رئيس التحرير
عصام كامل

الكوميديا الرئاسية!


تسبب الخطاب الذي ألقاه الرئيس مرسي - مساء الأربعاء- في إضراب شامل لممثلي الكوميديا، وهددوا بالانسحاب من الساحة الفنية إذا قرر مرسي إذاعة خطاب آخر، وقال الممثلون: حرام عليك يا مرسي.. خربت بيوتنا.. بعد خطابك لا نجد ما يضحك الناس كما فعلت، وقال آخرون إن مرسي هو النسخة الجديدة من "اللمبي"، تلك الشخصية التي ابتدعها محمد سعد وقلدها كثيرون، كدليل على سيادة السطحية والركاكة والجهل بين فئة مجتمعية تحرص على التوهان حرصها على الحياة.


الخطاب الهزلي وصل لذروة "العبث"، ولو أنه صمت لكان خير له ولنا، لكن يبدو أن شهواته قد انقطعت من الدنيا ولم تبق له إلا شهوة الكلام، التي يمارسها كلما رأى ميكروفون أمامه.

عادة لا أهوى مشاهدة خطاباته، لكني حرصت على مشاهدة خطابه الأخير – بإذن الله – لأرى ماذا هو قائل قبل رحيله بعد أيام عن قصر الرئاسة، وأصابتني عباراته الإنشائية بالملل الشديد، فضلا عن "كلام المصاطب" البارع فيه، ولم يتطرق إلى القضايا الحيوية، ولم يذكر شيئا عن قتلة جنودنا في رفح في رمضان الماضي، ولا أي شيء عن خاطفي جنودنا السبعة في سيناء، ولا مصير الضباط الثلاثة وأمين الشرطة المختطفين من سيناء، كل ما قاله كلام في الهواء، يحسبه الإخواني ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، بل يجد "كورس" استأجره مكتب الإرشاد ليصفق لمرسي بعد كل جملة، وكأنه – معاذ الله- جمال عبد الناصر أو بلدياته عبد الحليم حافظ.

لقد تحدى القضاة ودمر القانون واستهان بكل شيء، لكننا نقول: فصبر جميل والله المستعان على ما يصفون، وبالفعل حان وقت الرحيل..
أمرسي..أمرسي.. اقفل الباب من بره وسمعني السلام عليكم..
الجريدة الرسمية