رئيس التحرير
عصام كامل

لهذا السبب أمر عبدالناصر بنشر أنف وثلاث عيون رغم اتهام مؤلفها بالرذيلة؟

جمال عبد الناصر واحسان
جمال عبد الناصر واحسان عبد القدوس
في يناير 1964 تقدم النائب عبدالصمد محمد عبدالصمد إلى الدكتور محمد عبدالقادر حاتم، نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة والإرشاد القومى والمشرف على الإعلام فى ذلك الوقت، بلاغا حول رواية "أنف وثلاث عيون" للكاتب إحسان عبدالقدوس، التي كان ينشرها مسلسلة في مجلة روزاليوسف خلال عام 1963 واوائل 1964 ، والتي اعتبرها النائب مخلة بالآداب ومطالبا بوقف النشر وعدم نشرها في كتاب أو تمثيلها للسينما أو للإذاعة.


كما تقدم النائب بطلب الى رئيس مجلس الامة محمد انور السادات يطالب فيه ايضا بوقف نشر القصة واتهام مؤلفها الكاتب احسان عبد القدوس بنشر الرزيلة فى المجتمع وتحويله الى نيابة الآداب للتحقيق معه وادانته.

لجأ احسان عبد القدوس الى لجنة القصة بالمجلس الاعلى للفنون والاداب ليستجير بها مطالبا انصافه امام البرلمان، وكان يرأس اللجنة صديق عمره الاديب توفيق الحكيم وأرسل إليه خطابا يقول فيه: انه إذا حققت النيابة معه فستكون البداية لكل الأدباء، وتخاذل الحكيم، مما أصاب احسان باليأس والإحباط.

وفي جلسة مناقشة الطلب رد الوزير عبد القادر حاتم على سؤال النائب في حضور أنور السادات رئيس المجلس، بالقول: إن الصحافة حرة ولا تتبع الحكومة ولها نظاما خاصا.

الغريب كما نشرت مجلة روز اليوسف عام 1964 أن النائب بدأ يقرأ فقرات ومواقف من الرواية، كان حفظها ويقول إنه قرأها لإيضاح خطورتها على الشباب.

/4116944

علق إحسان عبدالقدوس مؤلف الرواية على هذه الجلسة البرلمانية بقوله "إنها كارثة على الأدب العربي على وشك أن تهب عندما تمتد يد غير المتخصصين لتحاول خنق إنتاجا أدبيا.. فهي كارثة"بكل المقاييس " .

ثارت الصحف كلها تنال من مؤلف الرواية وتشوه صورته ووصل الأمر الى الرئيس جمال عبد الناصر، وحتى لا يتهم بخنق وحبس الحريات انحاز الى الرواية والى الكاتب، وامر باستمرار نشر الرواية التى تنتقد الاوضاع فى مصر.

تحكى الرواية قصة طبيب وثلاث فتيات الاولى أمنية متزوجة ورغم ذلك تنشأ بينها وبين الطبيب علاقة ، والثانية نجوى التى تعيش مع رجل ثرى ينفق عليها هروبا من تعنت اسرتها وزوج امها ، والثالثة رحاب رمز الفتاة المتحررة التى تعيش حياتها بلا ضابط ولا رابط.

عالج المؤلف من خلال القصة موضوعات اجتماعية واقتصادية يعانى منها المجتمع بعد الثورة وبعد تطبيق النظام الاشتراكي وأصبح الفلاحين ملاكا فى الاراضى مركزا على التغيرات السلبية التى طرات على المجتمع الجديد من انحلال اخلاقى وقيمى .

تم تحويل الروايه (انف وثلاث عيون ) الى فيلم سنمائي من اخراج حسين كمال عام 1972 ، سيناريو وحوار مصطفى كامل وبطولة ماجدة ، نجلاء فتحى ، ميرقت امين ، محمود با سين ، صلاح منصور ، حمدى احمد ، جلال عبسى ، احسان شريف ، فتحية شاهين ، اعتدال شاهين ، كوثر العسال ، نعيمة الصغير.

 كما قدم مسلسلا فى التليفزيون عام 1980 بطولة ليلى علوى ويسرا وماجدة الخطيب وكمال الشناوى واخراج نور الدمرداش .

ويقوم المؤلف تامر حبيب حاليا بكتابة مسلسل بنفس الاسم يقوم ببطولته خالد الصاوي .
الجريدة الرسمية