«طبيب الغلابة».. عمل بوصية والده وتأثر بـ«أفلام عماد حمدي» | فيديو
الدكتور محمد إمام طه، استشاري الباطنة العام.. طبيب مصري في
أحد المستوصفات الخيرية بمنطقة الموسكي في شارع بورسعيد بالقاهرة، تخرج في كلية
الطب، جامعة الأزهر في عام 1982، ألقى به القدر ناحية النادي الأهلي السعودي ليعمل
طبيبه الخاص والطبيب الأقرب لأحد أمراء السعودية، ثم يعود القدر مرة أخرى ليوليه
مهام إضافية وأكثر أهمية وهو عمله كطبيب للجامعة الصينية في القاهرة.
حكاية هذا الرجل ربما تقترب من الخيال بعض الشيء، خاصة الفصول الأخيرة منها، فالدكتور محمد إمام طه طبيب الجامعة الصينية في مصر، الذي قرر أن يقف دائمًا في صفوف «الغلابة» كونه كان واحدًا منهم في يوم من الأيام، نجد القدر مُصرًا على أن يضع على عاتقه مهام ويدفعه لخوض تجارب طبية هامة ربما بحث عنها الكثير ممن هم مثله ولم يجدونها «أنا اشتغلت طبيب النادي الأهلي السعودي ولفيت العام وعملت في الجامعة الصينية بالعشرة جنيه كشف اللي بأخذهم من المريض».
كانت بداية رحلة هذا الطبيب في مساعدة المرضى المحتاجين في منتصف الثمانينات بعد أن تخرج في الجامعة أوصاه والده بأن يظل في صفوف «الغلابة»: «أبي قال لي لازم يكون للغلابة دكتور» لهذا قرر بعد تخرجه أن يكون مقابل فحص المرضى خمسة جنيهات فقط، «بحب أكون وسط المناطق الشعبية ووسط الناس، وبدأت كشفي بخمسة جنيهات« بسبب وصيته دي الناس دي كانت محتاجة خدمة، ثم بعد ذلك انتقلت وفتحت عيادة في بيت والدي في منطقة الموسكي، وحتى عام 2006 وبعد حوالي 25 سنة وأصبح الكشف عشرة جنيه».
من الموسكي إلى السعودية.. رحلة أصلها «صدفة»
ازدادت أعباء المنزل بعد أن تزوج «د.محمد» وأنجب ثلاثة أبناء فاضطر أن يرفع أجره إلى عشرة جنيهات، وكان ذلك في العام 2006، وظل الوضع هكذا حتى أتى منتصف العام بعد أن أصبح يعمل في عيادته وفي التأمين الصحي التابع لإحدى الجامعات فضلا عن عمله في إحدى صيدليات منطقة العباسية، «كانت حياتي عادية للغاية حتى أتت لي فرصة العمل في المملكة العربية السعودية عن طريق الصدفة، كانت زميلة لي في التأمين الصحي قالت لي تسافر السعودية فقلت لها لا أنا كدة كويس فأوصلتني بطبيب اسمه الدكتور مفتي إبراهيم وتواصلت معه».
دعاه هذا الطبيب إلى أن يتوجه إلى المملكة لأداء فريضة الحج، «وقتها كان عندي 49 عاما، وحجيت وهو وقتها كان بيعمل تأمين طبي لأكاديمية قيد الإنشاء تسمى أكاديمية النادي الأهلي السعودي لكرة القدم، وكان المسئول عنها الأمير خالد بن عبدالعزيز وهو من أصر على أن استمر معهم ومرجعش مصر».
نجح «د.محمد» في وضع خطة الأكاديمية وظل هناك لمدة عشر سنوات، وفي بداية عام 2016، قرر العودة إلى مصر دون رغبة منه في السفر إلى السعودية مرة ثانية، «يوم ما قابلت الأمير خالد أجرى معي انترفيو وقال لي إنهم عايزين يعملوا نظام تأمين صحي للأكاديمية وأنا كنت شغال في التأمين الصحي للطلاب هنا في مصر فأردت تطبيق طريقة مشابهة في الأكاديمية وأعجبت الأمير خالد وطلب مني تطبيقها وجت صدفة ومن العشرة جنيه سافرت العالم كله ببلاش مع المعسكر الخاص بالأكاديمية من غير ما ادفع ولا مليم»، يتحدث الدكتور محمد إمام طبيب الجامعة الصينية.
بالفعل لم ينته عام 2016 إلا وقد ترك «د. محمد» طبيب الجامعة الصينية، المملكة العربية السعودية وعاد إلى مصر مرة أخرى، يجدد دماء أيام الشباب وسط المرضى الفقراء والمحتاجين، يستمد هذه القوة من دور أداه الفنان الراحل "عماد حمدي" في أحد أفلامه، «أنا حبيت كوني طبيب للغلابة ويمكن اللي حببني في ده الفنان عماد حمدي في أحد أفلامه، شفته نموذج لطبيب المحتاجين».
محمد إمام: أريد أن أموت في مصر ووسط أهلي
خلال الأشهر الماضية، تجدد العرض للعودة السعودية مرة أخرى، ولكن هذه المرة من أجل العمل في التأمين الصحي لمنتخب تحت السن السعودي، مسئول النادي ترك لي المبلغ أحدده بنفسي، قال لي شيك على بياض اكتب الرقم اللي عايزه ولمدة 3 شهور، وأنا قلت كفاية أنا عندي 65 سن هسافر اعمل إيه والحكاية حكاية قناعة، أنا عايز أموت وسط أولادي وأكون في عيادتي والمرضى الغلابة».
رغم تحوله لواحد من أهم أطباء الباطنة في مصر وذاع صيته في المملكة العربية السعودية، كما أنه الطبيب الرسمي للجامعة الصينية في مصر، أصر على أن يظل في صف «الغلابة»، لم يرد أن يزيد كشفه عن عشرة جنيهات إلا ان العيادة التي يعمل بها وضعت له حدًا أدنى للكشف وهو ثلاثين جنيه، «أنا ربنا كرمني وأداني فملهاش لازمة أقطع في الناس، عيادتي ظلت عشرة جنيهات والعشرين جنيه يأخده أصحاب المستوصف الذي أعمل به»
صدفة ثانية تقوده للعمل في الجامعة الصينية بمصر
بعد أن عاد الدكتور محمد إمام طه من المملكة العربية السعودية، واستكمل عمله في المستوصف المتواجد في حي الموسكي، مقابل ثلاثين جنيه فقط يحصل منهم على عشرة جنيهات فقط، رشحته إحدى زميلاته في المستوصف إلى أن يعمل كطبيب للجامعة الصينية، «وافقت لأني بحب اشتغل واتحرك وعايز أخدم الناس، رحت هناك وعملت الإنترفيو واشتغلت في الجماعة بتابع الطلبة والموظفين، وفي المساء بعمل في عيادتي، أنا في عيادة الجامعة زي أي طبيب في أي مؤسسة أي طالب أو موظف أو أستاذ بيتعب بشوفه لو محتاج تحاليل أو علاجات أو روشتة أو غير ذلك».
لم يقتصر عمل «د.محمد» في الجامعة الصينية على الإشراف على علاج الطلاب أو صرف الأدوية أو متابعة الحالة الصحية للعاملين في الجامعة من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، ففي الفترة الأخيرة ومع انتشار فيروس كورونا أصبح يقدم العديد من المحاضرات التوعوية للطلاب في داخل المدرجات.
حكاية هذا الرجل ربما تقترب من الخيال بعض الشيء، خاصة الفصول الأخيرة منها، فالدكتور محمد إمام طه طبيب الجامعة الصينية في مصر، الذي قرر أن يقف دائمًا في صفوف «الغلابة» كونه كان واحدًا منهم في يوم من الأيام، نجد القدر مُصرًا على أن يضع على عاتقه مهام ويدفعه لخوض تجارب طبية هامة ربما بحث عنها الكثير ممن هم مثله ولم يجدونها «أنا اشتغلت طبيب النادي الأهلي السعودي ولفيت العام وعملت في الجامعة الصينية بالعشرة جنيه كشف اللي بأخذهم من المريض».
كانت بداية رحلة هذا الطبيب في مساعدة المرضى المحتاجين في منتصف الثمانينات بعد أن تخرج في الجامعة أوصاه والده بأن يظل في صفوف «الغلابة»: «أبي قال لي لازم يكون للغلابة دكتور» لهذا قرر بعد تخرجه أن يكون مقابل فحص المرضى خمسة جنيهات فقط، «بحب أكون وسط المناطق الشعبية ووسط الناس، وبدأت كشفي بخمسة جنيهات« بسبب وصيته دي الناس دي كانت محتاجة خدمة، ثم بعد ذلك انتقلت وفتحت عيادة في بيت والدي في منطقة الموسكي، وحتى عام 2006 وبعد حوالي 25 سنة وأصبح الكشف عشرة جنيه».
من الموسكي إلى السعودية.. رحلة أصلها «صدفة»
ازدادت أعباء المنزل بعد أن تزوج «د.محمد» وأنجب ثلاثة أبناء فاضطر أن يرفع أجره إلى عشرة جنيهات، وكان ذلك في العام 2006، وظل الوضع هكذا حتى أتى منتصف العام بعد أن أصبح يعمل في عيادته وفي التأمين الصحي التابع لإحدى الجامعات فضلا عن عمله في إحدى صيدليات منطقة العباسية، «كانت حياتي عادية للغاية حتى أتت لي فرصة العمل في المملكة العربية السعودية عن طريق الصدفة، كانت زميلة لي في التأمين الصحي قالت لي تسافر السعودية فقلت لها لا أنا كدة كويس فأوصلتني بطبيب اسمه الدكتور مفتي إبراهيم وتواصلت معه».
دعاه هذا الطبيب إلى أن يتوجه إلى المملكة لأداء فريضة الحج، «وقتها كان عندي 49 عاما، وحجيت وهو وقتها كان بيعمل تأمين طبي لأكاديمية قيد الإنشاء تسمى أكاديمية النادي الأهلي السعودي لكرة القدم، وكان المسئول عنها الأمير خالد بن عبدالعزيز وهو من أصر على أن استمر معهم ومرجعش مصر».
نجح «د.محمد» في وضع خطة الأكاديمية وظل هناك لمدة عشر سنوات، وفي بداية عام 2016، قرر العودة إلى مصر دون رغبة منه في السفر إلى السعودية مرة ثانية، «يوم ما قابلت الأمير خالد أجرى معي انترفيو وقال لي إنهم عايزين يعملوا نظام تأمين صحي للأكاديمية وأنا كنت شغال في التأمين الصحي للطلاب هنا في مصر فأردت تطبيق طريقة مشابهة في الأكاديمية وأعجبت الأمير خالد وطلب مني تطبيقها وجت صدفة ومن العشرة جنيه سافرت العالم كله ببلاش مع المعسكر الخاص بالأكاديمية من غير ما ادفع ولا مليم»، يتحدث الدكتور محمد إمام طبيب الجامعة الصينية.
بالفعل لم ينته عام 2016 إلا وقد ترك «د. محمد» طبيب الجامعة الصينية، المملكة العربية السعودية وعاد إلى مصر مرة أخرى، يجدد دماء أيام الشباب وسط المرضى الفقراء والمحتاجين، يستمد هذه القوة من دور أداه الفنان الراحل "عماد حمدي" في أحد أفلامه، «أنا حبيت كوني طبيب للغلابة ويمكن اللي حببني في ده الفنان عماد حمدي في أحد أفلامه، شفته نموذج لطبيب المحتاجين».
محمد إمام: أريد أن أموت في مصر ووسط أهلي
خلال الأشهر الماضية، تجدد العرض للعودة السعودية مرة أخرى، ولكن هذه المرة من أجل العمل في التأمين الصحي لمنتخب تحت السن السعودي، مسئول النادي ترك لي المبلغ أحدده بنفسي، قال لي شيك على بياض اكتب الرقم اللي عايزه ولمدة 3 شهور، وأنا قلت كفاية أنا عندي 65 سن هسافر اعمل إيه والحكاية حكاية قناعة، أنا عايز أموت وسط أولادي وأكون في عيادتي والمرضى الغلابة».
رغم تحوله لواحد من أهم أطباء الباطنة في مصر وذاع صيته في المملكة العربية السعودية، كما أنه الطبيب الرسمي للجامعة الصينية في مصر، أصر على أن يظل في صف «الغلابة»، لم يرد أن يزيد كشفه عن عشرة جنيهات إلا ان العيادة التي يعمل بها وضعت له حدًا أدنى للكشف وهو ثلاثين جنيه، «أنا ربنا كرمني وأداني فملهاش لازمة أقطع في الناس، عيادتي ظلت عشرة جنيهات والعشرين جنيه يأخده أصحاب المستوصف الذي أعمل به»
صدفة ثانية تقوده للعمل في الجامعة الصينية بمصر
بعد أن عاد الدكتور محمد إمام طه من المملكة العربية السعودية، واستكمل عمله في المستوصف المتواجد في حي الموسكي، مقابل ثلاثين جنيه فقط يحصل منهم على عشرة جنيهات فقط، رشحته إحدى زميلاته في المستوصف إلى أن يعمل كطبيب للجامعة الصينية، «وافقت لأني بحب اشتغل واتحرك وعايز أخدم الناس، رحت هناك وعملت الإنترفيو واشتغلت في الجماعة بتابع الطلبة والموظفين، وفي المساء بعمل في عيادتي، أنا في عيادة الجامعة زي أي طبيب في أي مؤسسة أي طالب أو موظف أو أستاذ بيتعب بشوفه لو محتاج تحاليل أو علاجات أو روشتة أو غير ذلك».
لم يقتصر عمل «د.محمد» في الجامعة الصينية على الإشراف على علاج الطلاب أو صرف الأدوية أو متابعة الحالة الصحية للعاملين في الجامعة من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، ففي الفترة الأخيرة ومع انتشار فيروس كورونا أصبح يقدم العديد من المحاضرات التوعوية للطلاب في داخل المدرجات.