لماذا ترفض الإخوان التخلي عن العمل السري وتعتبره من أركان التنظيم؟
رغم اعتراف جماعة الإخوان الإرهابية، في اكثر من ملتقى جرى مؤخرا لمراجعة أدبيات الجماعة، بعدم قدرتها على إقامة علاقات متوازنة مع المجتمعات على كل المستويات، وعدم وجود مشروع سياسي يجعلها مؤهلة بالأساس للمنافسة على السلطة، إلا أنها لازالت على قواعدها القديمة.
لم تقدم الإخوان أي أوراق تهف من خلالها إلى تعديل أفكارها وقناعاتها بما يناسب تسويقها للرغبة في العودة، بل لازالت تمارست الانتهازية السياسية لإجهاض أي مشروع بديل، في وقت لم تتخلى فيه عن العمل السري لتحقيق أهدافها الرامية إلى السيطرة على المجتمعات وتحويلها إلى كيانات إخوانية.
يقول منير أديب، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان الإرهابية، سعت منذ اللحظة الأولى لإعلان ثورة 3 يوليو من عام 2013 إلى عسكرة الصراع الذي قادته الجماعة مع المجتمع وخصومها السياسيين.
أوضح أنها فضلت خيار المسار المسلح مع النظام السياسي الجديد في البلاد، والذي بدأت ملامحه مع تظاهرات 30 يونيو، لافتا إلى أن هذا النوع من الصراع واجهت به خصومها من بقية أطياف المجتمع سواء القضاة أو العلماء أو الباحثين أو حتى المسيحيين، التي قامت الجماعة بحرق دور عبادتهم.
أضاف: قرار التنظيم عسكرة هذا الصراع نتاج طبيعي للأفكار التي يؤمن بها، كما أن لجوء أعضاء الجماعة إلى هذا الخيار هو نتاج طبيعي أيضاً للمشاريع التربوية التي نشأوا عليها.
لفت إلى أن اللجوء للعنف لم يكن نبتة شيطانية وسط واحة خضراء من السلام الذي كانت تنشده الجماعة، فهو نتاج طبيعي للأفكار والمناهج التربوية التي شكلت الوعي الفقهي والفكري للتنظيم ولأبنائه.
استكمل: نجحت الجماعة في تضخيم مشاعر الاضطهاد لدى أتباعها سواء بعد عام 2013 أو ما قبل هذا التاريخ، وكانت هذه المشاعر تغذي دوافع الانتقام وتمثل ذلك في ردود فعل عنيفة من قبل شباب التنظيم، فنجحت قيادات الجماعة في استغلال مشاعر الشباب وجنحت بهم إلى العمل السري ومنها انتقلوا إلى مربع العنف.
أضاف: كانت الجماعة تدّعي أنها طلّقت العمل السري طلاقاً بائناً من دون رجعة، ولا يوجد ما يبرر عملها تحت الأرض، وأن فترة العمل السري في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي انتهت بقرار الجماعة حل ذراعها العسكري الذي أنشأته تحت مسمى "النظام الخاص.
استكمل: والحقيقة أن التنظيم أدمن العمل السري ولا يستطيع أن يتخلى عنه، وهذا دليل على أن التنظيمات المؤدلجة لن تتخلى عن فكرة العمل السري، بل ترى أنها لن تستطيع أن تصل إلى أهدافها بعلانية الدعوة والممارسة.
اختتم: مخطئ من يظن أن عنف الإخوان المسلمين رد فعل على السلطة السياسية أو الثورة الشعبية التي أحدثت دوياً في البلاد بعد عام 2013 بل كان حاضراً منذ اللحظة الأولى التي صعدوا فيها إلى السلطة.