رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. هل تأثر حسن الإمام بالثقافة الغربية في إخراج أفلام جريئة؟

المخرج حسن الإمام
المخرج حسن الإمام
عرف بمخرج العوالم والراقصات، وعرف أيضًا بمخرج الروائع لجمال ما يقدمه من أعمال سينمائية حتى إنه أصبح من أهم مخرجي العصر الذهبى للسينما.

ويعلق حسن الإمام  ـ رحل فى مثل هذا اليوم 1988 ـ على هذا القول بقوله: "أنا لا أتعمد تقديم فيلم عن راقصة أو مطربة لكنى مثل العازف الذى يعزف نوتة موسيقية متعددة لموسيقيين مختلفين مثل بيتهوفن وموزارت وعبد الوهاب وأحمد فؤاد حسن وأنا".


ويدافع الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين عن حسن الإمام ضد هذا الاتهام فيقول: "إن النظرية التى ترى الفيلم سلعة يتم ترويجها بالراقصات هى ليست صادرة عن حسن الإمام وإنما مصدرها وصاحبها وفارضها وحاميها هو النظام الاجتماعى، وتجارية السينما واقع فى بلادنا لم يصنعه حسن الإمام وإنما هو فقط يعترف به ويرضخ لمقتضياته ويحصل على جوائزه".

ومن ناحية أخرى برأه الأديب نجيب محفوظ من تهمة الإمام تركيزه على الراقصات فى الثلاثية وأكد محفوظ أنها من صميم الأحداث.

تربى حسن الإمام في مدرسة الفرير بالمنصورة حيث أتقن اللغة الفرنسية، وفي مرحلة المراهقة تأثر بالفرق المسرحية التي كثيرا ما كانت تقدم عروضها في المنصورة مثل فرقة عكاشة وعلي الكسار وفاطمة رشدي وفرقة رمسيس فكان ينبهر بعروضها.

كان حسن الإمام عاشقًا للموسيقى والغناء خاصة الموسيقى الشرقية والتواشيح وغناء المشايخ خاصة الشيخ سيد درويش الذى تقمص شخصيته فى بداية مشواره الفنى، إلا أنه قرر دخول مجال الفن رغم عدم امتلاكه إلا موهبة الكتابة وإتقان اللغتين، الفرنسية والإنجليزية، وبدأ حياته الفنية كمترجم للنصوص والمونولوجات المسرحية، التي كان يدرسها بالفرنسية، للمؤلف موريس شوفالييه، وكان مثله الأعلى يوسف وهبي.

اتخذه يوسف وهبي، مساعدًا مثقفًا بسبب بساطته وعدم تكبره ثم اتجه للسينما، وعرف بموهبته كل المخرجين الكبار، مثل المخرج أحمد بدرخان ونيازي مصطفى وهنري بركات فعمل مساعدا للإخراج معهم وفى عام 1946 خاض أول تجربة إخراج سينمائية، من خلال فيلم "ملائكة جهنم"، ورغم عدم تحقيقه نجاحًا كبيرًا إلا أنه استمر في طريقه كمخرج لإيمانه وحبه للسينما، وقدم بعده فيلم اليتيمتين عام 1948، وظلمونى الناس عام 1950.

وجاءته الفرصة ليحل محل المخرج صلاح أبو سيف في عام 1962 في إخراج فيلم "بين القصرين" عن رواية نجيب محفوظ بسبب انشغال أبو سيف بإدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما، وكانت "بين القصرين" بداية تعامل الإمام مع أعمال نجيب محفوظ، وقام بعدها بعام بإخراج أفلام "زقاق المدق، قصر الشوق 1966، السكرية 1973".

فى السبعينيات اتجه حسن الإمام إلى أفلام الاستعراض بعيدًا عن المآسى وقصص الراقصات فقدم "خلى بالك من زوزو" مع سعاد حسنى وحسين فهمى ثم قدم "أميرة حبى أنا" مع نفس الأبطال، ثم "حكايتى مع الزمان" مع الفنانة وردة الجزائرية.

الجريدة الرسمية