رئيس التحرير
عصام كامل

قصة كفاح وصوتها يحمل أحلام أمة بأسرها.. أم كلثوم في عيون الكتاب والمفكرين

أم كلثوم
أم كلثوم
"سيدة الغناء العربي، ثومة، كوكب الشرق، أسطورة الغناء في القرن العشرين، مطربة في دنيا الفن يحمل صوتها أحلام أمة بأسرها عاشت همزة وصل بين مصر وجميع الدول العربية في صوتها يتجسد الحب والنور والطمأنينة والدلال والخصام"، ألقاب ومدائح ساقها بعض ممن تغزل في أم كلثوم، حيث شدا بها عشاق ومريدو كوكب الشرق خلال حياتها وبعد رحيلها.


وكان ممن حكى عن مسيرتها الفنية ورحلتها، الكاتب محمود عوض حيث يقول: "لم أكن أنظر إلى أم كلثوم كإنسانة ضعيفة رأيتها دائما كإنسانة عاشت أكثر من خمسين عاما من حياتها على الصفحة الأولى، فمن يومها الأول في القاهرة وهي تعلم جيدا مهمتها في الحياة كانت مهمتها أن تذهب إلى أعلى السلم".


ويتابع: "أم كلثوم لم تكن وسطاً في أي شيء بدأت فقيرة ثم مطربة ثم نجمة في الثلاثينيات وفي الخمسينيات معجزة وفى الستينيات أسطورة وفى السبعينيات مريضة جريحة".

وتغزل الكاتب المسرحي نعمان عاشور بسيدة الغناء العربي واصفا إياها: "أصبحت تعيش في سماء حياتنا نجما لا يخبو له بريق وأبدا لم تتغير صورتها وأبدا لم يتبدل صوتها، تغيرت الأزمان وتبدلت العهود وتلاحقت الأجيال فإذا هي معنا بصوتها وصورتها تفيض بصوتها على الملايين".

المفكر الدكتور مصطفى محمود، يؤكد أن أم كلثوم في الغناء مثل طه حسين في الأدب، موضحاً: "هي تمثل العربية في الفصحى.. في الأداء والإعراب السليم في الحروف الغنائية، والجزالة في الصوت والنغم، وصوتها يشبه في نقائه وشرقيته سلالة الخيول العربية الأصيلة وهو يتبختر في اختيال مثل الخيول في رقصها في أبهة وجلال وفخامة".

المفكرة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد تضيف قائلة: "عندما ظهرت أم كلثوم حدث تحول في الغناء ومن خلالها وبالتفاتها إلى دور الكلمة الجيدة واختيارها ثم الأداء الموهوب، حاولت التجديد فى شخصها وشخصيتها بالصقل والتعامل، اجتمع لها رواد الفكر والشعر العقاد وطه حسين والمازني وشوقى وحافظ والبشرى وعلموها القراءة والمجلس وأعطاها الله مع هؤلاء الذكاء والطموح وخفة الروح، استطاعت أن تسيطر بالحب على الملايين".

وفي إحدى كتاباته، أوضح الصحفى فتحى غانم أن أم كلثوم هي مطربة الشرق الأولى، حيث غنت للفلاحين على طبيعتها وسجيتها بلا قواعد او تلاعب، مضيفا: "إذا بالفلاحين يطربون لسماعها أن الذى اكتشف أم كلثوم هم فلاحو القرى ومنهم الخفير الذى أعطاها عشرة قروش لتغنى فى فرحه، اتفقت مشاعرها مع مشاعر الفلاحين رفضت تعلم طرق الغناء السائدة متفقة فى ذلك مع الشيخ سيد درويش دون أن تتعلم على يديه".

أما الكاتب مصطفى أمين فقال: "تحطمت قيثارة النيل وتقطعت أوتارها ودفنت فى التراب ومضت سنوات وما زال صوتها يدوى ويطرب ويغنى وسيبقى هذا الصوت يشجينا مادام فى ضلوعنا قلب يخفق وفى رؤسنا أذن تسمع، لا نصدق انها ماتت ما زال صوتها ينبعث فى كل اذاعات العالم ، ما زالت أغانيها تهز الملايين كما كانت وهى على قيد الحياة".

الكاتب الصحفي محمد التابعى بدوره أشاد برحلة وقصة كفاح أم كلثوم قائلا: "خرجت ام كلثوم من قرية مغمورة فقيرة لتصبح مطربة حتى أصبحت قصة الكفاح والعمل هى قصة الفتاة الفقيرة التى خرجت من دار متواضعة لكى تصبح أسطورة الغناء وكبيرة مطربات هذا العصر فما أظن أن الزمن سوف يجود على مصر بأم كلثوم بعد قرن ولا قرنين".

وكتب وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى عن سيدة الشرق قائلا: "حكايتي مع الست بدأت منذ الطفولة فمن عمر خمس سنوات بدأ إحساسي بصوتها مع أغنيات (يا صباح الخير ياللي معانا، رق الحبيب) وكل أسرتي كانوا عشاق عبقريتها الصوتية، أم كلثوم ليست أم كلثوم واحدة هى أم كلثوميات فكل فترة تاريخية تجد لها أم كلثوم استمرت حتى رحيلها عن الحياة كل مرحلة لها قوام مختلف فى الطعم الغنائى".
الجريدة الرسمية