عماد عبد الحافظ: تطبيق الشريعة عند الإخوان «القتال على السلطة»
![شعار الإخوان](images/no.jpg)
قال عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية إن كتاب من مبادئ الإسلام»، واحد من أهم الكتب التي تعتمد عليها جماعة الإخوان الإرهابية في تنشئة أفرادها، موضحا أنه مخصص للذين ينتمون إلى أولى مرحلة في التأخون وهي «المحب».
أشار عبد الحافظ إلى أن الأسرة الأسبوعية في تنظيم الجماعة تناول بعض الفقرات في كل أسبوع، ويحتوي على عدد من الموضوعات في أكثر من فرع، التفسير، الحديث، السيرة، العقيدة، الفقه، وبعض نماذج من حياة الصحابة، وتهدف هذه الموضوعات في تلك المرحلة إلى تقوية الجانب الروحاني وتهيئة الفرد إيمانيًا كي يكون مستعدًا للعمل للإسلام من وجهة نظر الجماعة.
أضاف: كما يتم تناول ستة موضوعات أخرى يتم إدراجها في صيغة أهداف كبرى ينبغي الوصول إليها، واختيار هذه الأهداف بهذه الصياغة ليس اعتباطًا ولكنها تهدف إلى تكوين الفرد فكريًا ونفسيًا، وتهيئته كي يتقبل العمل في جماعة.
تابع: يهدف الإخوان من خلال الكتاب إلى توضيح فكرة شمولية التنظيم الناتجة بالضرورة عن شمولية الإسلام وفق تصور الجماعة، لكن تناول الموضوع بهذا الشكل، يؤدي إلى نتائج غير سليمة لأنه اعتمد على مقدمات غير صحيحة.
أوضح أن الكتاب يأتي على عكس ما أشار إليه بعض الأئمة الكبار أمثال الإمام الشاطبي، من تفرقة في مجالات عمل الإنسان بين العبادات وبين العادات، فالأولى لا يُلتفت فيها للمقاصد ولكن تُنفَذ كما أمر الشرع وبين كيفية أدائها، بينما الثانية يُلتفَت فيها إلى المقاصد والمعاني.
تابع: حدد الشاطبي أن العادات ترجع إلى مقاصد الشريعة في حفظ النفس والعقل والنسل والمال، وكما ذُكر في الكتاب فإن العبادة تشمل كل جوانب الحياة فهو بذلك أغفل الفارق الكبير بين العبادات والعادات وجعل أعمال الإنسان كلها تندرج تحت بند العبادات، وبالتالي جعل مما يدخل في العبادات سياسة الحكم وبناء الدولة رغم أنها تدخل تحت دائرة العادات التي تُنظم بواسطة مبادئ معينة وليس لها شكل معين تُمارس به.
أضاف: ترتب على هذه الفكرة نتيجة أخرى حين تحدث عن شروط صحة العبادة وهي ضرورة الإتيان بالعبادة – التي من بينها الحكم – موافقة للشرع.
تابع: هذا يترتب عليه فهم خاطئ من أن للحكم شكل معين ونظام محدد ومفصل ينبغي الالتزام به، رغم أن الإسلام لم يأت بذلك، وهذا من أسباب سعي الإخوان لاستعادة النموذج التاريخي للدولة الإسلامية وتطبيقه في الواقع مما يجعل هدفهم غير منطقي ولا واقعي.
اختتم: الغريب في الأمر أنه رغم فهم الإخوان لشمولية العبادة بهذا الشكل؛ إلا أنهم لا يرون تطبيق الشريعة في الواقع إلا من خلال السلطة والحكم فيتنافسون عليه ويتقاتلون من أجله، كما لو أنه هو الشريعة كلها، رغم أنه وحسب منطقهم جزء من الشريعة.