شكري يكشف طبيعة العلاقة بين مصر و3 دول كبرى بينها أمريكا
أكد سامح شكرى وزير الخارجية أن علاقات مصر مع القوى الدولية الكبرى تحتل أهمية خاصة على أجندة السياسة الخارجية المصرية؛ لاسيما مع توجيهات القيادة السياسية المصرية بدعم وتعزيز علاقات مصر مع القوى الكبرى دون أن تكون العلاقات مع أي منها موجهة ضد أخرى.
وأضاف: "وفي هذا السياق، سوف أستعرضُ لمحاتٍ من علاقات مصر مع تلك القوى الدولية الكبرى".
وكشف خلال بيانه اليوم أمام مجلس النواب بشأن جهود الوزارة في تنفيذ برنامج الحكومة "مصر تنطلق" (2018-2022) عن طبيعة العلاقة التى تجمع مصر بثلاثة دول كبرى فى العالم «أمريكا ، روسيا ، الصين» وأسس التعامل معها .
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية أكد شكرى على ثبات العلاقات الاستراتيجية مع الشريك الأمريكي، واستنادها على أساس صلب قائم على المصالح والأهداف المشتركة التي تجمعهما، وذلك على الرغم من التغيرات التي شهدتها المنطقة على مدار العقود الماضية، وتعاقب الإدارات الأمريكية الجمهورية والديمقراطية على حد السواء، فالمصالح المشتركة المرتبطة بهذه العلاقات الاستراتيجية تُعد عابرة للأحزاب بحكم طبيعتها وأهميتها.
وأضاف تعمل وزارة الخارجية بشكل متواصل على تعزيز العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وتنويع مختلف مجالات التعاون معها على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، وكذلك المصالح الاستراتيجية المشتركة بينهما فيما يتعلق بتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق النصر في الحرب الشاملة على الإرهاب والفكر المتطرف بكافة صوره وأشكاله.
وأكد على الأهمية التي توليها الخارجية المصرية للموضوعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية كمكون أساسي في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة، وهو الأمر الذي انعكس في زيادة حجم التجارة بين البلدين بنسبة 76% خلال الفترة ما بين عاميّ 2016 و2019، كما ارتفعت الاستثمارات الأمريكية في مصر إلى نحو 22 مليار دولار لتحتل المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأجنبية المستثمرة في مصر، ولتحتل مصر رأس قائمة الدول الأفريقية المستقبلة للاستثمارات الأمريكية المباشرة.
أما روسيا أوضح وزير الخارجية أنه صدَّق البرلمان الموقر في دور انعقاده الأخير على اتفاق التعاون الشامل والشراكة الاستراتيجية في الخامس عشر من ديسمبر عام 2020 ليضفي مزيدا من التعميق على العلاقات المصرية الروسية.. مع شريك قوي وصديق تاريخي.. تهتم مصر بتعزيز علاقاتها معه في مختلف المجالات الثنائية والمحافل الدولية.. وغنيٌ عن البيان أن علاقات مصر مع روسيا كانت وما زالت مثمرة.. فمختلف جوانب العلاقات الثنائية مع الصديق الروسي تشهد تقدماً ملحوظاً.. وفي هذا الإطار تستمر مصر في تعزيز علاقاتها مع روسيا وتتوالى زيارات القمة بين البلدين، فضلاً عن الزيارات على المستوى الوزاري، والتي كانت آخرها الزيارة التي قمتُ بها إلى موسكو في أكتوبر 2020، لمتابعة آفاق التعاون الثنائي؛ إذ تمضي قدماً مفاوضات إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس.. وكذا مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية السلمية.
وركز على أنه لا تقتصر العلاقات المصرية مع روسيا على الجوانب السياسية والاقتصادية فقط، ولكنها تمتد لتشمل أيضاً البُعد الثقافي حيث تم إعلان عام 2021 عاماً للتبادل الإنساني بين مصر وروسيا ليشهد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية بين البلدين إثراءً للعلاقات الثقافية والبُعد الإنساني في العلاقات الثنائية، ودعماً للتواصل الشعبي.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الصينية قال شكرى إن الصين، ذلك العملاق الآسيوي.. التي تمثل العلاقات الإستراتيجية معه محوراً مهماً للعلاقات المصرية/ الآسيوية بوجه عام، فضلاً عما يمثله البعد الحضاري للبلدين من عامل توافق إضافي بينهما.
وأوضح أنه تم تبادل عدد من الزيارات الرئاسية والوزارية المهمة، فتم توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، وأعلنت مصر عن موافقتها على الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتشجيع التجارة والاستثمار وربط المناطق الصناعية بأسواق التصدير، إضافةً إلى ما تمثله الاستثمارات الصينية بالمنطقة الاقتصادية لشمال غرب خليج السويس من نقطة التقاء بين استراتيجية التنمية لمحور قناة السويس ومبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين.