رئيس التحرير
عصام كامل

هل لجأ الإخوان إلى العنف والتكفير بسبب إسقاطهم عن السلطة في مصر؟ ‏

شعار الإخوان
شعار الإخوان

يردد الإخوان دائما أنهم لاعلاقة لهم بالعنف، وما صدر منهم بعد ثورة 30 يونيو 2013 جاء نتيجة إقصائهم عن الحكم، ما ‏ولد طاقة غضب وعنف لدى الصف واندفع بعض الشباب ـ على غير رضا الجماعة ـ إلى التكفير والعنف لاعتقادهم أن ‏الديمقراطية لم تفلح.‏



لكن تاريخ الإخوان يؤكد زيف هذه المزاعم، ويكشف عن خلل كبير في بنية التنظيم، والطريقة التي يدار بها، بل التي يربي عليها أتباعه، إذ يتبع تكتيكات العمل السري حتى الآن، وهو أمر يخالف طبيعة السياسة التي تتطلب عملا علنيا، ‏ومشروعات سياسية معروف أهدافها للجميع، والإفصاح عن مصادر تمويلها، بجانب إيمانها بشكل حقيقي بالديمقراطية.   ‏

يقول بابكر فيصل، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية لها موقف مبدئي ‏من ‏الديمقراطية، مؤكدا أنهم رغم مشاركتهم في الحياة الحزبية إلا انهم على قناعة بأن الحزبية تفسد على الناس حياتهم. ‏

أوضح فيصل أن الإخوان تتبنى الفكرة الديمقراطية كوسيلة مؤقتة للوصول للسلطة، وبعد ذلك تكشف عن الوجه ‏الحقيقي، ‏كما فعل هتلر وحزبه النازي بعد السيطرة على الحكم عبر الانتخابات في ألمانيا.‏

أضاف: من يراقب أدبيان الإخوان، سيتأكد أنهم بمجرد وصولهم إلى الحكم، يبدأون مباشرة في نشر الأسلمة بكل ‏قطاعات ‏الدولة، لافتا إلى أن القضية ليست مرتبطة بأزمتهم في مصر فقط، بل بكل البلدان التي نجحوا فيها في السيطرة على الحكم.

تابع: إخوان السودان أول من عملوا بنصيحة القرضاوي وأردوا نشر دعوتهم في الجيش السوداني، وبدأو في زرع خلاياهم داخل الجيش منذ السبعينات.

استكمل: ظل الوصول للسلطة هو الهدف التي سعوا إليه على ‏الدوام، ‏ونجحوا جزئيا لكن في خاتمة المطاف فشل مشروعهم الفكري، بعدما عجزوا عن استيعاب سنة التاريخ.‏

أضاف: أدت ‏السيطرة المطلقة على الجماعة والمسارعة في الحشد لمشروع "التمكين" إلى إبراز نقاط الضعف في ‏قدراتهم الفكرية والثقافية، ومعرفتهم ‏بتجارب الحكم في التاريخ.‏

أشار الباحث إلى أن السلطة بطبيعتها تخلق منظومات مختلفة من المصالح المتشابكة وتؤدي لبروز مراكز قوى جديدة ‏لم ‏تكن معروفة في المرحلة السابقة.‏

استكمل: هذه المراكز لا تحركها الأفكار والمبادئ بالضرورة، ولهذا بعد أن جرب الإسلاميون مذاق السلطة ‏كان أول من ‏انقلب عليهم أقرب تلاميذهم "البشير ورجاله" الذي أزاح حسن الترابي بعد أن جاء به.‏

اختتم: حكم الإسلاميين أثبت أنهم إناس مضطربو الفكر، يقولون الشيء ويفعلون نقيضه.  ‏

الجريدة الرسمية