رئيس التحرير
عصام كامل

جنازة مهيبة ومجلس عزاء.. قصة مصري أوصى بدفنه فى العراق | فيديو وصور

فيتو
شاركت جموع غفيرة من الأشقاء العرب فى العراق، فى تشييع جثمان مواطن مصري يدعى "السيد المصري" يقيم فى مدينة الناصرية منذ 4 عقود.

وحسب وكالة الأنباء العراقية "واع" اليوم الثلاثاء، شاركت جموع غفيرة من أهالي ناحية الفهود، فى تشييع جثمان الموطن المصري "سيد المصري"، الذي عاش في مدينة الناصرية طوال 41 عاماً.




وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي،  صوراً ومقاطع فيديو تظهر أهالي ناحية الفهود، وهم يشاركون بمراسم تشييع "سيد المصري"، الذي توفي هناك، بعدما عاش فيها منذ عام 1980، كما يروي أهالي الناحية.


 
ولاقت مراسم التشييع، التي حضرها  أبناء ناحية الفهود، ردود أفعال واسعة، حيث أشار مدونون إلى أصالة مدينة الناصرية ووفائهم للضيف الذي ساروا بجنازته وكأنهم أهله.



عكس التقارب المصري العراقي على مر التاريخ جوانب مهمة من العلاقة الوثيقة التي جمعت بين الشعبين، وخلقت سمات خاصة بينهما. وتشكل الجالية العراقية في مصر طابعا فريدا من العلاقات التي رسختها سهولة الاندماج والتقارب الثقافي على مر التاريخ والطابع المتآلف مع شتى ألوان البشر والطوائف.



وجاء وقت لم تخل فيه أسرة مصرية من أب أو ابن أو قريب كان يعيش في العراق خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ولم يشعروا بالاغتراب، وتحول هذا البلد إلى وطن ثان لنحو 4 ملايين مصري، وجرى التعامل معهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى، وأدى الاندماج الاجتماعي إلى توثيق العلاقات، وبعد أن هجر قطاع كبير من المصريين العراق لم تسقط من ذاكرتهم مواقف كثيرة، وعندما جاء مئات الآلاف من العراقيين إلى مصر، بسبب الظروف السياسية التي يمر بها بلدهم، بقيت الروابط الاجتماعية قوية، بل وشاهدة على عمق التواصل.

وتتسم العلاقة التي تجمع العراقيين والمصريين بطابع خاص، تعود أصوله إلى أكثر من أربعة آلاف عام. فلم تكن العلاقة التي بدأت منذ العام 2300 قبل الميلاد بين الحضارة السومرية العراقية مرورا بالأكادية ثم البابلية، والحضارة الفرعونية المصرية، تنافسية فقط، بل كانت نفعية وتبادلية وتركت تأثيراتها على الكثير من المعالم التي تربط بين الشعبين على المستوى الاجتماعي.



عاش مصريون وعراقيون على شطر شرقي واحد جمعتهم التجارة والعلوم والفنون، وفرقتهم الحروب أحيانا، لكن بقيت خطوط التواصل مفتوحة، وهو ما مهد الطريق لمزيد من التواصل المجتمعي حاليا.

تبادل الشعبان كل شيء، بداية من اللغات وفنونها وإقامة الحدائق وصناعة الأختام والقوانين مرورا بتبادل العلماء والكتب ومشاطرة الأخلاق والكرم والانضباط.

تلخص حكايات المغتربين العراقيين في مصر والعكس، تلك العلاقة الممتدة والمتشعبة، وتصف أبعادها واندماجاتها المختلفة. وقبلها ترصد حكايات أكثر من أربعة ملايين مصري عملوا في العراق مجتمعا مشتركا، لم تنته تداعياته حتى الآن.

الجريدة الرسمية