مصر بين غرام الخديوي ووزير قطاع الأعمال!
هل تعتقد أن قصر
الجزيرة الفخم الضخم بناه الخديوي إسماعيل كي ينعم به المصريون؟! ستكون طيب النية إذا
كنت تعتقد ذلك فقد بناه أصلا لتقيم به الإمبراطورة الفرنسية أوجيني التي أحبها
وربطته بها قصة غرام طويلة وتفاصيلها مثيرة جدا عند قدومها إلى مصر لحضور حفل قناة
السويس وقيل إن تكلفة القصر تقترب من المليون بأسعار وقتها طبعا!!
وإذا كنت تعتقد أن حديقة الأسماك بالجزيرة بناها الخديوي لتكون منتزها للمصريين في أوقات رحلاتهم وإجازاتهم ووقت فراغهم ستكون ساذجا جدا.. فالحديقة أصلا أنشأت لتجد الإمبراطورة أوجيني حديقة لتتمشي بها وقتما شاءت ولذلك أسست بتكلفة باهظة جدا جدا !
وإن كنت تعتقد أن أشجار التوت التي كانت قريبة من القصر المذكور زرعت لزيادة لزيادة نصيب مصر من إنتاج التوت ستكون محتاجا إلى زيارة طبيب نفساني.. الأشجار لم تزرع أصلا.. بل استقدمت من مكان آخر وغرست في يوم واحد بعد أن قالت أوجيني إنها تفتقد أشجار التوت التي تراها عند استيقاظها من شرفة قصرها في باريس.. فكانت أحلامها أوامر!
المثل الأعلى لوزير قطاع الأعمال!
وإن كنت تعتقد أن مظاهر البذخ التي وضع فيها الخديوي إسماعيل مصر ونفسه فيها وأدت إلى سقوط مصر في فخ الديون ثم الاحتلال يمكن حصرها في مقال واحد فأنت لا تعرف قصة الذي جرى كله.. وإن كنت تظن أن الإمبراطورة أنفق عليها ما سبق فقط فتذكر أن بعض الظن إثم.. كانت كل لحظة تمر علي أوجيني في مصر تستنزف من لحم المصريين الحي الكثير والكثير.. يكفي فقط ودون أرقام الديون ودون نهاية هذا كله أن نذكر فقط الهدية التي عادت بها أوجيني إلى فرنسا وهي غرفة نوم من الذهب الخالص! ثم تفتق ذهن الخديوي عن ماذا ستفعل إذا أرادت الإمبراطورة أن تمارس حياتها؟ فالحق بها دورة مياه من الذهب ايضا! ثم وضعت ياقوته حمراء في قلب الغرفة كتب عليها (ستظل عيني تذكرك إلي الأبد )
أرقام الديون مفجعة.. قصة بيع أسهم مصر في قناة السويس مؤلمة.. المؤلم أكثر وأكثر أن تجد في بلادنا من يعتبر مثل هذا الخديوي مؤسسا لمصر الحديثة وليس ناهبا لها.. ويمدحونه ويعتبرونه المثل الأعلى -كما يتفاخر وزير قطاع الأعمال- لا لشئ إلا للأبهة وحياة البذخ التي رويناها بينما شعب مصر وممتلكاته وحياته ومعاناته هي آخر ما يعتيهم!! بينما يهاجمون أحمد عرابي وجمال عبد الناصر ورموز جيشنا العظيم ممن عاشوا وماتوا علي الحميد المجيد.
وإذا كنت تعتقد أن حديقة الأسماك بالجزيرة بناها الخديوي لتكون منتزها للمصريين في أوقات رحلاتهم وإجازاتهم ووقت فراغهم ستكون ساذجا جدا.. فالحديقة أصلا أنشأت لتجد الإمبراطورة أوجيني حديقة لتتمشي بها وقتما شاءت ولذلك أسست بتكلفة باهظة جدا جدا !
وإن كنت تعتقد أن أشجار التوت التي كانت قريبة من القصر المذكور زرعت لزيادة لزيادة نصيب مصر من إنتاج التوت ستكون محتاجا إلى زيارة طبيب نفساني.. الأشجار لم تزرع أصلا.. بل استقدمت من مكان آخر وغرست في يوم واحد بعد أن قالت أوجيني إنها تفتقد أشجار التوت التي تراها عند استيقاظها من شرفة قصرها في باريس.. فكانت أحلامها أوامر!
المثل الأعلى لوزير قطاع الأعمال!
وإن كنت تعتقد أن مظاهر البذخ التي وضع فيها الخديوي إسماعيل مصر ونفسه فيها وأدت إلى سقوط مصر في فخ الديون ثم الاحتلال يمكن حصرها في مقال واحد فأنت لا تعرف قصة الذي جرى كله.. وإن كنت تظن أن الإمبراطورة أنفق عليها ما سبق فقط فتذكر أن بعض الظن إثم.. كانت كل لحظة تمر علي أوجيني في مصر تستنزف من لحم المصريين الحي الكثير والكثير.. يكفي فقط ودون أرقام الديون ودون نهاية هذا كله أن نذكر فقط الهدية التي عادت بها أوجيني إلى فرنسا وهي غرفة نوم من الذهب الخالص! ثم تفتق ذهن الخديوي عن ماذا ستفعل إذا أرادت الإمبراطورة أن تمارس حياتها؟ فالحق بها دورة مياه من الذهب ايضا! ثم وضعت ياقوته حمراء في قلب الغرفة كتب عليها (ستظل عيني تذكرك إلي الأبد )
أرقام الديون مفجعة.. قصة بيع أسهم مصر في قناة السويس مؤلمة.. المؤلم أكثر وأكثر أن تجد في بلادنا من يعتبر مثل هذا الخديوي مؤسسا لمصر الحديثة وليس ناهبا لها.. ويمدحونه ويعتبرونه المثل الأعلى -كما يتفاخر وزير قطاع الأعمال- لا لشئ إلا للأبهة وحياة البذخ التي رويناها بينما شعب مصر وممتلكاته وحياته ومعاناته هي آخر ما يعتيهم!! بينما يهاجمون أحمد عرابي وجمال عبد الناصر ورموز جيشنا العظيم ممن عاشوا وماتوا علي الحميد المجيد.