رئيس التحرير
عصام كامل

لو تميم مثل والده فلن يكون ضعيفًا


أمير قطر لم يتنح عن منصبه لصالح ابنه "تميم"، بسبب تدهور صحته، بالرغم من إجرائه عملية جراحية في المعدة قد أنقصت من وزنه، فمظهره تغير كثيرا، مما كان عليه عندما كنت أتناول الغداء معه في أحد المطاعم اللبنانية في الدوحة، في البداية أنا لم أتعرف على حاكم قطر، وكان الرجل البالغ من العمر 60 عامًا- بدا أمامي وكأنه مسئول كبير، ربما يعمل لصالح الأمير؟ فقط احترام الضيوف له، والظهور المفاجئ لزوجته الثانية الشيخة "موزة" والدة الأمير الجديد، نبهني إلى أنه هو نفس الرجل الذي قابلته في قصره قبل سنوات.


وبعد تخليه عن السلطة لصالح ابنه "تميم"، تحدث مع مواطنين قطريين عن "دوره الجديد في خدمة الوطن"، وتساءل العالم ما هو هذا "الدور"؟ قد يكون "الأب الجديد لهذه الأمة"، ففي حالة إقدام الأمير "تميم" للسيطرة على قطر، من المتوقع أن يسيطر الشيخ "حمد" على ابنه "تميم" ومراقبته، ولكن ليس بالمعنى الدكتاتوري، بطبيعة الحال، إن القطريين اعتقدوا أنه عندما يتقاعد رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ "حمد بن جاسم"، سيعطي الأمير "حمد بن خليفة" استثمارات قطر ليتولاها ابنه "تميم" ذو الـ33 عاما، ويتولى منصب رئيس الوزراء، ولكنه فاز بأكثر من ذلك.

ما الذي دفع الأمير الذي يحكم قطر منذ عام 1995، ليتقاعد الآن؟ هل فكرة الخلود أصابته بعد إجراء عمليته؟ فقد قال "حمد بن خليفة": "حان الوقت لإعطاء الجيل الجديد فرصة فمن الضروري أن يأخذوا فرصتهم"، استخدام تلك العبارة هو إشارة للخطر، وقال ذات مرة، إنه لن يطلب من الولايات المتحدة إزالة القاعدة الجوية التابعة لها بقطر، رغم غضبه الشديد من إدارة "جورج بوش" - لأنه إذا فعل ذلك، "فإخواني من الدول العربية سيغزونني"، هذا ماقاله، وهذا صحيح.. "التقاعد"، الذي قام به الأمير القطري "حمد بن خليفة آل ثاني"، يمكن أن يكون بمثابة رسالة لملوك المملكة العربية السعودية كبار السن، ومعظم الممالك القديمة، الذين "جففوا" ملوكهم في مكاتبهم.

تميم، كما يقولون، عاش حياة محمية نسبيا، وقد حضر معظم المعسكرات العسكرية مع والده، واستطاع الأمير "حمد بن خليفة" إقناع البريطانيين أن ابنه، أمير صغير مقدام، مثل والده، فوالده ليس بضعيف، فالأمير "حمد بن خليفة آل ثاني" لم يكن ضعيفًا، فعندما أعرب عن اعتقاده بأن بشار الأسد قد كذب لرئيس الوزراء التركي حول الديمقراطية في سوريا، أعرب عن غضبه من الرئيس "الأسد" ونظامه، وكما أعطى الأسلحة إلى الثوار الليبيين، فقد أرسل الآن المال والسلاح للمعارضة السورية، ومع ذلك لم يحدث أبدا ثبوت تورطه في تهريب السلاح، ولو كان "تميم" مثل والده، فلن يكون "خصمًا ضعيفًا".

نقلًا عن صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
الجريدة الرسمية