رئيس التحرير
عصام كامل

"النحاسين".. أقدم حواري المنيا تحتضن مهنة تواجه الاندثار | فيديو وصور

فصل النحاس عن الخردة
فصل النحاس عن الخردة
عندما تسير في حي اليوسفي أقدم أحياء مدينة ملوى بالمنيا، تجد صوت الأذان المنبعث من أقدم مساجد المدينة «اليوسفي» يصاحب أصوات المطارق والتي لا تكف عن الطرق من الساعات الأولى من الصباح حتى المواعيد المحددة لها مساء.


أصوات تدعوك لتدخل إلى عالم يمتلئ بعبق الماضي والتاريخ والزمن الجميل. تجد أغاني أم كلثوم، رجالا يرتدون الجلباب البلدي يجبرونك على تناول كوب من الشاي، وشبابا يعملون داخل ورش النحاس.

وسط تلك الورش التقت «فيتو»، بأحد محترفي الصناعة «عم رجب»، أبًا عن جد ليسرد تاريخ صناعة النحاس وتاريخ شارع النحاسين في ملوى. 


«قصة فصل النحاس من الخردة قصة طويلة جدا.. اتعلمنا الشغلانة دي من أجدادنا.. وصعب نستغني عنها».. هذا ما بدأ به «رجب عبد التواب»، تاجر نحاس يعمل على فصل النحاس من الخردة. 

واستكمل حديثه لـ فيتو قائلا : والدي كان تاجر نحاس منذ 50 عاما، وعقب وفاته، كان يجب على استكمال مسيرته وبدأت في استلام العمل وكانت تلك الفترة عقب إنهاء مراحلي التعليمية. 

وأضاف: "نحن هنا نستقبل خردة النحاس لنبدأ عملية الفصل بطرق بدائية جدا، الجاكوش والمرزبة واستخدامها في تصنيع المنتجات النحاسية المختلفة وأكثرها صناعة الشيشة".
 
وأكد أن هناك رحلة طويلة، يقطعها كيس المهملات الملقى أمام باب منزلك ، تبدأ من مرحلة التقاط القمامة في عربات ومرورا بـفرزها ثم تجهيزها في ورش إعادة التدوير وصولا إلى بيع الخردة سواء من حديد أو بلاستيك أو نحاس إلى التجار. 

وعن فصل النحاس من اللمبات الكهربائية، قال «رجب»، يتم تجمعها من قبل جامعي القمامة ويقوموا بجلبها إلى تلك الورشة وهنا نقوم بفصل قطع النحاس الصغيرة المتواجدة أسفل اللمبات وتجميعهم. 

ولفت إلى أنهم قديمًا كانوا يصنعون "الأواني وقدر الفول وأواني  الكشري والزبد" من النحاس الأحمر ولكن مع ارتفاع سعر الدولار تم الاستغناء عنه وتم استبداله بالألومنيوم.
 
وعندما تدقق النظر في عمال فصل النحاس ، تجد أطفالا يتوارثون المهنة عن آبائهم.

ووسط أصوات المطارق يسرد رجب لفيتو حكاية تسمية شارع النحاسين بهذا الاسم، مؤكدًا :"يرجع تسمية شارع النحاسين سابقًا لأنه يحتوى على كل العاملين فى مجال النحاس والألومنيوم وتصنيع أواني المطبخ والنجف وقدور الفول وصواني الطعام وأباريق المياه ومستلزمات المقاهي.
 
الجريدة الرسمية