حكاية تمفاكو الأثري واتيليه الإسكندرية بعد الحكم بالإخلاء.. القصر مُسجل ضمن آثار مصر الإسلامية.. ويرجع لعهد فؤاد الأول
أثار إعلان اتيليه الإسكندرية عن
صدور حكم بالطرد لصالح ملاك القصر الأثري والمدرج ضمن عداد الآثار الإسلامية
بالقرار الوزاري رقم 538 لسنة 1995 والذي يرجع تاريخ إنشائه لسنة 1893، حالة من
الغضب والجدل الواسع بين مثقفي المدينة لما للقصر والاتيليه أهمية تاريخية
وثقافية، فهو قصر تمفاكو الذي يتخذ منه اتيلية الإسكندرية مركزا لنشاطهم الثقافي
في المدينة.
وخلال التقرير التالي نستعرض معلومات عن القصر وتاريخه وازمه الأتيليه مع أصحابه.
ليست المرة الأولى
ففي عام ٢٠١٥ اقتحم مجموعة من العمال تابعين لأصحاب القصر الاتيليه وقاموا بتحطيم بعض محتوياته ولوحه الفنية في محاولة لإخلائه بالقوة، إلا أن آثار الإسكندرية تدخلت وحررت محضرا بالواقعة وكذلك مسئولو الاتيليه، ورصدت "فيتو" وقتها وقائع الاقتحام التي لم تكن المرة الأولى.
معلومات عن القصر
قال عادل المرسي، ويعمل في وزارة السياحة واحد رواد الاتيليه: إنه يقع قصر تمفاكو الأثرى بشارع فيكتور باسيلى المتفرع من شارع السلطان حسين بالإسكندرية، والقصر مسجل ضمن آثار مصر الإسلامية تحت رقم 538 لعام 1995 و أيضا مسجل في عداد المباني التراثية طبقا للقرار الوزاري رقم 287 لعام 2008 تحت رقم 1346.
بالصور.. أصحاب عقار أتيليه الإسكندرية يحطمون لوحاته ومحتوياته
هو مبنى أثرى يرجع تاريخه إلى عهد الملك فؤاد الأول بدأ تشييده الثرى اليونانى جورج تمفاكو منذ عام 1925 وقام بتصميمه مهندس إيطالى الجنسية، ويتكون المبنى من طابقين وبدروم وسطح وأضيف له ملحقات بعد ذلك والمدخل الرئيسى يطل على شارع فيكتور باسيلى ويحيط بالقصر أسوار من جميع الجهات عدا الجهة الشمالية .
تحولت ملكية القصر بعد ذلك لتاجر أخشاب كبير من الشام يدعى إدوارد كرم وعنه عرف القصر باسم "قصر كرم"
وأوضح المرسي، أن بعض الأعمال والتجديدات فى القصر تمت عن طريق مهندس يدعى ماكس أدريانو و كان منها تغيير الأرضيات الرخامية واستبدالها بأنواع نادرة من الأخشاب التى كان يجمعها من الخارج.
وأضاف المرسي، بعد ذلك تعاقب الملاك على القصر عدت مرات وفى عام 1956 اشتراه البنك المصرى الإيطالى وتم تأجيره بمعرفة البنك كمقر لأتيليه الإسكندرية.
تاريخ الأتيليه
وكشف خالد هنو، عضو مجلس إدارة الأتيليه، أن أتيليه الاسكندرية تأسس عام 1934 على يد الفنان الكبير محمد ناجى الذى ترعرع فنيا فى مرسم الفنان الكبير لورنزو زانييرى المشهور بزنانيرى.
وقد سبق أتيليه الإسكندرية بذلك أتيليه القاهرة بحوالى عقد من الزمان وقد تنقل الأتيليه بين أكثر من مقر ويقال أن مقره الحالى قد انتقل إليه من فيلا بشارع فؤاد إلى قصر تمفاكو بواسطة قاهر الصخر النحات السكندرى الكبير الفنان محمود موسى.
وأكد أنه هو الذى سعى لذلك بعدما ارتبط اسمه بأتيليه الإسكندرية منذ أن أهداه الفنان الألمانى هاينز ميتشيل إحدى حجرتيه بمقر الأتيليه السابق قبيل الحرب العالمية الثانية و قد قام بالتنازل لموسى عن الحجرة قبل أن يعتقله الإنجليز.
واستكمل هنو أن القصر مزين بالعديد من النقوش والزخارف الجصية والخشبية والمنحوتات الرائعة فالمدخل الرئيسى للقصر معقود بعقد نصف دائرى يستند على اثنين من الأعمدة الاسطوانية فى جانبيه ويصعد إليه بدرجات رخامية ويعلو المدخل شرفة صغيرة بمستوى الطابق الثانى لها درابزين حجرى وأسفل الدرابزين زخارف نباتية تشبه الأكليل يتخللها نحت لأشكال آدمية
ويتكرر ذلك أسفل كل شرفات القصر وأعلى الواجهة الرئيسية ينتهى بشكل جمالونى يستند على شريط حجرى من المربعات الصغيرة أسفله أفريز من الزخارف النباتية الرائعة التى تتخللها منحوتات لأشكال آدمية مثل كيوبيد .
وأوضح هنو، أن المبنى الخاص بالأتيليه سقفه خرسانى ولكن الصالة الرئيسية بالطابق الأرضى سقفها عبارة عن مربعات خشبية يتخلل كل مربع زخارف مختلفة الألوان وكسيت جدرانها حتى المنتصف بالأخشاب ويربطها بالقاعات أبواب خشبية عليها نحت بارز لأشكال آدمية وزخارف نباتية
والقاعات بها شرفات ذات عقود نصف دائرية كسيت بالخشب أيضا وبها زخارف نباتية مطعمة باللون الأخضر والذهبى.
ويصعد للطابق الثانى بسلم خشبى وتستخدم القاعات بهذا الطابق كمرسم للفنانين بالاتيليه وتفصل القاعات عن بعضها أبواب خشبية ذات أشكال آدمية أيضا.
ولفت إلى انه يشغل هذا المكان الأثرى البديع منذ عقود أتيليه الإسكندرية وهو مركز اشعاع فنى وثقافى حيوى وهام على مر الأجيال وملتقى لكل الكتاب والفنانين من أساتذة وهواه و لكن للأسف المبنى محل نزاع منذ عام 2015 ومشكلات عديدة مع الورثة ومحاولات مستمرة لنزع الملكية والتعاقد وصدامات.
وأوضح أن هناك حكم باسترداد القصر استنادا إلى حكم المحكمة الدستورية العليا نتاج ما قدمه اعضاء من مجلس النواب السابق وكان يشمل كل ما هو مستأجر بما فيهم حتى السكان واستقر حكم الدستورية برئاسة المستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب الان بان يقتصر القانون على الشخصية الاعتبارية وتسري على بعض الكيانات ومنها أتيليه الإسكندرية، مطالبا بضرورة الجهات المعنية للحفاظ علي القصر لكونه قصر أثري والاتيلية لكونه منبر ثقافي هام في الإسكندرية وإخلاء القصر بمثابة إطلاق الرصاص على الحياة الثقافية في المدينة.
وخلال التقرير التالي نستعرض معلومات عن القصر وتاريخه وازمه الأتيليه مع أصحابه.
ليست المرة الأولى
ففي عام ٢٠١٥ اقتحم مجموعة من العمال تابعين لأصحاب القصر الاتيليه وقاموا بتحطيم بعض محتوياته ولوحه الفنية في محاولة لإخلائه بالقوة، إلا أن آثار الإسكندرية تدخلت وحررت محضرا بالواقعة وكذلك مسئولو الاتيليه، ورصدت "فيتو" وقتها وقائع الاقتحام التي لم تكن المرة الأولى.
معلومات عن القصر
قال عادل المرسي، ويعمل في وزارة السياحة واحد رواد الاتيليه: إنه يقع قصر تمفاكو الأثرى بشارع فيكتور باسيلى المتفرع من شارع السلطان حسين بالإسكندرية، والقصر مسجل ضمن آثار مصر الإسلامية تحت رقم 538 لعام 1995 و أيضا مسجل في عداد المباني التراثية طبقا للقرار الوزاري رقم 287 لعام 2008 تحت رقم 1346.
بالصور.. أصحاب عقار أتيليه الإسكندرية يحطمون لوحاته ومحتوياته
هو مبنى أثرى يرجع تاريخه إلى عهد الملك فؤاد الأول بدأ تشييده الثرى اليونانى جورج تمفاكو منذ عام 1925 وقام بتصميمه مهندس إيطالى الجنسية، ويتكون المبنى من طابقين وبدروم وسطح وأضيف له ملحقات بعد ذلك والمدخل الرئيسى يطل على شارع فيكتور باسيلى ويحيط بالقصر أسوار من جميع الجهات عدا الجهة الشمالية .
تحولت ملكية القصر بعد ذلك لتاجر أخشاب كبير من الشام يدعى إدوارد كرم وعنه عرف القصر باسم "قصر كرم"
وأوضح المرسي، أن بعض الأعمال والتجديدات فى القصر تمت عن طريق مهندس يدعى ماكس أدريانو و كان منها تغيير الأرضيات الرخامية واستبدالها بأنواع نادرة من الأخشاب التى كان يجمعها من الخارج.
وأضاف المرسي، بعد ذلك تعاقب الملاك على القصر عدت مرات وفى عام 1956 اشتراه البنك المصرى الإيطالى وتم تأجيره بمعرفة البنك كمقر لأتيليه الإسكندرية.
تاريخ الأتيليه
وكشف خالد هنو، عضو مجلس إدارة الأتيليه، أن أتيليه الاسكندرية تأسس عام 1934 على يد الفنان الكبير محمد ناجى الذى ترعرع فنيا فى مرسم الفنان الكبير لورنزو زانييرى المشهور بزنانيرى.
وقد سبق أتيليه الإسكندرية بذلك أتيليه القاهرة بحوالى عقد من الزمان وقد تنقل الأتيليه بين أكثر من مقر ويقال أن مقره الحالى قد انتقل إليه من فيلا بشارع فؤاد إلى قصر تمفاكو بواسطة قاهر الصخر النحات السكندرى الكبير الفنان محمود موسى.
وأكد أنه هو الذى سعى لذلك بعدما ارتبط اسمه بأتيليه الإسكندرية منذ أن أهداه الفنان الألمانى هاينز ميتشيل إحدى حجرتيه بمقر الأتيليه السابق قبيل الحرب العالمية الثانية و قد قام بالتنازل لموسى عن الحجرة قبل أن يعتقله الإنجليز.
واستكمل هنو أن القصر مزين بالعديد من النقوش والزخارف الجصية والخشبية والمنحوتات الرائعة فالمدخل الرئيسى للقصر معقود بعقد نصف دائرى يستند على اثنين من الأعمدة الاسطوانية فى جانبيه ويصعد إليه بدرجات رخامية ويعلو المدخل شرفة صغيرة بمستوى الطابق الثانى لها درابزين حجرى وأسفل الدرابزين زخارف نباتية تشبه الأكليل يتخللها نحت لأشكال آدمية
ويتكرر ذلك أسفل كل شرفات القصر وأعلى الواجهة الرئيسية ينتهى بشكل جمالونى يستند على شريط حجرى من المربعات الصغيرة أسفله أفريز من الزخارف النباتية الرائعة التى تتخللها منحوتات لأشكال آدمية مثل كيوبيد .
وأوضح هنو، أن المبنى الخاص بالأتيليه سقفه خرسانى ولكن الصالة الرئيسية بالطابق الأرضى سقفها عبارة عن مربعات خشبية يتخلل كل مربع زخارف مختلفة الألوان وكسيت جدرانها حتى المنتصف بالأخشاب ويربطها بالقاعات أبواب خشبية عليها نحت بارز لأشكال آدمية وزخارف نباتية
والقاعات بها شرفات ذات عقود نصف دائرية كسيت بالخشب أيضا وبها زخارف نباتية مطعمة باللون الأخضر والذهبى.
ويصعد للطابق الثانى بسلم خشبى وتستخدم القاعات بهذا الطابق كمرسم للفنانين بالاتيليه وتفصل القاعات عن بعضها أبواب خشبية ذات أشكال آدمية أيضا.
ولفت إلى انه يشغل هذا المكان الأثرى البديع منذ عقود أتيليه الإسكندرية وهو مركز اشعاع فنى وثقافى حيوى وهام على مر الأجيال وملتقى لكل الكتاب والفنانين من أساتذة وهواه و لكن للأسف المبنى محل نزاع منذ عام 2015 ومشكلات عديدة مع الورثة ومحاولات مستمرة لنزع الملكية والتعاقد وصدامات.
وأوضح أن هناك حكم باسترداد القصر استنادا إلى حكم المحكمة الدستورية العليا نتاج ما قدمه اعضاء من مجلس النواب السابق وكان يشمل كل ما هو مستأجر بما فيهم حتى السكان واستقر حكم الدستورية برئاسة المستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب الان بان يقتصر القانون على الشخصية الاعتبارية وتسري على بعض الكيانات ومنها أتيليه الإسكندرية، مطالبا بضرورة الجهات المعنية للحفاظ علي القصر لكونه قصر أثري والاتيلية لكونه منبر ثقافي هام في الإسكندرية وإخلاء القصر بمثابة إطلاق الرصاص على الحياة الثقافية في المدينة.