رئيس التحرير
عصام كامل

المفتي: الصحابة كانوا يعزلون لوقف الإنجاب ويجوز استخدام وسائل منع الحمل

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن كثرة الإنجاب غير المدروسة تسبب إرهاقا للأسرة والدولة.

وأضاف خلال لقائه ببرنامج "نظرة" الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق بقناة "صدى البلد" أن الصحابة كانوا يلجأون إلى ما يعرف بالعزل لمنع الإنجاب، مؤكدًا أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يمنع الصحابة من هذا الإجراء لأنه لم يكن محرما بل أقره وخير الصحابة به.


وأضاف أن العزل يعني اتخاذ وسيلة معينة تمنع من الحمل، لافتًا إلى أن بعض الروايات تصرح بعدم الإنجاب من منطلق عدم فقدان المرأة جاذبيتها.

وأكد أن تنظيم الإنجاب الآن أصبح واجبًا على المواطنين لا سيما في ظل الزيادة السكانية التي تأكل معدلات النمو الاقتصادي.

وأضاف أنه لو توافرت وسائل وحبوب منع الحمل في عصر الصحابة لتم استخدامها لمنع الإنجاب، مؤكدًا أنه يجوز شرعًا استخدام وسائل منع الحمل.

وتابع: لا يوجد مخالفة شرعية في اتخاذ كل الوسائل والأسباب لتنظيم النسل.

وتتردد كثيرا الدعوات إلى تنظيم النسل للحد من الكثافة السكانية في البلاد وتتعدد الآراء حول حكم الدين في ذلك فهل تنظيم النسل حلال، وهل الإنجاب بكثرة يخالف قواعد الدين؟

أجاب عن هذا السؤال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فقال:

إن أساس أي قاعدة فقهية هو عدم الإفساد في الأرض والدليل على ذلك قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) وهذا يعني أن الأساس هو الإصلاح لا الهدم.

وهذا الأمر ينطبق على عدم تنظيم النسل والإنجاب بحجة القول السائد (بيتولد برزقه معاه) وهذا مفهوم خاطئ تماما، والسبب في ذلك هو أن الإنجاب دون تعقل إفساد في الأرض لأننا ننجب دون دراسة الواقع الذي نعيش فيه، وهل تتوافر إمكانيات في الدولة التي نحيا فيها أم لا.

ومن هنا تصبح كثرة الإنجاب إفسادا في الأرض، كما أن الدين الإسلامي يدعو إلى التعقل والتدبر وهذا ما يؤكده قول سيد الخلق (أنتم أدرى بشئون دنياكم) لذا فإن تنظيم النسل حلال ولا غبار عليه بالنسبة لنا في مصر لأننا نعاني نقصا في الموارد وفي حالة التكدس والإنجاب بإفراط فإننا نغتال حقوق الغير وبذلك نخالف تقاليد وقواعد الدين الإسلامي، والتي تحترم حرمة الغير.
الجريدة الرسمية