رئيس التحرير
عصام كامل

القاهرة تتحصن بالخرسانة خوفا من 30 يونيو.. أسوار حديدية لمنع اقتحام الاتحادية.. تعلية أسوار "الكاتدرائية".. الداخلية تتأهب.. ورعب في الفنادق والسفارات الأجنبية

تحصين قصر الاتحادية
تحصين قصر الاتحادية لمنع اقتحامه

أصبحت القاهرة رهينة أسوار أسمنتية قطعت شرايين شوارعها المحيطة بقلبها ميدان التحرير، وأسوار حديدية حول مرافقها السياسية قبل 48 ساعة من مظاهرات حاشدة دعت إليها القوى السياسية لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي.


حيث تم رصد استعدادات الأحزاب والوزارات والهيئات السياسية التي علت أسوارها الأسمنتية بأسوار حديدية لتأمينها مع مظاهرات 30 يونيو الجاري -الأحد المقبل- والتي يخشي المصريون أن تتخللها أعمال عنف مع تصاعد حالة الاستقطاب السياسي بين النظام الحاكم والمعارضة.

البداية مع قصر الاتحادية الرئاسي؛ الذي بات أشبه بالقلعة المحصنة بالأسوار الحديدية، حيث تمت تعلية أسواره الخرسانية بسور حديدي مدبب لعرقلة أي محاولة لاقتحامه. 

كما تمت زيادة ارتفاع البوابات الحديدة مترًا ونصف المتر، ووضع كتل خرسانية أمام أسوار القصر لزيادة التحصين من محاولات الاختراق والتسلق المحتملة من قبل متظاهري المعارضة والذين هدد بعضهم عبر تصريحات بوسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي باقتحامه.

والأمر لم يقتصر على مؤسسة الرئاسة بل امتد لعدد من المنشآت العامة وفي مقدمتها الفنادق حيث قامت إدارات بعض الفنادق بعمل أسوار حديدية مثل ما قام به فندق سميراميس، وسط القاهرة، الذي شهد العديد من الاعتداءات عليه خلال الفترة الماضية خلال التظاهرات لعدد من قوى المعارضة المناهضة لقرارات الرئيس.

وقامت الكاتدرائية المرقسية للأقباط الأرثوذكس بالعباسية بتعلية أسوارها الإسمنتية بسور حديدي مدبب أيضا لمنع الصعود فوقها أو محاولة اقتحامها بعد محاولات فاشلة لاقتحامها عدة مرات خلال الشهور الماضية، وخاصة بعد اشتباكات ذات طابع طائفي وقعت أمامها منذ نحو شهرين.

وقامت بعض الوزرات بالفعل ذاته ومنها وزارة الداخلية بوسط القاهرة التي زادت من ارتفاع جدرانها بأسوار حديدية على الرغم من غلق كافة الطرق المؤدية إلى مقرها بوسط القاهرة.

كما قامت بعض الأحزاب والقوى السياسية بتعلية أسوارها الأسمنتية بأسوار حديدية مثل المقر الرئيسي لجماعة الإخوان بحي المقطم، وعدد من مقرات حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة في القاهرة.

وفي المقابل، قام عدد من مقرات حركة "تمرد" التي تجمع توقيعات مواطنين لسحب الثقة من الرئيس وأحد أبرز الداعين للتظاهر يوم 30 يونيو ببناء أسوار حديدية لحماية مقراتها بعد أن شهد بعضها بعض الاعتداءات.

الأمر كذلك لم يقتصر على الهيئات العامة والخاصة، بل طال سفارات أجنبية ومنها الأمريكية والبريطانية الذين رفعوا أسوارهم الأسمنتية بأسوار حديدية مدببة تمنع محاولة تسلقها واقتحامها.

وكان المجلس العسكري، الذي تولي الحكم بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011، أقام حواحز خرسانية بمنطقة وسط القاهرة لمنع الاحتكاك مع قوات الأمن والمتظاهرين الذين انتقدوا سياسته وطالبوا بعودة الجيش إلى ثكناته.

وتجاوز عدد تلك الحواجز الأسمنتية الـ10 وهي تتركز في الشوارع الرئيسية المطلة على ميدان التحرير ومحيط مقر البرلمان ومقر مجلس الوزراء ووزارة الداخلية، وأبرزها شارعا "القصر العيني" و"الفلكي".

وتدعو القوى المعارضة إلى مظاهرات يوم 30 يونيو الجاري، بالتزامن مع الذكرى الأولى لتولي محمد مرسي منصبه؛ للمطالبة بسحب الثقة منه، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة؛ بدعوى فشله في إدارة شئون البلاد.

وفي المقابل، تدعو قوى إسلامية إلى التظاهر في اليوم ذاته؛ تأييدًا لمرسي، الذي فاز في أول انتخابات رئاسية شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، منهية نحو 30 عامًا من حكمه.
الجريدة الرسمية