عمرو فاروق: داعش يغطي على فشله في سيناء بإصدارات مزيفة
قال عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإصدار الجديد لتنظيم داعش الإجرامي، بعنوان نزيف الحملات "قديم".
ولفت الباحث إلى أن التنظيم يدعي تحقيق نجاحات توسعية داخل الأراضي السيناوية، والنيل من عتاد المؤسسة العسكرية المصرية، التي أدارت حرباً شرسة ضد معاقل الإرهاب تحت لافتة العملية الشاملة في سيناء بالتنسيق مع قوات إنفاذ القانون والشرطة المدنية منذ فبراير 2018.
أوضح فاروق أن داعش يعتمد على مشاهد قديمة في صناعة محتوى الإصدار المرئي، في محاولة للتغطية على فشله وسقوطه ومحاصرته الأمنية التي كبدته الكثير من الخسائر المادية والبشرية، والقضاء على عناصره المؤثرة والفاعلة، العسكرية والأمنية والإعلامية والشرعية، وقطع الاتصالات بين عناصره في الداخل والخارج.
أشار الباحث إلى أن الضربات الأمنية، أثرت بشكل مباشر في البنية الهيكلية للتنظيم وفاعليته، وقدرته على مواصلة عملياته الإرهابية، فضلاً عن تَراجُع قوته الإعلامية بعد تدمير مراكزه الإعلامية، والتي عثر داخلها على العديد من أجهزة الحواسب الآلية ووسائل الاتصال اللاسلكية والكتب والوثائق والمنشورات المتعلقة بالفكر التكفيري المسلح.
وأضاف: الفترة الزمنية الفاصلة بين العملية الشاملة في سيناء والبيان الداعشي المتهاوي، ثلاث سنوات تقريباً، تمكنت خلالها القوات المسلحة المصرية من تدمير البنية التحتية للتنظيم الإرهابي من الأوكار والخنادق والأنفاق.
وتابع: كما تمكنت من تدمير مخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال، التي كانت منتشرة بشكل مُكثَّف في شمال سيناء ووسطها منذ عام 2014 وما قبلها، لا سيما مثلث رفح العريش الشيخ زويد.
أضاف: انهيار فكرة التمركز الجغرافي للعناصر الإرهابية داخل سيناء دفعها للاتجاه نحو استراتيجية "الذئاب المنفردة" و"الخلايا الإنغماسية" التي تسعى لتنفيذ عمليات عشوائية تحقق لها أكبر قدر من المكاسب بأقل التكاليف، وتمنحها القدرة على البقاء والاستمرارية في إطار سياسة النفس الطويل، واتساقاً مع ما يسمى بـ"حرب العصابات"، أو "حرب البرغوث والكلب".
أوضح أن داعش لا يمكن إلا شن عمليات تدخل في إطار"حروب الشوارع"، أو"حروب المدن"، بعيداً من المعارك النظامية، واستراتيجيات المواجهة المسلحة التقليدية، ورغم ذلك باءت غالبيتها بالفشل نتيجة يقظة الأجهزة الأمنية في توجيه الضربات الاستباقية التي أجهضت معاقل التنظيم وبنيانه.