المثقف والفدائي والسياسي.. محطات هامة في مسيرة الفنان عزت العلايلي
فجع الوسط الفني صباح اليوم الجمعة بوفاة الفنان عزت العلايلي، عن عمر ناهز الـ 86 عامًا بعد صراع مع المرض.
قدم الفنان الراحل عزت العلايلي تاريخا فنيا طويلا امتد لقرابة الـ 60 عامًا منذ تخرجه في معهد الفنون المسرحية عام 1960، ولكنه لم يبدأ مشواره التمثيلي مباشرة بعد تخرجه، حيث عمل مخرجًا بالتليفزيون لمدة 3 سنوات خلال الفترة من 1960 حتى 1963، ليبدأ سطوع نجمه كممثل من العيار الثقيل، خاصة في تلك الأعمال التي قدمها للسينما والتي شارك معظمها في المهرجانات والمحافل الفنية الدولية.
وبدأ عزت العلايلي مشواره الفني من خلال المسرح كمحترف عام 1963، ويعتبر عزت العلايلي أن بدايته وفرصته الحقيقية التي حصل عليها في المجال الفني من خلال مشاركته في فيلم الأرض أمام الفنان الراحل محمود المليجي والمخرج يوسف شاهين عام 1970، وفيلم الاختيار عام 1971، المأخوذ عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ وكتب نصه السينمائي وأخرجه المخرج يوسف شاهين، كما قام بإنتاجه لصالح شركة مصر للأفلام الدولية.
يعد الفنان عزت العلايلي، من أشهر من قدموا الأعمال الفنية ذات الطابع الوطني، خلال مسيرته الفنية، ولعل من أبرز تلك الأعمال الراسخة في وجدان الفن المصري والعربي، تقديمه لشخصية العقيد راضي قائد العملية في فيلم الطريق إلى إيلات، كذلك عبارته الشهيرة التي لاتزال متداولة حتى الآن: «عاش خاين ومات كافر»، التي قالها أثناء تجسيده لشخصية العقيد نادر لاشين في فيلم بئر الخيانة أمام الفنان الراحل نور الشريف.
استحق الفنان عزت العلايلي عدة ألقاب بعيدة عن تلك الألقاب الفنية التي يحصدها عدد من النجوم، فلقب عليه، المثقف والفدائي والسياسي وأخو البنات.
ولد عزت العلايلي في حي باب الشعرية عام 1934 وسط أسرة متوسطة الحال، تتكون من أب يعمل محاسب وأم ربة منزل، وخمسة اخوات وكان ترتيبه الثالث بين شقيقاته، ومنذ طفولته كان عاشقًا للتمثيل، حتى انه في كثير من اللقاءات النادرة التي تحكي عن طفولته، تسرد أنه كان يقوم بعمل مسرح داخل شقة أسرته من خشب السرير، مستغلا تواجد والده خارج المنزل، ويستدعي أبناء الجيران لمشاهدته أثناء التمثيل والإلقاء على مسرحه الخاص في البيت، مقابل قرش تعريفة، وبدأ تعلقه بالمسرح أكثر حينما واظب والده على إصطحابه لمشاهدة مسرحيات يوسف وهبي، ومسرح نجيب الريحاني، وورث عن والده حب الشعر والقراءة لما كان والده يمتلك مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب في الشعر والادب والسياسة وغيرها من ألوان الثقافة.
المشاركة السياسية والوطنية كانت أحد أهم وأبرز المحطات في حياة الفنان الراحل عزت العلايلي، عندما قرأ إعلانًا عام 1950، يطلب من الراغبين في التطوع مع الفدائيين بالإسماعيلية تسجيل أسمائهم للمشاركة وبالفعل توجه إلى الاسماعيلية وسجل إسمه وقام بنقل السلاح للفدائيين هناك، وفي عام 1954 بعد محاولة إغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالمنشية في الإسكندرية تم إلقاء القبض على عزت العلايلي وإيداعه في السجن، لمدة 3 أشهر، بعدما تبين أن المحامي الذي سجل اسمه من المنتمين لجماعة الإخوان –آنذاك-، وتلك الفترة كانت محطة ونقله هامة في حياته الفكرية، فخلال تلك الفترة إلتقى بالسجن مع عدد من المثقفين والمفكرين والسياسيين، من بينهم عبد الرحمن الخميسي وحسن فؤاد.
من بين احد وأهم أشهر التصريحات المثيرة للجدل التي صرح بها عزت العلايلي، ندمه على مشاركته ضمن وفد الفنانين للقاء الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، قائلًا: «الفنانين الذين غضبوا لعدم اختيارهم ضمن الوفد للقاء مبارك وضعهم أفضل من وضعي بكثير؛ لأنني إكتشفت أن تلك اللقاء كانت للتجميل فقط وليس بهدف الإصلاح والاهتمام بالفن والمجتمع كما ظننت في البداية».