رئيس التحرير
عصام كامل

فنادق القاهرة شبه خاوية خشية مظاهرات 30 يونيو.. سائحو مصر يستعدون للرحيل.. تراجع الإشغالات إلى 20 % فى رمسيس هيلتون.. وسميراميس يغلق أبوابه بعد تعرضه للاقتحام والسرقة.. 40 % نسبة الإشغال بفنادق المطار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال عاملون في قطاع السياحة المصرية: إن معدلات الإشغال في الفنادق القريبة من محيط ميدان التحرير بوسط القاهرة، تشهد تراجعا مع قرب تظاهرات 30 يونيو، التي دعت لها المعارضة في مصر، فيما تسجل استقرار في الفنادق الواقعة على أطراف العاصمة.


وقال هانى الشاعر، نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية التابعة للاتحاد المصري للغرف السياحية، إن فنادق القاهرة الأكثر تأثرا بالمظاهرات المستمرة.

وأضاف الشاعر لوكالة الأناضول للأنباء: " نتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة نزوحا جماعيا وقطعا للإجازات من النزلاء المقيمين بفنادق القاهرة، خاصة القريبة من ميدان التحرير قلب الاحتجاجات".

وقال: إن متوسط الإشغالات في الفنادق القريبة من ميدان التحرير وتحديدا على ضفة نهر النيل تصل إلى 20%، مقابل 70% قبل ثورة يناير2011، كما أن هناك فنادق أغلقت أبوابها، خاصة المنشآت ذات التصنيف الأقل من 3 نجوم نتيجة تراجع حركة الوافدين للعاصمة.

وأشار هيثم نصار، مدير عام فندق رمسيس هيلتون المطل على نهر النيل بميدان التحرير بالقاهرة: " هناك قلق وفزع لدى عاملي السياحة، نترقب تظاهرات 30 يونيو، ونخشى أن يصاحبها أعمال عنف".

وأضاف نصار في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء: "الحجوزات بالفندق لا تتجاوز20% في الوقت الحالي".

يذكر أن منطقة وسط القاهرة المطلة على النيل تضم أبرز فنادق مصر فئة 5 نجوم حيث يوجد أكثر 5 فنادق على الجانب الشرقى لنهر النيل.

ويبلغ عدد الغرف الفندقية في إقليم القاهرة الكبرى، الذي يضم 3 محافظات تشمل القاهرة والجيزة والقليوبية بالدلتا نحو 30 ألف غرفة من إجمالي 225 ألف غرفة، حسب إحصاءات وزارة السياحة.

ويعد أكثر الفنادق قربا لميدان التحرير ومناطق الاشتباكات المتكررة فندق سميراميس، الذي أغلق أبوابه عقب تعرضه للسطو خلال يناير الماضي، وتم إغلاقه لمدة 20 يوما كبدت الفندق خسائر بنحو 10 ملايين جنيه ( 1.4 مليون دولار)، حسب مصدر مسئول في إدارة الفندق طلب عدم ذكر اسمه.

وقال: "الشركة المالكة تتخوف من الاحتجاجات المرتقبة، وتم التنسيق مع وزارة الداخلية وشركات الحراسة الخاصة لحماية الفندق".

وأضاف: "نخشى تعرض الفندق للتخريب، وكنا نأمل في الاستقرار وأنفقنا نحو 22 مليون جنيه قبل أسابيع في عمليات تجديد، لكن الجميع خائف مما هو قادم، المعارضة تتوعد بإسقاط النظام بأي طريقة كانت".

وقال المسئول في فندق سميراميس: إن الإشغالات بالفندق لا تتجاوز حاليا 15%، ونأمل ألا يقطع النزلاء إقامتهم خلال الأيام المقبلة.

وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، لاسيما بعد تآكل احتياطي النقد الأجنبي للبلاد بشكل كبير بعد ثورة يناير 2011. كما تراجع احتياطي النقد الأجنبي للبلاد إلى 16 مليار دولار بنهاية مايو، مقابل نحو 36 مليار دولار في ديسمبر 2010، حسب بيانات البنك المركزي.

وجاءت الفنادق الواقعة على أطراف القاهرة، أكثر حظا، لتشهد معدلات أفضل في الإشغالات، لتفضيل السائحين الابتعاد عن مناطق الاحتجاجات بوسط العاصمة.

وقال عاطف عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة شركة ترافليز للفنادق، إن متوسط الإشغالات بفنادق مطار القاهرة شمال شرق العاصمة، تعد أفضل حالا من فنادق وسط القاهرة المطلة على النيل، مضيفا في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء أن معدلات الإشغالات بفنادق المطار تتجاوز 40%.

وأشار إلى أن غالبية نزلاء هذه الفنادق ترانزيت من مطار القاهرة الجوى، وتزيد فترة الإقامة على يومين على الأكثر، حيث يمثل الدبلوماسيون والإعلاميون قطاعا كبيرا من هذه الإشغالات، بسبب الصخب السياسي الذي تعيشه مصر منذ عامين.

وفى غرب القاهرة بالقرب من منطقة الأهرامات الأثرية، يوجد أكثر من 10 فنادق فئة بين 3 إلى 5 نجوم.

وقال محمد طلعت، مدير المكاتب الأمامية لفندق ميناهاوس، الذي يضم 420 غرفة فئة 5 نجوم، إن الإشغالات خلال الأسبوع الجارى 50%، لكن يتوقع انخفاضها الأسبوع المقبل بأكثر من النصف، لتخوف النزلاء من احتمال اندلاع أعمال عنف في الشارع.

وبحسب مدير المكاتب الأمامية لفندق ميناهاوس، لم يقطع أحد النزلاء فترة إقامته بالفندق، إلا أن نسبة كبيرة حددت مغادرتها للفندق خلال اليومين المقبلين، ولا يوجد مد للإقامة بسبب الأحداث السياسية.

ولم تقتصر مخاوف الفنادق من نزوح السائحين على القاهرة، وإنما امتدت إلى مدينتي الأقصر وأسوان جنوب البلاد التي تعاني منذ اندلاع الثورة بداية 2011 بسبب ارتباط حركة الوافدين إليها بالقادمين إلى القاهرة.

وقال توفيق كمال رئيس غرفة الفنادق باتحاد الغرف السياحية، الذي يعمل مديرا لفندق شيراتون الأقصر، إن التظاهرات المستمرة في القاهرة أثرت سلبا على متوسط الإشغالات بالأقصر وأسوان، حيث يسوق منظمو الرحلات الأجانب القاهرة والأقصر وأسوان في برنامج سياحى واحد.

وأضاف كمال: أن غرفة الفنادق، طلبت من وزارة السياحة التسويق المنفصل لمدينتى الأقصر وأسوان عن القاهرة على غرار تسويق السياحة لمدن البحر الأحمر شرق مصر، وجنوب سيناء شمال شرق البلاد والتي يتم فيها التسويق لكل منطقة بشكل منفصل.

وأظهرت مؤشرات رسمية صادرة عن وزارة السياحة، أن الفترة من يوليو، وحتى نهاية ديسمبر 2012، سجلت ارتفاعا في عدد السائحين الوافدين لمصر إلى نحو 7 ملايين سائح، بزيادة بلغت نسبتها 29% على نفس الفترة من العام السابق.

كما أشارت الإحصاءات، إلى أن عدد السائحين خلال الفترة من يناير 2013 وحتى نهاية مايو بلغ 5.5 ملايين سائح، مقابل 5 ملايين سائح في نفس الفترة من العام الماضي 2012.

وقال محمد أيوب رئيس شعبة الفنادق العائمة في غرفة الفنادق: إن الإشغالات بالفنادق العائمة في الأقصر لا تتجاوز 20%، كما أن هناك نحو 286 فندقا لا يتجاوز عدد الفنادق العاملة فعليا أكثر من 30 فندقا.

وأضاف أيوب الذي يمتلك نحو 4 فنادق تعمل في المجرى الملاحي لنهر النيل بين الأقصر وأسوان: أن رحلة يقضيها السائح على متن فندق عائم خلال رحلة تمتد من أسبوع لنحو 10 أيام كانت تعد أغلى منتج سياحي تسوقه مصر في الخارج.

وأضاف أيوب متحسرا: " اليوم أصحاب الفنادق يؤجرون الكابينة بأسعار تتراوح بين 18 و25 دولارا في الليلة وهى أسعار متدنية للغاية لهذا المنتج الفريد، والذي لا يوجد في أي من المقاصد المنافسة لمصر خاصة تركيا وتونس، وكنا نبيعه بأكثر من 120 دولارا للفرد في الليلة ".
الجريدة الرسمية