حكاية مهنة| حسين الحداد بين مطرقة شقاء المهنة وسندان قلة الدخل |فيديو
حين تطأ أقدامك أعتاب أقدم أحياء المنيا عامة ومدينة ملوى خاصة، حتما سيحن قلبك لأيام الزمن القديم، وتتمنى لو أنك ولدت في هذا الحي، فحين تسير بين أروقته ستجد المحلات والورش على جانبيك يميناً ويساراً، هنا ورشة لفصل النحاس وأخرى لسن السكاكين وتلك للحدادة اليدوية ومحال تحمل بين طياتها العبق القديم، ورجال يلبسن الجلباب البلدي وكراس خشبية تستقبلك فور دخولك.. هنا الماضى والحاضر معاً يلعبان فى أحد أقدم شوارع المحافظة ..هنا «الحدّادين بحي اليوسفي».
اظهار ألبوم
في منتصف «حي اليوسفي»، تجد رجلاً سبعينيا، داخل ورشة أكلها الزمن يغلب عليها القدم، وكأنها صورة حية للماضي، وإضاءة خافتة لم تضئ المكان بأكمله يغطي جدرانها اللون الأسود لون الدخان الصاعد من ورشة حداده عم «حسين الشافعي» الحداد.
ورث «حسين» الرجل السبعيني هذه المهنة «القديمة» عن أبيه، بمفرده يعمل داخل ورشته فلا يعمل بهذه المهنة إلا من ورثها نظراً لصعوبتها وقلة دخلها، حتى أن أبناء الرجل السبعيني حسين رفضوا أن يتوارثوها.. حتما فهي مهنة الرجال.
فمازال الرجل المسن عمراً والسليم جسدا يعتز بصناعة حدو الأحصنة، ومستلزمات الحيوانات الحديدية فيقول «عمري كله هنا في الورشة دي، أبويا كان كدة وأنا أخدت المهنه من أبويا ورثتها عنه، بس زمان كنا شغالين في سن السكاكين ولكن لما ظهرت السكاكين الصيني قتلت السكاكين البلدي، فكان لازم نغير نشاط الورشة»، على حد تعبيره.
ولفت حسين خلال حديثة لـ «فيتو» قائلاً : مهنة الحداده مهنة صعبة على شباب اليومين دول، ولكن إحنا اتربينا عليها وربنا عيالنا من فلوسها».
مؤكداً أنه يقوم بصناعة تلك الأدوات الحديدية ويقوم بجمعها ويذهب بها إلى السوق لبيعها بنفسه ويعود مرة أخرى إلى ورشته لتعود دورة الصناعة والبيع من جديد، موضحاً أن سعر الواحدة جملة 5 جنيهات للمحال الجملة ولكن يبيعها في السوق بسعر عشر جنيهات.