رئيس التحرير
عصام كامل

عزت العلايلي في آخر حوار لـ"فيتو": استكفيت من الفن.. طوال عمري لم أطلب عملاً من مخرج أو منتج.. ورحيل زوجتى كسرني

عزت العلايلي
عزت العلايلي
رحل عن عالمنا، الفنان عزت العلايلي، أحد أبرز نجوم زمن الفن الجميل الذي وضع بصمته فى تاريخ الفن المصري، وذلك بأعماله التي ستظل محفورة فى أذهان الجمهور على مدار التاريخ.


وكانت «فيتو»، أجرت حواراً مع الفنان عزت العلايلي، قبل فترة قليلة من وفاته، والذي كشف الكثير عن رحلته الطويلة التي قضاها في محراب الفن، وقدم خلالها العديد من الأعمال السينمائية الناجحة، التي أصبحت علامة ناصعة في تاريخ السينما المصرية، وشكلت ملامح مشواره الفني الذي يفخر به، فكان ومازال ظاهرة فنية استثنائية، حتى أنه لقب بابن البلد "العترة" نظرًا لشخصياته الفنية التي لعبها في أفلام مثل " التوت والنبوت" و" الأرض" و" السقا مات" و"الطريق إلى إيلات" وغيرها من العلامات.

وتعيد "فيتو" نشر أبرز النقاط التى تحدث فيها لـ"فيتو" :  
 
_ في البداية.. هل ترى أن تكريمك من مهرجان الإسكندرية السينمائي قد تأخر بعض الشيء ؟

لا لم يتأخر، لأن كل شيء بأوان، وأشكر كل شخص فكر في تكريمي لأنه شرف كبير بالنسبة لي، فأنت لا تعلم قيمة التكريم بالنسبة للفنان، فهو الجائزة الكبرى والمكافأة التي ينتظرها لسنوات طويلة.

_ برغم أن أغلب إسهاماتك الفنية كانت بالسينما إلا أنك ابتعدت عنها لسنوات ولم تشارك إلا في فيلم تراب الماس فما السبب؟

من المعروف أن السينما للشباب، لأن جمهور السينما مختلف والبطل في السينما أيضًا له مواصفات مختلفة، لذلك ندرة مشاركتي في السينما خلال السنوات الماضية أمر طبيعي، كما أنني أختار ما يناسبني من الأدوار التي تعرض عليً وأضع في الحسبان تاريخي الفني، ثم إنني استكفيت فن وتمثيل وقدمت العديد والعديد من الأدوار والألوان الفنية

_ نفهم من ذلك أن اختفاءك لبعض الوقت بناء على قرار منك؟

ليس هذا بالضبط، لكن اختفائي يكون لعدم وجود أعمال فنية جيدة تعرض عليً، أو لعدم وجود أعمال فنية من الأساس للعرض عليً، فأنا مؤمن بالله وبالأرزاق، وأعلم أن العمل والرزق شيء مكتوب، ودعني أقول لك إنني طوال عمري الفني لم أطلب من مخرج أو منتج أن يشغلني في عملي، ولم أجر وألهث وراء ذلك، " ومعنديش مشكلة إني أقعد في البيت بس مقدمش عمل أنا مش مقتنع به"

_ على مدار هذه الأعوام التي هي عمرك الفني ما العمل الذي تفخر بأنك كنت من بين أبطاله ؟

الكثير من أعمالي السينمائية أفخر بها وأعتبرها ملامحي الفنية التي شكلها الزمن على يد المخرجين، إلا أن هناك علامات هامة في مشواري أولها فيلم " الأرض" مع الراحل يوسف شاهين، و"السقا مات" و" الطريق إلى إيلات" الذي ما زال له صدى في قلوب وأذهان الجمهور، برغم أنه فيلم تليفزيوني.

_ كانت هناك مواقف طريفة بكواليس فيلم الأرض رغم صعوبته فهل من الممكن أن تكشف لنا عنها؟

بعد مرور كل هذه السنوات على تصوير الفيلم لا أستطيع أن أنسي كواليسه، لأنه من أول الأعمال الفنية التي شكلت ملامح مشواري الفني، كما أنني لا أنسي أطرف المواقف التي حدثت لي أثناء التصوير، عندما طلب مني يوسف شاهين النزول إلى بئر الساقية لتصوير مشهد إنقاذ البقرة التي سقطت في البئر.

وكان هذا من المواقف التي لم أتعرض إليها من قبل، وخفت أن يكون مستوى الماء عميقا فأغرق داخل البئر، فطلبت من أحد الفلاحين النزول إلى البئر لقياس مستوى الماء بدلا مني على أن امنحه 15 جنيهًا، واتفقت معه أن يكون ذلك الأمر سريًا حتى لا يعرف يوسف شاهين، وأثناء عمل البروفات كنت اجلس مطمئًنا لأن الفلاح سيخبرني بمنسوب الماء حتى لا أخاف، ففوجئت به يعود إليً أمام الجميع ويقول لي " أستاذ عزت مش هقدر أنزل البير عشان المية ساقعة أوي وخد فلوسك "، وقتها شعرت بالحرج لأنه حدث أمام فريق العمل كله ، وأمام يوسف شاهين الذي تهكم عليً.

_ لماذا قلت إنك كنت تقبل الأفلام التي تسقط من محمود ياسين؟

لأن هذه هي الحقيقة، فمحمود ياسين كانت له الأولوية لدى المنتجين والمخرجين، فكان نجم شباك كبير وله قاعدة جماهيرية عريضة وكان يقدم أكثر من 5 أفلام في العام وقتها، لذلك كان عندما يعتذر عن بطولة فيلم نظرًا لضيق وقته أو لخلافات أخرى كانت هذه الأفلام تعرض على باقي الزملاء وأنا من بينهم، وهذا شيء عادي، كما أنه لم يجعل هناك أي غيرة بيننا، فأنا كنت صديقا مقربا لمحمود ياسين وأحبه وأحترمه، لأنه كان نجمًا استثنائيًا.

_ البعض قال إن عزت العلايلي أصبح أكثر جرأة في تصريحاته خلال الفترة الحالية خاصة بعدما هاجمت محمد رمضان فما رأيك ؟

أنا طول عمري جريء ولم أخف من أحد أو من شيء، لكنني لم أهاجم محمد رمضان وكل ما تم نشره على لساني لم يحدث، فأنا دائما لا أحب أسلوب الهجوم أو الانتقاد لأن كل فنان له عقليته الخاصة التي تتحكم في موهبته وتصرفاته، ومادام الفنان ناجحا والجمهور يحبه فليس لي حق انتقاده أو مهاجمته.

_ من وجهة نظرك من الفنان الذي يعجبك من الشباب ؟

الكثير من الفنانين الشباب رائعون ويهتمون بتطوير أنفسهم، وأنا عملت مع آسر ياسين في فيلم تراب الماس، ووجدت منه اهتماما غير عادي بكل تفاصيل العمل، فهو مجتهد ويبذل مجهودا خرافيا في أعماله، وهذا هو سر النجاح، لذلك أعجبت بشخصيته كثيرًا، كما أنني أعجبت بأمير كرارة في مسلسل الاختيار، ولا أنسي دور بيتر ميمي كمخرج يمتلك موهبة فذة، وكذلك مروان حامد الذي لقبته بـ "سابق عصره"

_ إذا ذهبنا للدراما التليفزيونية .. قدمت مؤخرًا مسلسل قيد عائلي وحقق نجاحا كبيرا فهل كنت تتوقع كل هذا النجاح؟

الحقيقة لم أتوقعه برغم أنني أعجبت بالسيناريو للغاية، وكان لدى بعض الملاحظات على فريق العمل، ودعني أقول لك سرًا هو أنني كنت معترضا على وجود صلاح عبد الله في المسلسل، لأنني كنت قلقا ألا يستطيع أن يقدم الدور بالشكل المطلوب، لأنه هو القطب الثاني للصراع في المسلسل، ولابد أن يقدم الدور بدقة شديدة، إلا أنه فاجأني بتقديم الشخصية بشكل فوق الرائع، وأذهلني بأدائه وشجعني على أن أقدم أيضًا الشخصية بشكل جيد.

_ وهل أخبرت الفنان صلاح عبد الله بهذا الأمر؟

بالطبع أخبرته أثناء التصوير، وضحك كثيرًا، وأصبحنا قريبين للغاية في صداقتنا، واكتشفت أنه إنسان راق ومثقف وواع لدرجة كبيرة ويمتلك من الموهبة ما لم يتم اكتشافه من المخرجين حتى الآن.

_ بعد كل هذا المشوار ما أصعب اللحظات التي مرت عليك وأسعدها؟

من اصعب اللحظات التي مرت عليً هو فراق زوجتي، فالفراق صعب خاصة إذا كان الشخص عزيزا عليك، فما بالك إذا فارقت حبك الوحيد، فأنا كنت أحبها لأعلي درجة، ويكفي أنها أنجبت لي أبنائي وعملت على تربيتهم، وكانت برفقتي في كل كبيرة وصغيرة وعلي الحلوة والمرة، وبعد رحيلها لا أتخيل أنني من الممكن أن أتزوج غيرها، لأنها رحيلها هزنى بعنف.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية