شاشة "25".. كثير من الثورة قليل من "المُتعة".. طارق الشناوي يجيب على السؤال الصعب.. لماذا فشلت أعمال 25 يناير الفنية؟
مثلما كانت ثورات الخامس والعشرين من يناير، وما تبعها من أحداث،
البوابة والنافذة لعدد من المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فكان لا بد
لها من تأثير -بشكل أو بآخر- على الوضع الفني في مصر.
وبالفعل شهدت الأعمال الفنية عديد من المتغيرات، سواء في أعمال قدمت لأول مرة في شكل أعمال روائية تؤرخ أحداث ثورة يناير مثل أفلام (حظ سعيد، بعد الموقعة، نوارة، فبراير الأسود، الشتا اللي فات، صرخة نملة، بعد الطوفان، فرش وغطا، بلطجية يناير، الميدان).
،
ومسلسلات (ذات - ابن النظام - باب الخلق)، أو أعمال تسجيلية مثل: (18 يوم، الطيب والشرس والسياسي)، او عمل اجزاء إضافية لعدد من الأعمال التي كانت أجزائها الأولى قد صورت وعُرضت بالفعل قبل أحداث الثورة بأعوام مثل: (الجزء الأخير من مسلسل سلسال الدم - الجزء الثاني من فيلم الجزيرة).
غياب الحقائق
في هذا الصدد يكشف الناقد السينمائي، طارق الشناوي، رأيه في عدد من الأعمال المتناولة لثورة 25 يناير، لا سيما وأن معظمها أنتج وعرض خلال الفترة من 2011 حتى 2014، أي في نفس الحقبة الزمنية لثورة 25 يناير، مؤكدًا أن السينما الروائية لا تزال في حاجة إلى قدر كبير من الوقت حتى تقدم أحداث ثورة 25 يناير، لأن كثير من الحقائق لا تزال غير موثقة بنسمع كلام وروايات تثبت وتتغير، ومحاكمات تمت وأكثر من براءة ظهرت وتفاصيل كثيرة لا تزال في علم الغيب.
فكان التصدي لأي فيلم روائي خطأ، لكن من الممكن أن يكون الأفضل من خلال تقديم الأفلام التسيجيلية وبالفعل أنتج الكثير منها، على سبيل المثال: الطيب والشرس والسياسي، وأتذكر أنها عرضت في مهرجان فينسيا وقبله عُرض فيلم 18 يوم، وكان في مهرجان «كان»، في مايو 2011 اي بعد الثورة بأشهر قلائل، لذا رغم جودتها ولكنها كانت محاولات متعجلة لم تؤثر مساحتها في السرد والتقديم.
أما عن الأفلام الروائية التي قدمت مثل فيلم «صرخة نملة»، فهذا الفيلم لم يكن مكتوبًا بهذا الشكل من البداية، وإنما صورت أحداثه قبل ثورة يناير ثم توقف وبعد اندلاع الثورة أعيد تصويره بمشاهد جديدة تواكب أحداث الثورة، فالسيناريو الأصلي لم تكن له أي علاقة بثورة يناير.
لكن تم إعادة تصوير المشاهد لتتماشى مع الأحداث الجديدة بعد الثورة، كذلك الحال بالنسبة لبعض الأعمال ذات الأجزاء المتعددة، والتي صورت وعرضت أجزائها الأولى قبل الثورة، وكانت الأجزاء التالية بعد الثورة، مثل: (الجزء الأخير من مسلسل سلسال الدم، والجزء الثاني من فيلم الجزيرة)، وقد اعتمدت تلك الأجزاء التالية على تأريخ أو فرض رؤية حول الثورة، لم تحقق الجماهيرية أو القبول التي حققته الأجزاء الأولى منها.
«الشناوي» أوضح أن «مثل هذه المحاولات لا تُخرج دراما جيدة، لأنه طالما لا يزال الوضع قائمًا ومتعايشون معه، وهناك أمور جديدة تظهر وحقائق نتابعها، فلا يمكن بناء عمل درامي على أرض غير صلبة؛ لأن الأرض الصلبة هي القائمة على حقائق مطلقة، فلا يزال الغموض يحيط بأمور عدة».
وأضاف: الأعمال التي تعرضت لأحداث الثورة لم تجد ترحيب مباشر من الجمهور، بدليل فيلم 18 يوم، حينما سألت الرقابة عن أسباب عدم عرضه، قيل لي نصًا، إن جهة إنتاج الفيلم لم تتقدم من الأساس بعرضه، خاصة ان الفيلم عرض في مهرجان كان في 2011، ونحن اليوم وقدم مر عليه قرابة الـ 10 سنوات، لم يعرض الفيلم على الجمهور حتى الآن.
وذلك لأن الجمهور أو المتلقي نفسه لم يعد لديه حالة الشغف لقبول هذه الأعمال في الوقت الحالي، والأهم من قبول الجمهور من عدمه أن تبنى الأعمال على حقائق ثابتة.
وخلال التقرير التالي نرصد لكم أبرز وأهم الأعمال الفنية، سينمائية ودرامية، التي تطرقت لأحداث ثورة 25 يناير.
«فبراير الأسود».. في انتظار «صعود العلم»
الفيلم صدر في عام 2013، وهو من بطولة الفنان الراحل خالد صالح، ويشاركه، أمل رزق، أحمد زاهر، سليمان عيد، ألفت إمام، طارق عبد العزيز، وتدور أحداث الفيلم، في إطار من الكوميديا السوداء، التي توضح حالة الإحباط والمأساة التي تعرض لها أبطال الفيلم، حيث يناقش الفيلم قضية شقيقين يحتلان مرتبة كبيرة في العلم.
لكنهما لا يجدان أي نوع من أنواع التقدير من الدولة، فيتعرضا للعديد من المشكلات ويفكران في الهجرة، أو الارتباط بأصحاب المناصب السيادية والعليا في الدولة، ويحاول الفيلم أن يوصل رسالة التغيير الجذري في الدولة، حتى يأخذ كل ذي حق حقه، وشهدت أخر مشاهد الفيلم اندلاع ثورة 25 يناير، آملين أن يتغير المجتمع بعد الثورة وتصبح الكلمة العليا للعلم.
«حظ سعيد».. حكايات «انقسام المصريين»
عرض الفيلم في 2012، وتدور أحداثه حول شخصية سعيد (أحمد عيد)، وهو شاب يسعى لإتمام زواجه من سماح (مي كساب)، ويتقدم بطلب للحصول على شقة ضمن أحد مشروعات المحافظة، وبعد الحصول على الموافقة، يفاجأ بأحداث ثورة 25 يناير، التي تمنعه من استلامها.
وتبدأ مأساته في محاولة إنقاذ شقيقته «وفاء» من ضمن صفوف الثوار، إلا أنه يجد نفسه وسط تلك الصفوف، وتتوالى الأحداث، حتى يتمكن سعيد من الزواج بسماح وإنجاب ثلاثة أولاد، ولكل منهما فكره المختلف، في إشارة منه لبداية انقسام الشعب المصري.
«18 يوم».. تفاصيل «أيام الثورة»
تم إنتاجه عام 2011، والفيلم ينتمي لفئة الأفلام المستقلة، يتناول عدة قصص تدور حول ثورة 25 يناير وشارك فيه 10 مخرجين و8 مؤلفين وعدد كبير من الممثلين المعروفين، ويتكون من 10 أفلام قصيرة لكل منها مخرج ومؤلف وممثلين بشكل منفصل.
ويمكن اعتباره أول مشروع سينمائي جماعي عن الثورة، ويهدف هذا العمل إلى طرح عدد من وجهات النظر المتباينة التي تتركز جميعها حول الثمانية عشر يومًا التي شهدت وقائع الثورة، وهو عبارة عن 10 أفلام روائية قصيرة في الفيلم تدور أحداث كل منها حول جانب من جوانب الثورة فمنهم من يتناول مشكلة البلطجية ومنهم من يعكس ما حدث في الميدان من جانب قوات أمن الدولة ومنهم من يعكس الجانب الإنساني للشباب المصري.
«الشتا اللي فات».. الطريق إلى الثورة
فيلم درامي إنتاج عام 2013، بطولة، عمرو واكد، فرح يوسف، تامر محمد عبد الحميد، وصلاح الحنفي، ومن إخراج إبراهيم البطوط، وتدور أحداثه أثناء ثورة 25 يناير، وتشمل ثلاث قصص إنسانية ترتبط بالثورة، وهي لمذيعة تليفزيونية وتجسد دورها «فرح يوسف»، ومهندس كمبيوتر وهو «عمرو واكد»، وضابط بأمن الدولة، ويناقش الفيلم الأسباب التي ساعدت في اندلاع ثورة يناير، وتواطؤ الإعلام في هذه المرحلة.
«بعد الموقعة».. يوم «هجوم الجمال»
تم عرضه في 19 سبتمبر 2012، ويتناول أحداث ثورة 25 يناير وموقعة الجمل، تبدأ أحداث الفيلم في مارس 2011 مع الاستفتاء على الدستور وتنتهي في أكتوبر.
ويناقش الفيلم قصة شاب يدعى «محمود»، يعمل خيال في نزلة السمان، يشترك في موقعة الجمل، ظناً منه بأن الثوار خونة وضد استقرار البلد، ويجسد دوره «باسم سمرة»، وتشاركه البطولة «منة شلبي»، التي تجسد دور فتاة تعمل في شركة إعلانات تنزل إلى الشارع وتكشف مشاكل وهموم الناس.
«صرخة نملة».. «غضب الغلابة»
الفيلم عرض في 2 يونيو 2011، ويتناول السخط الشعبي والأزمات التي تعرض لها المصريون في مرحلة ما قبل الثورة، وتم تصوير بعض فئات المجتمع على أنها «نملة»، تصرخ ولا تجد من يسمعها، حتى يتحدوا في مواجهة الظلم من خلال الثورة، ويشارك في بطولة العمل كل من، عمرو عبد الجليل، رانيا يوسف، أحمد وفيق، يوسف عيد، هياتم، ومجموعة أخرى من النجوم الكبار.
«بعد الطوفان».. «بذرة الفساد»
الفيلم صدر في عام 2012، تدور أحداثه حول طبيبة نفسية تقوم بعمل دراسات وأبحاث حول مجموعة من الوزراء الفاسدين، لمعرفة الأسباب النفسية والحقيقية التي دفعتهم إلى طريق الفساد، وتتابع مراحل حياتهم المختلفة، والأحداث التي أعقبت توليهم الوزارة.
وبداية فسادهم مما يتسبب في العديد من المشاكل والأزمات للطبيبة بسبب محاولة الدخول الى عالمهم والفيلم من، تأليف وإخراج حازم متولي، وبطولة حنان مطاوع، ريهام حجاج، وأحمد عزمي، وغيرهم من الفنانين.
«فرش وغطا».. الهروب من الزنزانة الصغيرة إلى السجن الكبير
هو فيلم مصري مستقل انتج في عام 2013، وتدور أحداثه خلال اندلاع ثورة 25 يناير، وفي أحد السجون يوجد شاب «آسر ياسين» ويجد أن باب السجن قد فتح له على مصراعيه، فيهرب مع مئات المساجين في الصحراء فيصارع من أجل إيجاد مخرج له من خلال المرور ببيئات مصرية مهمشة، ولكن يكتشف أن شيئا تغير إلى الأبد وعليه هو أيضًا المكافحة من أجل إنقاذ نفسه، الفيلم من اخراج احمد عبدالله.
«بلطجية يناير».. رعب «ليلة جمعة الغضب»
الفيلم صدر في 2011، وتدور أحداثه حول انطلاق البلطجية في الشوارع وإثارتهم الرعب بين الناس ليلة جمعة الغضب، تأليف خالد مهران.
«الميدان».. وثائقي على «سجادة أوسكار»
فيلم وثائقي (مصري-أمريكي) للمخرجة جيهان نجيم، والذي يصور ثورة 25 يناير المستمرة من جذورها في ميدان التحرير، وتلقى الفيلم إشادة عالمية من النقاد، وترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانون، وحصل هذا العمل على جائزة منظمة العفو الدولية في مهرجان برلين السينمائي، والفيلم من بطولة بثينة كامل، دينا عبدالله، عايدة الكاشف، إخراج جيهان نديم.
الجزيرة (الجزء الثاني).. ثلاثية «الفوضى»
الفيلم أنتج عام 2014، وتدور أحداثه في أعقاب ثورة 25 يناير، واقتحام السجون التي حدثت في تلك الفترة، يهرب منصور الحفني (أحمد السقا) المحكوم عليه بالإعدام من السجن، ويجتمع شمله مع شقيقه فضل وابنه علي، ويعودوا معًا إلى الجزيرة من أجل استعادة ما فقدوه رغم رفض الابن لذلك، ولتحقيق هذا الهدف، يتوجب على منصور أن يقف في مواجهة كريمة (هند صبري)، حبيبته القديمة التي صارت كبيرة عائلتها، ولكنهما يدركا أن قواعد اللعبة قد تغيرت.
خاصة مع ظهور زعيم الرحالة الشيخ جعفر (خالد صالح) المجسد لظهور الإخوان بعد أحداث الثورة، في المشهد الرئيسي للفيلم، فيبدأ الفيلم بأحداث ثورة 25 يناير ولقاءات إعلامية للواء رشدى وهدان (خالد الصاوي).
مسلسل سلسال الدم (الجزء الأخير)
رغم المشاهدة العالية التي حققها المسلسل في اجزائه الأولى، بسبب تناوله لملحمة صعيدية، وأحداث مثيرة وصراعات ما بين الثأر وتجارة الآثار، إلا ان الجزء الأخير، كانت أحداثه رغم سيرها في الإطار الصعيدي كما في الأجزاء الأولى إلا ان الأحداث الرئيسية فيه كانت عن أحداث ثورة 25 يناير.
وما تلاها من تداعيات انتهت بقيام ثورة 30 يونيو، فقد بدأت الأحداث بتمكن هروب حمدان من السجن بعد إقتحام السجون في أحداث 25 يناير، بعد أن يتعرف على أحد قيادات الإخوان (صفوت أبو اليسر) والذي جسد دوره أحمد بدير، وبعد هروبهما، وتتوالى الأحداث بتمكن الإخوان من الحكم ويحصل كل من حمدان ووالده هارون صفوان على عفو رئاسي، ويدخل حمدان البرلمان ويعين هارون وزيرا في حوكمة الاخوان، إلى ان تنتهي الأحداث بثورة 30 يونيو.
«الطيب والشرس والسياسي».. ثلاثة وجوه للثورة
فيلم وثائقى تم عرضه بشكل تجارى على مدار ثلاثة أسابيع في دور العرض السينمائية، ولاقى رواجا في الشارع المصري، يتحدث الفيلم عن أحداث الثورة في الفترة ما بين 25 يناير إلى 11 فبراير، الفيلم عبارة عن 3 أجزاء، هي: الجزء الأول: الطيب وفيه عرض المخرج تامر عزت لمجموعة من الأشخاص العاديين بميدان التحرير ورأي كل واحد فيما يحدث حوله.
وعرضه للحظات صعبة مر بها أو عاشها مقربين له، عرض لخفة دم الشعب المصري وفكاهته بالرغم من همومه وتساقط شهداء وضحايا أمامهم، كذلك خطابات الرئيس الأسبق مبارك وأرائهم حول ما كان يخرج ليلقيه عليهم، والجزء الثاني: الشرس، للمخرجة آيتن أمين تلتقي بمجموعة من الضباط وتحاول معرفة رأيهم فيما يحدث وتعاطفهم مع الأحداث وعرضها لصورة الشرطة وعرض أفكارهم بمنتهى الحيادية.
والجزء الثالث: السياسي، وفي هذا الجزء عمرو سلامة أخرج ما في بطون السياسيين وفتش في جعبتهم فاختار أشهر السياسيين على الساحة، منهم الدكتور محمد البرادعي، ومصطفى الفقي والكاتب علاء الأسواني وغيرهم وكان رأيهم واحد وهو ضرورة انتهاء عصر الفراعنة والذي ظل أكثر من 30 سنة.
«باب الخلق».. عودة «زلطة»
مسلسل باب الخلق كان بمثابة عودة للفنان الراحل محمود عبد العزيز للدراما التليفزيونية بعد غياب قارب الـ8 سنوات، فالمسلسل من إنتاج عام 2012، ودارت أحداثه حول «محفوظ زلطة» مدرس اللغة العربية الذي ترك مصر في بداية التسعينيات بعد تورطه في أكثر من قضية.
وقرر العودة بعد مرور عشرين عامًا ليكتشف وجود العديد من التغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تصيبه بحالة من الاكتئاب، وتدور أحداث المسلسل في إطار مشوق ومثير حتى تنتهي باندلاع ثورة يناير2011، وشارك في بطولته كل من دينا، أحمد فلوكس، تامر هجرس، شيري عادل، منة فضالي، محمود الجندي، ومن تأليف محمد سليمان عبد الملك، وإخراج عادل أديب.
«ابن النظام».. كواليس نظام «ما قبل يناير»
مسلسل "ابن النظام" من إنتاج عام 2012 تناول الخبايا وكواليس النظام في مصر قبل ثورة يناير، وذلك في إطار كوميدي، وشارك في بطولته كل من هاني رمزي، رجاء الجداوي، أميرة فتحي، ساندي علي، ومن تأليف مهدي يوسف، وإخراج أشرف سالم.
«ذات».. حكاية كل بيت مصري
تناول أيضا مسلسل "بنت اسمها ذات" الذي أنتج عام 2013 الكثير من الأحداث المختلفة بداية من ثورة 1952 مرورا بثورة 2011، فرصد الستين عامًا الأخيرة في حياة مصر، وهي سنين حياة ذات.
يطرح العديد من الحكايات الإنسانية والأحداث السياسية في الفترة بين الثورتين؛ حيث نجد ذات التي عانت من الظروف التي عايشتها في مجتمع عانى من تهميش طوال 60 عامًا ليتحرر بثورة عظيمة، وشارك في بطولته كل من نيللي كريم، باسم سمرة، انتصار، عمر السعيد، ثراء جبيل، ومن تأليف نجلاء الحديني، وإخراج كاملة أبو ذكرى.
وبالفعل شهدت الأعمال الفنية عديد من المتغيرات، سواء في أعمال قدمت لأول مرة في شكل أعمال روائية تؤرخ أحداث ثورة يناير مثل أفلام (حظ سعيد، بعد الموقعة، نوارة، فبراير الأسود، الشتا اللي فات، صرخة نملة، بعد الطوفان، فرش وغطا، بلطجية يناير، الميدان).
،
ومسلسلات (ذات - ابن النظام - باب الخلق)، أو أعمال تسجيلية مثل: (18 يوم، الطيب والشرس والسياسي)، او عمل اجزاء إضافية لعدد من الأعمال التي كانت أجزائها الأولى قد صورت وعُرضت بالفعل قبل أحداث الثورة بأعوام مثل: (الجزء الأخير من مسلسل سلسال الدم - الجزء الثاني من فيلم الجزيرة).
غياب الحقائق
في هذا الصدد يكشف الناقد السينمائي، طارق الشناوي، رأيه في عدد من الأعمال المتناولة لثورة 25 يناير، لا سيما وأن معظمها أنتج وعرض خلال الفترة من 2011 حتى 2014، أي في نفس الحقبة الزمنية لثورة 25 يناير، مؤكدًا أن السينما الروائية لا تزال في حاجة إلى قدر كبير من الوقت حتى تقدم أحداث ثورة 25 يناير، لأن كثير من الحقائق لا تزال غير موثقة بنسمع كلام وروايات تثبت وتتغير، ومحاكمات تمت وأكثر من براءة ظهرت وتفاصيل كثيرة لا تزال في علم الغيب.
فكان التصدي لأي فيلم روائي خطأ، لكن من الممكن أن يكون الأفضل من خلال تقديم الأفلام التسيجيلية وبالفعل أنتج الكثير منها، على سبيل المثال: الطيب والشرس والسياسي، وأتذكر أنها عرضت في مهرجان فينسيا وقبله عُرض فيلم 18 يوم، وكان في مهرجان «كان»، في مايو 2011 اي بعد الثورة بأشهر قلائل، لذا رغم جودتها ولكنها كانت محاولات متعجلة لم تؤثر مساحتها في السرد والتقديم.
أما عن الأفلام الروائية التي قدمت مثل فيلم «صرخة نملة»، فهذا الفيلم لم يكن مكتوبًا بهذا الشكل من البداية، وإنما صورت أحداثه قبل ثورة يناير ثم توقف وبعد اندلاع الثورة أعيد تصويره بمشاهد جديدة تواكب أحداث الثورة، فالسيناريو الأصلي لم تكن له أي علاقة بثورة يناير.
لكن تم إعادة تصوير المشاهد لتتماشى مع الأحداث الجديدة بعد الثورة، كذلك الحال بالنسبة لبعض الأعمال ذات الأجزاء المتعددة، والتي صورت وعرضت أجزائها الأولى قبل الثورة، وكانت الأجزاء التالية بعد الثورة، مثل: (الجزء الأخير من مسلسل سلسال الدم، والجزء الثاني من فيلم الجزيرة)، وقد اعتمدت تلك الأجزاء التالية على تأريخ أو فرض رؤية حول الثورة، لم تحقق الجماهيرية أو القبول التي حققته الأجزاء الأولى منها.
«الشناوي» أوضح أن «مثل هذه المحاولات لا تُخرج دراما جيدة، لأنه طالما لا يزال الوضع قائمًا ومتعايشون معه، وهناك أمور جديدة تظهر وحقائق نتابعها، فلا يمكن بناء عمل درامي على أرض غير صلبة؛ لأن الأرض الصلبة هي القائمة على حقائق مطلقة، فلا يزال الغموض يحيط بأمور عدة».
وأضاف: الأعمال التي تعرضت لأحداث الثورة لم تجد ترحيب مباشر من الجمهور، بدليل فيلم 18 يوم، حينما سألت الرقابة عن أسباب عدم عرضه، قيل لي نصًا، إن جهة إنتاج الفيلم لم تتقدم من الأساس بعرضه، خاصة ان الفيلم عرض في مهرجان كان في 2011، ونحن اليوم وقدم مر عليه قرابة الـ 10 سنوات، لم يعرض الفيلم على الجمهور حتى الآن.
وذلك لأن الجمهور أو المتلقي نفسه لم يعد لديه حالة الشغف لقبول هذه الأعمال في الوقت الحالي، والأهم من قبول الجمهور من عدمه أن تبنى الأعمال على حقائق ثابتة.
وخلال التقرير التالي نرصد لكم أبرز وأهم الأعمال الفنية، سينمائية ودرامية، التي تطرقت لأحداث ثورة 25 يناير.
«فبراير الأسود».. في انتظار «صعود العلم»
الفيلم صدر في عام 2013، وهو من بطولة الفنان الراحل خالد صالح، ويشاركه، أمل رزق، أحمد زاهر، سليمان عيد، ألفت إمام، طارق عبد العزيز، وتدور أحداث الفيلم، في إطار من الكوميديا السوداء، التي توضح حالة الإحباط والمأساة التي تعرض لها أبطال الفيلم، حيث يناقش الفيلم قضية شقيقين يحتلان مرتبة كبيرة في العلم.
لكنهما لا يجدان أي نوع من أنواع التقدير من الدولة، فيتعرضا للعديد من المشكلات ويفكران في الهجرة، أو الارتباط بأصحاب المناصب السيادية والعليا في الدولة، ويحاول الفيلم أن يوصل رسالة التغيير الجذري في الدولة، حتى يأخذ كل ذي حق حقه، وشهدت أخر مشاهد الفيلم اندلاع ثورة 25 يناير، آملين أن يتغير المجتمع بعد الثورة وتصبح الكلمة العليا للعلم.
«حظ سعيد».. حكايات «انقسام المصريين»
عرض الفيلم في 2012، وتدور أحداثه حول شخصية سعيد (أحمد عيد)، وهو شاب يسعى لإتمام زواجه من سماح (مي كساب)، ويتقدم بطلب للحصول على شقة ضمن أحد مشروعات المحافظة، وبعد الحصول على الموافقة، يفاجأ بأحداث ثورة 25 يناير، التي تمنعه من استلامها.
وتبدأ مأساته في محاولة إنقاذ شقيقته «وفاء» من ضمن صفوف الثوار، إلا أنه يجد نفسه وسط تلك الصفوف، وتتوالى الأحداث، حتى يتمكن سعيد من الزواج بسماح وإنجاب ثلاثة أولاد، ولكل منهما فكره المختلف، في إشارة منه لبداية انقسام الشعب المصري.
«18 يوم».. تفاصيل «أيام الثورة»
تم إنتاجه عام 2011، والفيلم ينتمي لفئة الأفلام المستقلة، يتناول عدة قصص تدور حول ثورة 25 يناير وشارك فيه 10 مخرجين و8 مؤلفين وعدد كبير من الممثلين المعروفين، ويتكون من 10 أفلام قصيرة لكل منها مخرج ومؤلف وممثلين بشكل منفصل.
ويمكن اعتباره أول مشروع سينمائي جماعي عن الثورة، ويهدف هذا العمل إلى طرح عدد من وجهات النظر المتباينة التي تتركز جميعها حول الثمانية عشر يومًا التي شهدت وقائع الثورة، وهو عبارة عن 10 أفلام روائية قصيرة في الفيلم تدور أحداث كل منها حول جانب من جوانب الثورة فمنهم من يتناول مشكلة البلطجية ومنهم من يعكس ما حدث في الميدان من جانب قوات أمن الدولة ومنهم من يعكس الجانب الإنساني للشباب المصري.
«الشتا اللي فات».. الطريق إلى الثورة
فيلم درامي إنتاج عام 2013، بطولة، عمرو واكد، فرح يوسف، تامر محمد عبد الحميد، وصلاح الحنفي، ومن إخراج إبراهيم البطوط، وتدور أحداثه أثناء ثورة 25 يناير، وتشمل ثلاث قصص إنسانية ترتبط بالثورة، وهي لمذيعة تليفزيونية وتجسد دورها «فرح يوسف»، ومهندس كمبيوتر وهو «عمرو واكد»، وضابط بأمن الدولة، ويناقش الفيلم الأسباب التي ساعدت في اندلاع ثورة يناير، وتواطؤ الإعلام في هذه المرحلة.
«بعد الموقعة».. يوم «هجوم الجمال»
تم عرضه في 19 سبتمبر 2012، ويتناول أحداث ثورة 25 يناير وموقعة الجمل، تبدأ أحداث الفيلم في مارس 2011 مع الاستفتاء على الدستور وتنتهي في أكتوبر.
ويناقش الفيلم قصة شاب يدعى «محمود»، يعمل خيال في نزلة السمان، يشترك في موقعة الجمل، ظناً منه بأن الثوار خونة وضد استقرار البلد، ويجسد دوره «باسم سمرة»، وتشاركه البطولة «منة شلبي»، التي تجسد دور فتاة تعمل في شركة إعلانات تنزل إلى الشارع وتكشف مشاكل وهموم الناس.
«صرخة نملة».. «غضب الغلابة»
الفيلم عرض في 2 يونيو 2011، ويتناول السخط الشعبي والأزمات التي تعرض لها المصريون في مرحلة ما قبل الثورة، وتم تصوير بعض فئات المجتمع على أنها «نملة»، تصرخ ولا تجد من يسمعها، حتى يتحدوا في مواجهة الظلم من خلال الثورة، ويشارك في بطولة العمل كل من، عمرو عبد الجليل، رانيا يوسف، أحمد وفيق، يوسف عيد، هياتم، ومجموعة أخرى من النجوم الكبار.
«بعد الطوفان».. «بذرة الفساد»
الفيلم صدر في عام 2012، تدور أحداثه حول طبيبة نفسية تقوم بعمل دراسات وأبحاث حول مجموعة من الوزراء الفاسدين، لمعرفة الأسباب النفسية والحقيقية التي دفعتهم إلى طريق الفساد، وتتابع مراحل حياتهم المختلفة، والأحداث التي أعقبت توليهم الوزارة.
وبداية فسادهم مما يتسبب في العديد من المشاكل والأزمات للطبيبة بسبب محاولة الدخول الى عالمهم والفيلم من، تأليف وإخراج حازم متولي، وبطولة حنان مطاوع، ريهام حجاج، وأحمد عزمي، وغيرهم من الفنانين.
«فرش وغطا».. الهروب من الزنزانة الصغيرة إلى السجن الكبير
هو فيلم مصري مستقل انتج في عام 2013، وتدور أحداثه خلال اندلاع ثورة 25 يناير، وفي أحد السجون يوجد شاب «آسر ياسين» ويجد أن باب السجن قد فتح له على مصراعيه، فيهرب مع مئات المساجين في الصحراء فيصارع من أجل إيجاد مخرج له من خلال المرور ببيئات مصرية مهمشة، ولكن يكتشف أن شيئا تغير إلى الأبد وعليه هو أيضًا المكافحة من أجل إنقاذ نفسه، الفيلم من اخراج احمد عبدالله.
«بلطجية يناير».. رعب «ليلة جمعة الغضب»
الفيلم صدر في 2011، وتدور أحداثه حول انطلاق البلطجية في الشوارع وإثارتهم الرعب بين الناس ليلة جمعة الغضب، تأليف خالد مهران.
«الميدان».. وثائقي على «سجادة أوسكار»
فيلم وثائقي (مصري-أمريكي) للمخرجة جيهان نجيم، والذي يصور ثورة 25 يناير المستمرة من جذورها في ميدان التحرير، وتلقى الفيلم إشادة عالمية من النقاد، وترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانون، وحصل هذا العمل على جائزة منظمة العفو الدولية في مهرجان برلين السينمائي، والفيلم من بطولة بثينة كامل، دينا عبدالله، عايدة الكاشف، إخراج جيهان نديم.
الجزيرة (الجزء الثاني).. ثلاثية «الفوضى»
الفيلم أنتج عام 2014، وتدور أحداثه في أعقاب ثورة 25 يناير، واقتحام السجون التي حدثت في تلك الفترة، يهرب منصور الحفني (أحمد السقا) المحكوم عليه بالإعدام من السجن، ويجتمع شمله مع شقيقه فضل وابنه علي، ويعودوا معًا إلى الجزيرة من أجل استعادة ما فقدوه رغم رفض الابن لذلك، ولتحقيق هذا الهدف، يتوجب على منصور أن يقف في مواجهة كريمة (هند صبري)، حبيبته القديمة التي صارت كبيرة عائلتها، ولكنهما يدركا أن قواعد اللعبة قد تغيرت.
خاصة مع ظهور زعيم الرحالة الشيخ جعفر (خالد صالح) المجسد لظهور الإخوان بعد أحداث الثورة، في المشهد الرئيسي للفيلم، فيبدأ الفيلم بأحداث ثورة 25 يناير ولقاءات إعلامية للواء رشدى وهدان (خالد الصاوي).
مسلسل سلسال الدم (الجزء الأخير)
رغم المشاهدة العالية التي حققها المسلسل في اجزائه الأولى، بسبب تناوله لملحمة صعيدية، وأحداث مثيرة وصراعات ما بين الثأر وتجارة الآثار، إلا ان الجزء الأخير، كانت أحداثه رغم سيرها في الإطار الصعيدي كما في الأجزاء الأولى إلا ان الأحداث الرئيسية فيه كانت عن أحداث ثورة 25 يناير.
وما تلاها من تداعيات انتهت بقيام ثورة 30 يونيو، فقد بدأت الأحداث بتمكن هروب حمدان من السجن بعد إقتحام السجون في أحداث 25 يناير، بعد أن يتعرف على أحد قيادات الإخوان (صفوت أبو اليسر) والذي جسد دوره أحمد بدير، وبعد هروبهما، وتتوالى الأحداث بتمكن الإخوان من الحكم ويحصل كل من حمدان ووالده هارون صفوان على عفو رئاسي، ويدخل حمدان البرلمان ويعين هارون وزيرا في حوكمة الاخوان، إلى ان تنتهي الأحداث بثورة 30 يونيو.
«الطيب والشرس والسياسي».. ثلاثة وجوه للثورة
فيلم وثائقى تم عرضه بشكل تجارى على مدار ثلاثة أسابيع في دور العرض السينمائية، ولاقى رواجا في الشارع المصري، يتحدث الفيلم عن أحداث الثورة في الفترة ما بين 25 يناير إلى 11 فبراير، الفيلم عبارة عن 3 أجزاء، هي: الجزء الأول: الطيب وفيه عرض المخرج تامر عزت لمجموعة من الأشخاص العاديين بميدان التحرير ورأي كل واحد فيما يحدث حوله.
وعرضه للحظات صعبة مر بها أو عاشها مقربين له، عرض لخفة دم الشعب المصري وفكاهته بالرغم من همومه وتساقط شهداء وضحايا أمامهم، كذلك خطابات الرئيس الأسبق مبارك وأرائهم حول ما كان يخرج ليلقيه عليهم، والجزء الثاني: الشرس، للمخرجة آيتن أمين تلتقي بمجموعة من الضباط وتحاول معرفة رأيهم فيما يحدث وتعاطفهم مع الأحداث وعرضها لصورة الشرطة وعرض أفكارهم بمنتهى الحيادية.
والجزء الثالث: السياسي، وفي هذا الجزء عمرو سلامة أخرج ما في بطون السياسيين وفتش في جعبتهم فاختار أشهر السياسيين على الساحة، منهم الدكتور محمد البرادعي، ومصطفى الفقي والكاتب علاء الأسواني وغيرهم وكان رأيهم واحد وهو ضرورة انتهاء عصر الفراعنة والذي ظل أكثر من 30 سنة.
«باب الخلق».. عودة «زلطة»
مسلسل باب الخلق كان بمثابة عودة للفنان الراحل محمود عبد العزيز للدراما التليفزيونية بعد غياب قارب الـ8 سنوات، فالمسلسل من إنتاج عام 2012، ودارت أحداثه حول «محفوظ زلطة» مدرس اللغة العربية الذي ترك مصر في بداية التسعينيات بعد تورطه في أكثر من قضية.
وقرر العودة بعد مرور عشرين عامًا ليكتشف وجود العديد من التغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تصيبه بحالة من الاكتئاب، وتدور أحداث المسلسل في إطار مشوق ومثير حتى تنتهي باندلاع ثورة يناير2011، وشارك في بطولته كل من دينا، أحمد فلوكس، تامر هجرس، شيري عادل، منة فضالي، محمود الجندي، ومن تأليف محمد سليمان عبد الملك، وإخراج عادل أديب.
«ابن النظام».. كواليس نظام «ما قبل يناير»
مسلسل "ابن النظام" من إنتاج عام 2012 تناول الخبايا وكواليس النظام في مصر قبل ثورة يناير، وذلك في إطار كوميدي، وشارك في بطولته كل من هاني رمزي، رجاء الجداوي، أميرة فتحي، ساندي علي، ومن تأليف مهدي يوسف، وإخراج أشرف سالم.
«ذات».. حكاية كل بيت مصري
تناول أيضا مسلسل "بنت اسمها ذات" الذي أنتج عام 2013 الكثير من الأحداث المختلفة بداية من ثورة 1952 مرورا بثورة 2011، فرصد الستين عامًا الأخيرة في حياة مصر، وهي سنين حياة ذات.
يطرح العديد من الحكايات الإنسانية والأحداث السياسية في الفترة بين الثورتين؛ حيث نجد ذات التي عانت من الظروف التي عايشتها في مجتمع عانى من تهميش طوال 60 عامًا ليتحرر بثورة عظيمة، وشارك في بطولته كل من نيللي كريم، باسم سمرة، انتصار، عمر السعيد، ثراء جبيل، ومن تأليف نجلاء الحديني، وإخراج كاملة أبو ذكرى.