رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الإنجيلية: القريب ليس المُشترِك في العقيدة بل فاعل الحق والرحمة

 الدكتور القس أندريه
الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر
قال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر: إن محبة الله ومحبة القريب وجهان لعملة واحدة، وأنه بالنسبة للسيد المسيح فإن محبة الله تظل ادعاءً فارغًا حتى تتجسد في محبة القريب.


وأضاف رئيس الطائفة الإنجيلية - في كلمة روحية له - أن المحبة واحدة لا تنقسم ولا تتجزأ، قدّم المسيح نموذج للربط النبوي بين محبة الله ومحبة الآخر كان جديدًا بالنسبة للمجتمع اليهودي، لأنه ببساطة يتعامل مع جذر المشكلة في القلب الإنساني؛ فالذي يحب (بالطبيعة) سوف يحب الله ويحب الإنسان في نفس الوقت، الفصل بين محبة الله ومحبة الآخر مستحيل لدى المسيح بسبب طبيعة المحبة ذاتها.

وتابع قائلا، مثل السامري الصالح: يذكر لوقا (لو 10: 30 – 37) وحده منفردًا مثل السامري الصالح، ويسرده المسيح ردًا على التساؤل الكبير الذي أُثيِر في عصره: من هو قريبي؟ ويحكي أن إنسانًا مسافرًا هاجمه لصوص وتركوه "بين حي وميت" ويمر عليه ثلاثة أشخاص: أولا كاهن، وثانيًا لاوي. وأشار إلى أن شريعة الميت عند اللاوي والكاهن: لم يكن اللاوي أو الكاهن جهلة بشريعتهم، فهم يعرفون جيدًا أن لمس جثة شخص ميت يعني تنجيسهم، مما يترتب عليه عدم قدرتهم على مواصلة خدماتهم الهيكلية. هذا ما يعلنه لاويين 21 - 22.

وأوضح أن موقف اللاوي والكاهن الصعب: أي يهودي يعيش في القرن الأول سيفهم جيدًا الموقف الصعب الذي وجد اللاوي والكاهن نفسيهما فيه: "هل يجب الاقتراب من شخص قد يكون ميت؟ هل يجب الاقتراب من شخص لا يعرفون إذا كان ميتًا أم لا فيغامرون طهارتهم؟ ما الذي يريده الله منهم أن يفعلوه في هذا الموقف؟".

ونوه الدكتور القس أندريه زكي إلى أن السامري هو من يتدخل: "لكن السيد المسيح يقلب موازين عصره حينما يعلن أن المار الثالث هو الذي يتدخل لينقذ الجريح: إنه رجل سامري، رغم أن العداوة سادت بين اليهود والسامريين لقرون طويلة، حتى إن العلاقة بينهما أصبحت منقطعة، كما ساد خطاب الكراهية بينهما، هل كان يتوقع قارئ النص أن يرى شخصًا سامريًا هو الذي ينقذ اليهودي الجريح؟ ألم يكن من المُتوقع أن يكون شخص يهودي هو الذي ينقذه؟".

وذكر رئيس الطائفة الإنجيلية أن السيد المسيح يعيد ترتيب الأولويات: إن القريب ليس هو المُشترِك في العقيدة، ولا في الطقوس أو العبادة أو التدين، بل هو فاعل الحق والرحمة. هو الشخص الذي ينقذ الجريح، ويعطي المسكين، ويقضي بالعدل للمظلوم، وينصف اليتيم. يعلمنا مثل السامري الصالح كيف نقدم المحبة للجميع، وأن نستبدل أي خطاب للكراهية بخطاب ثورة المحبة الحقيقية.

وتابع: لم يكن المهم لدى المسيح هو الأفكار، رغم أن العقائد لا مساس بها، ولكن المحبة الحقيقية تُقدم للجميع، وهذه هي ثورة المحبة، مقدما الدعوة للجميع بأن نتبنى هذه المفاهيم الثورية بأن نحب الجميع دون تمييز، وأن نعيش ثورة المحبة التي تجسدت في حياة المسيح وفي حياتنا كل يوم.
الجريدة الرسمية