رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تزايد نشاط رابطة العالم الإسلامي في محاربة جماعات العنف والإرهاب ؟

رابطة العالم الإسلامي
رابطة العالم الإسلامي

من الظواهر الملفتة خلال العام الماضي في مجالات مكافحة التيارات الدينية التي تستغل الإسلام سياسيًا، وتلصق به تهمة التشدد والإرهاب، زيادة نشاط رابطة العالم الإسلامي بشكل ملحوظ. 



المنظمة أعادت صياغة برامجها ‏وتوجهاتها بما يتفق مع نشر القيم الحقيقية للإسلام ومحاربة الزيف الذي تبنته أجندات العنف، ولاسيما أن هناك إصرار ‏على تشويه الإسلام واستغلاله سياسيا لأهداف بعيدة كل البعد عن التسامح والسلام والرحمة.‏

رابطة العالم الإسلامي منظمة إسلامية عالمية تأسست عام 1962، ومقرها جامعة مكة المكرمة بـالمملكة العربية السعودية وتقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه.

أنشئت بموجب قرار صدر عن مؤتمر العالم الإسلامي، ويتشكل اعضاء المجلس التأسيسي للرابطة من مختلف علماء الشعوب الإسلامية، وتضع عدة أهداف لها على رأسها تبليغ رسالة الإسلام ونشرها في جميع انحاء العالم، وشرح مبادئ الإسلام وتعاليمه، ودحض المفتريات والشبهات عنه، ودعم التضامن الإسلامي، وخدمة قضايا العالم الإسلامي.

لكن المنظمة كغيرها من المؤسسات العالمية الإسلامية الرسمية، لم يكن لها دورًا يذكر في الماضي ضد التيارات الدينية، بسبب صفقات الإسلاميين السياسية مع الأنظمة العربية مما عطل كيفية وأسلوب المواجهة معها.

يقول مساعد العصيمي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية،
أن الإسلام دين الوسطية والحقوق والعدالة والتسامح والتلاقي مع الآخرين وحفظ دمائهم وأموالهم.

لفت إلى أنه ‏الشعار الذي حمله أمين عام الرابطة الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وهو يجوب أصقاع الأرض، قائلا إن مسؤوليتنا أمام ‏الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها امتثالا لأوامر ديننا ‏الإسلامي الحنيف.‏

أوضح الباحث أن الإسلام كان وسيبقى كل معاني الرحمة والسماحة والتعايش، مشيرا إلى أنه قدم في كل عصوره أروع الأمثلة في التعايش ‏والوئام بين أتباع الأديان السماوية والثقافات، مردفا: لكن اليوم بعض المنتسبين له يسعون لتقديم صورة ‏مشوهة، تربط هذا الدين العظيم بالعنف.‏

تابع: تبنت الرابطة مواجهة التحديات والعمل على نشر المفهوم الحقيقي للإسلام وكشف زيف من يستغلون الدين سياسيًا، ‏ولم تتوانَ في المشاركة في حوارات ولقاءات مع الثقافات والأديان الأخرى.

أضاف: كما تصدت بكل جرأة لمن يريدون جعل الإسلام ‏مطية لأهدافهم ولذا كانت حواراتها إيجابية في جميع أنحاء العالم، مع كبار السياسيين والمنظمات الكبرى كالأمم المتحدة ‏والبرلمان الأوروبي، وحتى المفكرين والمؤثرين لأجل تصحيح المفاهيم المشوهة. ‏

اختتم: الرابطة ومن خلال عملها، أصبحت مرجعية إسلامية إنسانية فاعلة، تحظى بالتقدير والاحترام الكبير في العالم ‏الإسلامي ولدى الغرب وغير المسلمين، مردفا: من خلالها أدرك الكثير حقيقة الإسلام  ورأي المسلمين فيما يحدث ‏من استغلال للدين، وشاهدوا عن قرب الثقل الديني والعلمي والحضاري لعلماء المسلمين، الذين يجب الأخذ بأطروحاتهم دائما. 

الجريدة الرسمية