطاق المحافظة، وأسفرت الحملات عن ضبط ٥.١ طن ملح لتحجره وسوء تخزينه، وذلك داخل مصنع لمنتجات الألبان بمركز ههيا، كما تم إعدام ٣١٠ كجم جبنة، وملح، وفلفل مطحون وأواني، لوجود تغير في خواصها الطبيعية.

وجرى ضبط وإعدام كميات كبيرة من منتجات الالبان بمدينة القنايات والتي بلغت ١.٢٥ طن، عبارة عن (جبن، سمن، شرش لبن، ملح، مستلزمات تصنيع، كما تم ضبط ١.٥ طن سمن عبارة عن ٢٥٠ كرتونة سمن جاموسي وبقري، تزن كل كرتونة ٦ كجم، وتم سحب ٤ عينات أغذية وإرسالها للمعامل لبيان من مدي صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفات المضبوطة، وتحرير محضر جنحة صحية بمركز شرطة القنايات، وجرى سحب ٤ عينات أغذية وإرسالها للمعامل لبيان مدى صلاحياتها للاستهلاك الآدمي، وتحرير ٦ محاضر جنحة صحية للمخالفات المضبوطة.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية