الصداقة ملح الحياة
يعيش المرء عمره بأكمله باحثا عن رفيق لدرب حياته، هناك من يكتفي بإخوته،
وهناك من تملأ حياته زوجته، وهناك من يفرز كل من يقابلهم ليلوذ بصديق يثري حياته بصداقته.. الصديق
الحاضر دائما لأجله، في الفرح تلامس السحاب سعادته له، وفي الحزن يجد القلب الذي يحتوي
ألمه، ويبكي في احضان قلبه، وفي وقت الشدة يجد السند الذي يقف خلفه ليدعمه ويقويه،
فهو حاضرا ليربت على مشاعر صديقه المنكسرة، فهو مقوما لتصرفات صديقه بالنصيحة أو المنع
أو الدعم، هو ليس فقط متواجد في يوميات صديقه، بل هو جزء أصيل من تلك السنوات والأيام
واللحظات، هو جزء من العمر.
من منا ليس له معارف كثر عدد فقط وليسوا بدرجة قرب نفسي كبير، ومن منا لم يخذله الاخرين، بل من منا لم يجد نفسه وحيدا وسط التجمعات! عن ماذا نبحث، أو عن أي شيء ينقصنا ونفتقده!
عن التفهم لمكنوننا، ام عن الاحساس بمشاعرنا، أو ربما عن الاحتياج الشديد لشخص يمنحنا الحب غير المشروط، أو الاهتمام الذي لا نطلبه، أو الاحتواء الذي نفتقده في عالمنا المادي المعاصر!
السوشيال ميديا غموض بكل وضوح
نحتاج لكاتم أسرار، نأتمنه على خبايا نفوسنا التي قد نخجل طرحها على الاخرين، نحتاج من يستر ذلات مشاعرنا وانكسارها، نحتاج من لا يهجرنا مهما شغلتنا عنه متطلبات وضغوط الحياة، من يبرر تقصيرنا، من يمنحنا في كل مرة مرة أخرى للقرب، نحتاج لأذن تسمع شكوانا وان لم نبح بها، نحتاج للاحساس بحرقة دموعنا التي سكنت يوما مقلتينا وعز على كبرياؤنا ذرفها، نحتاج من يشاركنا الضحكة والفرحة، ويقاسمنا السعادة دون حقد أو غيرة أو حسد، نحتاج صديق..
يمضي العمر، ونجني صديق بعد تلاطم أمواج الحياة بنا، مندفعة بنجاحات انجازاتنا تارة، ومغرقة لإخفاقات مشاعرنا تارة اخرى، نتعامل مع وجوده كالمسلمات، كالشمس لن يغيب عنا، وكالقمر لن يفارقنا، فهو موجود لن يبعده القدر يوما عنا.
ونعتقد أن اليوم الذي تذوقه كل نفس، في سنة الحياة وهو الموت، سيكون من نصيبنا نحن، فنعتقد أننا من سيفارق الأول، نؤمن أن الصديق سيحملنا إلى مثوانا الاخير، يترحم علينا، ويرعى أولادنا، ويهتم بما تبقى منا فيهم، لأننا لا نتصور الحياة يوما بدونه. ولكن هو من يفارق.. هو من يرحل، فيذيقنا الفقد.
البيوت حواديت فيها الأصيل وفيها الوضيع
ذلك الاحساس الذي يتسلل بداخلنا، ليسكن في القلب، فيعبث بدقاته، فيؤلم نبضه، ويعتصر المشاعر.. ويكمن في الذكريات، التي تتجرع مسحات الحزن طوال الوقت.
خسرنا صديق، كان مكان تلجأ اليه مشاعرنا للاحساس بالامان، فقط لوجوده في حياتنا وان كان من بعيد. نفقد الصحبة، نفتقد الألفة، حتى التعود على حضوره، على ذكر اسمه، على مروره على الفكر بذكرياتنا معه..
تواجده في حياتنا لا نحتاج فيه لتواصل، حتى نشعر بالود والاطمئنان..
وجوده يكسبنا السند، بالرغم من عدم وجود الاحتياج. فقد وارينا الثرى جزء امتلكه في قلبنا بمشاعر وذكريات وماضي تقاسمناها سويا.
من قال إنه فارقنا، نحن من غادرنا، فهالة الصداقة العذبة، تلاشت يوم دفناه، ومع ذلك نحن من رحلنا.
من منا ليس له معارف كثر عدد فقط وليسوا بدرجة قرب نفسي كبير، ومن منا لم يخذله الاخرين، بل من منا لم يجد نفسه وحيدا وسط التجمعات! عن ماذا نبحث، أو عن أي شيء ينقصنا ونفتقده!
عن التفهم لمكنوننا، ام عن الاحساس بمشاعرنا، أو ربما عن الاحتياج الشديد لشخص يمنحنا الحب غير المشروط، أو الاهتمام الذي لا نطلبه، أو الاحتواء الذي نفتقده في عالمنا المادي المعاصر!
السوشيال ميديا غموض بكل وضوح
نحتاج لكاتم أسرار، نأتمنه على خبايا نفوسنا التي قد نخجل طرحها على الاخرين، نحتاج من يستر ذلات مشاعرنا وانكسارها، نحتاج من لا يهجرنا مهما شغلتنا عنه متطلبات وضغوط الحياة، من يبرر تقصيرنا، من يمنحنا في كل مرة مرة أخرى للقرب، نحتاج لأذن تسمع شكوانا وان لم نبح بها، نحتاج للاحساس بحرقة دموعنا التي سكنت يوما مقلتينا وعز على كبرياؤنا ذرفها، نحتاج من يشاركنا الضحكة والفرحة، ويقاسمنا السعادة دون حقد أو غيرة أو حسد، نحتاج صديق..
يمضي العمر، ونجني صديق بعد تلاطم أمواج الحياة بنا، مندفعة بنجاحات انجازاتنا تارة، ومغرقة لإخفاقات مشاعرنا تارة اخرى، نتعامل مع وجوده كالمسلمات، كالشمس لن يغيب عنا، وكالقمر لن يفارقنا، فهو موجود لن يبعده القدر يوما عنا.
ونعتقد أن اليوم الذي تذوقه كل نفس، في سنة الحياة وهو الموت، سيكون من نصيبنا نحن، فنعتقد أننا من سيفارق الأول، نؤمن أن الصديق سيحملنا إلى مثوانا الاخير، يترحم علينا، ويرعى أولادنا، ويهتم بما تبقى منا فيهم، لأننا لا نتصور الحياة يوما بدونه. ولكن هو من يفارق.. هو من يرحل، فيذيقنا الفقد.
البيوت حواديت فيها الأصيل وفيها الوضيع
ذلك الاحساس الذي يتسلل بداخلنا، ليسكن في القلب، فيعبث بدقاته، فيؤلم نبضه، ويعتصر المشاعر.. ويكمن في الذكريات، التي تتجرع مسحات الحزن طوال الوقت.
خسرنا صديق، كان مكان تلجأ اليه مشاعرنا للاحساس بالامان، فقط لوجوده في حياتنا وان كان من بعيد. نفقد الصحبة، نفتقد الألفة، حتى التعود على حضوره، على ذكر اسمه، على مروره على الفكر بذكرياتنا معه..
تواجده في حياتنا لا نحتاج فيه لتواصل، حتى نشعر بالود والاطمئنان..
وجوده يكسبنا السند، بالرغم من عدم وجود الاحتياج. فقد وارينا الثرى جزء امتلكه في قلبنا بمشاعر وذكريات وماضي تقاسمناها سويا.
من قال إنه فارقنا، نحن من غادرنا، فهالة الصداقة العذبة، تلاشت يوم دفناه، ومع ذلك نحن من رحلنا.