رئيس التحرير
عصام كامل

طوبى للرحماء.. طبيب بيطري يستأصل ورمًا لحمامة بالمجان | فيديو

فيتو
ربما كان تعاملهم المستمر مع الوجع الصامت جعلهم أكثر الناس إشفاقًا على الحيوانات والطيور.. تشخيص لألم غير معروف ومداواة لمريض لا يقوى على البوح وإجراء جراحات معقدة ودقيقة لمخلوقات رقيقة.. هو الهدف الأسمى للأطباء البيطريين فلا مجد يبتغون ولا ثروة طائلة يريدون ولا دعوة لسان يتمنون ولا تحقيق شهرة يسعون فالمتعة وحدها من تخفيف آلام طائر عليل ليس له إلا الله تعالى والمشرط الصغير غايتهم.

 




في غرفة العمليات بأحد المستشفيات البيطرية أعلن الدكتور محمد الطبيب البيطري حالة الطوارئ، وقرر على الفور تجهيز أدوات الجراحة من بنج ومشارط ليضع أمامه مريضته التى تعاني منذ فترة من وجود آلام شديدة وورم بالبطن حسب قول مرافقها ولكن كانت حمامة من نوع "الزاجل"، وذلك حسب الفحص الذي تبين أنه ورم وعبارة عن صفار بيض متكتل في تجويف البطن.



تعامل الطبيب الرحيم محمد مع مريضته كأي أنثى من بني البشر فبعد تشخيص الحالة وتجهيز غرفة العمليات وتطهير المكان تم إعطاء الحالة البنج المناسب لتخديرها حتى لا تشعر بالألم وبدأ في عملية استئصال الورم من خلال إزالة الريش وفتح الجلد وشق البطن ثم قناة البيض، وتم استخراج الورم المتكتل بأكمله ثم التنظيف الكامل ثم بدأ بخياطة قناة البيض وإغلاقها وعضلات البطن والجلد من خلال غرز بخيوط ممتصة وكل طبقة تكونت من ١٠ غرز لتصل تلك العملية لأكثر من ٣٠ غرزة.







وأوضح الدكتور محمد أن الأمر لم ينته عند تلك المرحلة وإنما تحتاج جميع الجراحات إلى أدوية تساعد على الالتئام، وبالفعل تم إعطاء الحمامة مضادات حيوية عبارة عن كبسولات مخصصة لتلك العمليات عن طريق الفم توضع بالطعام عدة مرات يوميًا لمدة ١٠ أيام، وكذلك تطهير الجرح ومسحه بمطهرات لفترة أسبوع كامل حتى يتم التئامه والحفاظ عليه من التلوث.

وتابع الطبيب حالة مريضته من خلال سؤال صاحبها يوميًا لفترة زادت عن الشهر حتى كتب لها الشفاء وشفيت تمامًا وعادت للطير من جديد، لافتًا إلى أن تلك الجراحة أجريت مجانًا بالمستشفى البيطري رغم أن الحمامة يزيد سعرها عن ٣ آلاف ريال سعودي. 


وفي هذا السياق أكد الدكتور محمد أنه يشعر بمتعة كبيرة أثناء إجرائه تلك الجراحات والتى تكررت معه في عدد من الطيور ليس فقط لإنقاذ روح صماء تشكو ألمها إلى الله تعالى وإنما لكونه يقوم بعمليات جديدة لها متعة التعليم والتعلم، كما أن تلك الأرواح تشعر مثلنا وتخفيف آلامها واجب قبل أن يكون فضلًا أو عملا نؤجر عليه.  

الجدير ذكره أن الدكتور محمد فتحي ٤١ عامًا خريج بكالوريوس العلوم الطبية البيطرية بجامعة الزقازيق وحاصل على ماجستير الأمراض الباطنة في الطب البيطري من نفس الجامعة، وعمل مؤخرًا طبيب جراحة وأمراض باطنة بوزارة الزراعة بالمملكة العربية السعودية التي انتقل إليها مؤخرًا. 
الجريدة الرسمية