د. أحمد عبد الرحمن يكتب: 25 يناير.. وصراع الواقع والمأمول
فى يناير من كل عام يزداد سعار الإخوان وحلفائهم على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى أو البيانات المكتوبة الورقية أو بالتظاهر ورفع الشعارات والرايات الصفراء واستدعاء كربلائية رابعة العدوية.. وهم فى كل مرة لا يضيفون جديدا واقعيا لحل الأزمة والخروج من الورطة التى ساقوا أنفسهم وزجوا بأعوانهم فيها.
لا يطرح الإخوان وأعوانهم لحل الأزمة سوى مزيد من الشعارات والعناد وخداع النفس وبناء الأوهام، فبعد أن كان شعارهم "يوم الاتنين العصر.. مرسى راجع القصر"، واعتقد الشباب جدية هذا الشعار وواقعيته.
ولئن كان الإخوان وحلفاؤهم قد اتخذوا الاعتصام وسيلة لتحقيق شعاراتهم وتحويلها إلى واقع ثبت عدم جدواه نجدهم بدلا من تعديل مسارهم ومراجعة وسائلهم يزدادون غباء وحماقة، ويتوهمون أن بإمكانهم العودة إلى المشهد بالعنف والإرهاب وحرب الشائعات.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل إنهم ، كما نادى بذلك مرشدهم السابق؛ ما يعنى رغبتهم فى الخروج بالصراع من دائرة الدولة إلى دائرة الإقليمية وهم لايدركون مدى عجزهم عن تحقيق هذا الطموح بعد فشلهم فى الحفاظ على سلطتهم داخل مصر التي تمثل الجماعة الأم بالنسبة لهم.
كما أنهم يصدقون أنفسهم فيما يؤسسونه من كيانات وتكتلات شكلية تارة باسم البرلمان المصرى، وثانية باسم المجلس الثورى، وثالثة باسم هيئة العلماء، ورابعة باسم تحالف دعم الشرعية.. وكل هذه المسميات لاتعدو كيانات شكلية بنفس الأشخاص والأفكار والأيديولوجية الجامدة التى تعيش فى عالم الافتراض وليس على أرض الواقع.
إن كثيرا من حلفاء الاخوان وأنصارهم قد تخلوا عنهم بعدما رأوا انهم لا مصلحة لهم فى الارتباط بهم.. بعدما ظهر فشلهم.. ولم يحقق الإخوان سوى التضييق عليهم وموت قياداتها داخل السجون.. ثم فى النهاية تتصارع فيما بينها، وظهر هذا الصراع على الساحة ولم يعد سرا.
الإخوان يعتقدون أن العنف الذى يمارسونه ويحرضون عليه قد يعيدهم إلى جانب من المشهد أو على الأقل يخفف من القبضة عليهم، وهم بذلك واهمون.
لم يدرك الإخوان أن العديد من دول العالم بات مقتنعا بخطوات مصر فى مكافحة الإرهاب بدليل اختيارها رئيسا للجنة مكافحة الارهاب بالمؤسسة الدولية، بل نرى العديد من دول العالم بدأت بالفعل فى مراجعة مواقفها من الإخوان على أراضيها مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فضلا عن الدول العربية التى كان لها سبق اعتبار الإخوان جماعة إرهابية.
الداخل المصري يرصد وبدقة الواقع فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وليس مستعدا بأي شكل للسير نحو ذات المصير.
ولم تتخلف المرأة والفتاة المصرية عن الوقوف فى وجه الإرهاب فنجدها أسست الروابط الأدبية والشعرية كذلك لمواجهة الإرهاب وقد جاءتنى شخصيا دعوة للانضمام لبعض هذه الكيانات النسائية فى مواجهة الإرهاب.
ترى هل يدرك الاخوان وأعوانهم المشهد بوضوح ؟! هل يقفون على حقيقة الموقف ؟! أم أن الآمال والاحلام لازالت تلقى غشاوتها على عيونهم وافكارهم فمثلهم كمثل الجوعان الذى يحلم بسوق العيش ويظل هكذا فى حلمه حتى تغلق جميع الافران ابوابها دون ان يفكر فى طريقة يوفر ها لقمته واولاده ؟!.
داعش لن تساعد الاخوان وان ساعدتهم فهى غير قادرة على تحقيق نصر لهم ولاترضى كذلك ان تسلمهم ثمرة قتالها وحربها فداعش اليوم تخسر بعضا من مناطق نفوذها ولو كانت هناك استراتيجية كاملة لمحارة داعش لما وصلت لما هى فيه الان ولاربع ماهى عليه .
كذلك جماعات الارهاب والعنف تظل اسيرة الاحلام والاوهام ولاتدرك ان الزمن يمر من بين يديها والاولى بها ان تراجع نفسها لا أن تعاند نفسها وتخدع اتباعها فليس الزمان زمانها وليست مصر مرتعا لها وليس الشعب المصرى مناخا خصبا لاستغلاله.
حمى الله مصر.. حمى الله الشعب.. حمى الله الجيش.. حمى الله الشرطة.