الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي عن ترشيح اسمه لـ«جائزة نوبل للآداب»: العمل الجيد يؤتي ثماره دائمًا ولو تأخر (حوار)
لا أكتب قصيدة إلا عندما أشعر أنه أصبح لا مفر من التعبير
جودة العمل أهم من كثرته.. وكتبت قصيدتى الأولى وأنا ابن 18 عامًا
الفن التشكيلى أسهم بتحويل صوري لمشاهد محسوسة وأبعد نصوصى عن التنميط ورتابة الصوت الواحد
اهتمامي بالموسيقى ساعدنى على كبح جماح الرخاوة الغنائية في قصائدى وعلى التحكم الماهر بالقوافي
الحياة الفكرية العربية في الوقت الحالي ليست في أحسن أحوالها
توج مجمع اللغة العربية مسيرة أدبية ذات طابع خاص، ممتدة لأكثر من 65 عامًا لـ شاعر ومفكر مصري، حائز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى المصري للثقافة، و«جائزة كفافيس اليونانية المصرية»، وترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية، كما يعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر، وأحد أهم رواد القصيدة الحديثة وأحد وجوهها المضيئة.
وجاء التتويج بترشيح اسم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي لحصد جائزة نوبل في فئة الآداب، رئيس المجمع الدكتور صلاح فضل قال عن هذا الاختيار: ترشيح المجمع لـ"عبد المعطي حجازي" هو اعتراف بالفضل لما قدمه من أعمال شعرية أثرت الحياة الثقافية المصرية والعربية، فهو بمثابة تتويج لمسيرته واعتراف بأهمية الإنجاز الإبداعي الذي قدمه طيلة السنوات الماضية".
"فيتو" حاورت الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، واستعرضت معه جانبًا من مسيرته الأدبية الناصعة، ورأيه فى ترشيح مجمع اللغة العربية لاسمه لنيل «جائزة نوبل للآداب».. وإلى نص الحوار:
- كيف يرى أحمد عبد المعطي حجازي ترشيحه من جهة بقيمة مجمع اللغة العربية لحصد نوبل للآداب؟
أرى أن مجمع اللغة العربية كعادته يؤدي واجبه على أكمل وجه، فدائمًا ما كان حكما قويا في هذه المجالات وقادرا على التمييز والاختيار، كما يتمتع بموضوعية واضحة.. فأنا لا توجد بيني وبين المجمع علاقة خاصة، إنما هو نظر في أمر الترشيح واستعرض الأسماء التي يمكنها الوصول لجائزة بقيمة نوبل.
وقد اختارني، وهذا أسعدني وملأني ثقة.. وأظهر لي أن العمل الجيد سيؤتي ثماره دائمًا ولو تأخر.. وأتوجه من خلال "فيتو" بالشكر الخالص للدكتور صلاح فضل الناقد الكبير ورئيس مجمع اللغة العربية.
استعراضًا لمسيرة عمرها 65.. أهم المحطات الأدبية لـ أحمد عبد المعطي حجازي.. وأقرب القصائد لقلبك؟
المسيرة طويلة والمحطات كثيرة.. المحطة الأولى هي قصيدتي التي كتبتها في سن الثامنة عشرة ونشرت في مجلة الرسالة عام 1955، المحطة الثانية عندما وجدت مقعدًا كمحرر صحفي في مجلة "صباح الخير" التابعة لمؤسسة روزاليوسف، الأمر الذي صقل معارفي ومخالطتي بالشارع المصري مما أثر بشكل كبير على قصائدي.
المحطة التالية عندما غادرت مصر متجهًا إلى باريس 1974، وهي من أهم محطات حياتي.. ففيها تعلمت وتثقفت باللغة الفرنسية بطريق مباشر، فلم أتلق المعرفة من كتب مترجمة أو من معلمي الآداب الفرنسية، بل اكتسبتها من فرنسا نفسها من شعبها وأرضها خلال التعايش بها 17 عامًا، وعند عودتي إلى القاهرة أواخر 1989 بدأت الكتابة إلى صحيفة الأهرام في مكان توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي وهؤلاء السادة الذين أثروا حياتنا فكرًا وأدبًا ونورًا، أما بالنسبة لقصائدي فهي داخل أعماق قلبي، أفخر بها جميعًا، وشديد الاعتزاز بها.
6 إصدارات في 65 عامًا.. يؤخذ عليك التباعد الكبير بين الإصدارات الأدبية والدواوين الشعرية.. ما السبب وراء ذلك؟
الشعراء يختلفون في هذه المسألة، هناك من يعتقد أن الصحيح هو ألا يكف الشاعر عن الكتابة، وهناك رأي آخر يعتقد أن الأصح ألا يكتب الشاعر إلا عندما يكون هناك دافع قوي.
وأنا من هذا الفريق الأخير، فلا أكتب قصيدة إلا عندما أشعر أنه أصبح لا مفر من التعبير، فجودة العمل أهم من كثرته، وأعتقد أن قصائدي كانت ذات جودة كبيرة بداية من الديوان "مدينة بلا قلب" في عام 1959، وفي ذات العام نشر الثاني "أوراس"، وفي عام 1965، صدر الديوان الشعري الثالث بعنوان "لم يبق إلا الاعتراف"، أما الديوان الرابع "مرثية العمر الجميل" فنشر عام 1972، ثم ديوان "كائنات مملكة الليل"، و"دار العودة" عام 1983، و"أشجار الأسمنت" عام 1989.
ما رؤيتك للحياة الفكرية العربية في الوقت الحالي؟
ليست في أحسن أحوالها.. وأتمنى أن المرحلة القادمة تشهد استرداد الحياة الثقافية والفكرية العربية نشاطها وقوتها.
كيف استفدت من اهتمامك بالفن التشكيلي في كتابة الشعر؟
بالفعل الفن التشكيلى أسهم إلى حد بعيد في تحويل صورى إلى مشاهد محسوسة، كما أبعد نصوصى عن التنميط ورتابة الصوت الواحد، وحولها إلى محاورات درامية بين الشاعر وذاته، أو بينه وبين العالم، كما أن اهتمامي بالموسيقى ساعدنى على كبح جماح الرخاوة الغنائية في قصائدى، وعلى رفد أوزان شعرى بعناصر الغنى الإيقاعي والتناظر الداخلي، وعلى التحكم الماهر بالقوافي.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
جودة العمل أهم من كثرته.. وكتبت قصيدتى الأولى وأنا ابن 18 عامًا
الفن التشكيلى أسهم بتحويل صوري لمشاهد محسوسة وأبعد نصوصى عن التنميط ورتابة الصوت الواحد
اهتمامي بالموسيقى ساعدنى على كبح جماح الرخاوة الغنائية في قصائدى وعلى التحكم الماهر بالقوافي
الحياة الفكرية العربية في الوقت الحالي ليست في أحسن أحوالها
توج مجمع اللغة العربية مسيرة أدبية ذات طابع خاص، ممتدة لأكثر من 65 عامًا لـ شاعر ومفكر مصري، حائز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى المصري للثقافة، و«جائزة كفافيس اليونانية المصرية»، وترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية، كما يعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر، وأحد أهم رواد القصيدة الحديثة وأحد وجوهها المضيئة.
وجاء التتويج بترشيح اسم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي لحصد جائزة نوبل في فئة الآداب، رئيس المجمع الدكتور صلاح فضل قال عن هذا الاختيار: ترشيح المجمع لـ"عبد المعطي حجازي" هو اعتراف بالفضل لما قدمه من أعمال شعرية أثرت الحياة الثقافية المصرية والعربية، فهو بمثابة تتويج لمسيرته واعتراف بأهمية الإنجاز الإبداعي الذي قدمه طيلة السنوات الماضية".
"فيتو" حاورت الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، واستعرضت معه جانبًا من مسيرته الأدبية الناصعة، ورأيه فى ترشيح مجمع اللغة العربية لاسمه لنيل «جائزة نوبل للآداب».. وإلى نص الحوار:
- كيف يرى أحمد عبد المعطي حجازي ترشيحه من جهة بقيمة مجمع اللغة العربية لحصد نوبل للآداب؟
أرى أن مجمع اللغة العربية كعادته يؤدي واجبه على أكمل وجه، فدائمًا ما كان حكما قويا في هذه المجالات وقادرا على التمييز والاختيار، كما يتمتع بموضوعية واضحة.. فأنا لا توجد بيني وبين المجمع علاقة خاصة، إنما هو نظر في أمر الترشيح واستعرض الأسماء التي يمكنها الوصول لجائزة بقيمة نوبل.
وقد اختارني، وهذا أسعدني وملأني ثقة.. وأظهر لي أن العمل الجيد سيؤتي ثماره دائمًا ولو تأخر.. وأتوجه من خلال "فيتو" بالشكر الخالص للدكتور صلاح فضل الناقد الكبير ورئيس مجمع اللغة العربية.
استعراضًا لمسيرة عمرها 65.. أهم المحطات الأدبية لـ أحمد عبد المعطي حجازي.. وأقرب القصائد لقلبك؟
المسيرة طويلة والمحطات كثيرة.. المحطة الأولى هي قصيدتي التي كتبتها في سن الثامنة عشرة ونشرت في مجلة الرسالة عام 1955، المحطة الثانية عندما وجدت مقعدًا كمحرر صحفي في مجلة "صباح الخير" التابعة لمؤسسة روزاليوسف، الأمر الذي صقل معارفي ومخالطتي بالشارع المصري مما أثر بشكل كبير على قصائدي.
المحطة التالية عندما غادرت مصر متجهًا إلى باريس 1974، وهي من أهم محطات حياتي.. ففيها تعلمت وتثقفت باللغة الفرنسية بطريق مباشر، فلم أتلق المعرفة من كتب مترجمة أو من معلمي الآداب الفرنسية، بل اكتسبتها من فرنسا نفسها من شعبها وأرضها خلال التعايش بها 17 عامًا، وعند عودتي إلى القاهرة أواخر 1989 بدأت الكتابة إلى صحيفة الأهرام في مكان توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي وهؤلاء السادة الذين أثروا حياتنا فكرًا وأدبًا ونورًا، أما بالنسبة لقصائدي فهي داخل أعماق قلبي، أفخر بها جميعًا، وشديد الاعتزاز بها.
6 إصدارات في 65 عامًا.. يؤخذ عليك التباعد الكبير بين الإصدارات الأدبية والدواوين الشعرية.. ما السبب وراء ذلك؟
الشعراء يختلفون في هذه المسألة، هناك من يعتقد أن الصحيح هو ألا يكف الشاعر عن الكتابة، وهناك رأي آخر يعتقد أن الأصح ألا يكتب الشاعر إلا عندما يكون هناك دافع قوي.
وأنا من هذا الفريق الأخير، فلا أكتب قصيدة إلا عندما أشعر أنه أصبح لا مفر من التعبير، فجودة العمل أهم من كثرته، وأعتقد أن قصائدي كانت ذات جودة كبيرة بداية من الديوان "مدينة بلا قلب" في عام 1959، وفي ذات العام نشر الثاني "أوراس"، وفي عام 1965، صدر الديوان الشعري الثالث بعنوان "لم يبق إلا الاعتراف"، أما الديوان الرابع "مرثية العمر الجميل" فنشر عام 1972، ثم ديوان "كائنات مملكة الليل"، و"دار العودة" عام 1983، و"أشجار الأسمنت" عام 1989.
ما رؤيتك للحياة الفكرية العربية في الوقت الحالي؟
ليست في أحسن أحوالها.. وأتمنى أن المرحلة القادمة تشهد استرداد الحياة الثقافية والفكرية العربية نشاطها وقوتها.
كيف استفدت من اهتمامك بالفن التشكيلي في كتابة الشعر؟
بالفعل الفن التشكيلى أسهم إلى حد بعيد في تحويل صورى إلى مشاهد محسوسة، كما أبعد نصوصى عن التنميط ورتابة الصوت الواحد، وحولها إلى محاورات درامية بين الشاعر وذاته، أو بينه وبين العالم، كما أن اهتمامي بالموسيقى ساعدنى على كبح جماح الرخاوة الغنائية في قصائدى، وعلى رفد أوزان شعرى بعناصر الغنى الإيقاعي والتناظر الداخلي، وعلى التحكم الماهر بالقوافي.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..