اليوزباشي رفعت بطل معركة الإسماعيلية.. انحنى له القائد البريطاني وكلفه السادات بمهمة خطيرة
لا
يمكن أن يمر عيد الشرطة دون أن نقف علي بطولات اليوزباشي مصطفى رفعت الذي سجل اسمه
في سجلات الشرطة المصرية بحروف من ذهب، ليظل أيقونة بارزة بتصديه للقوات
البريطانية بشجاعة وبسالة، وهو ما أجبر الجنرال ماتيوس قائد قوات الاحتلال
الإنجليزي لتوجيه التحية له.
تأثر "مصطفى رفعت" بالأحداث الوطنية التي شهدتها مصر بعد إلغاء معاهدة 1963، فقد دخل الإنجليز منازل الفلاحين ونهبوها وقتلوا الأبرياء، حيث تم إرساله في بعثة دراسية إلى لندن لمدة 6 أشهر على اعتبار أنه مدرس بكلية البوليس (كلية الشرطة)، وعندما عاد ظهرت حركة الفدائيين وتطوع بها لتدريب المقاومة في القناة، وكان معه عبدالكريم درويش، وصلاح ذوالفقار الذي أصبح نجما سينمائيا بعد ذلك.
طلب "رفعت" نقله إلى الخدمة في الإسماعيلية، وخلال تلك الفترة وقعت معركة الإسماعيلية وكان وقتها يوزباشي (نقيب)، وفوجئ في الخامسة صباح الجمعة 25 يناير 1952 أن الضباط معه في الخدمة أخبروه أن قوات الاحتلال تطلق النيران على المحافظة، فنزل مع ضابطين وباقي القوة وتوجهوا لمساندة القوات المصرية.
خلال تلك الملحمة الشعبية التي صمدت فيها قوات الشرطة المصرية ببنادقهم الخشبية أمام قوة وعظمة أسلحة الاحتلال البريطاني، تلقى "رفعت" اتصالا تليفونيا من فؤاد سراج الدين، وكان يشغل منصب وزير الداخلية، فأخبره اليوزباشي أنه وجنوده الذين يبلغ عددهم 800 فرد بأسلحة معتادة، محاصرون من القوات الإنجليزية الذين يبلغ عددهم 7 آلاف ضابط ومجند وبحوزتهم دبابات ومدافع وأسلحة حديثة، فسأله الوزير: "إيه قراركم ؟!"، فأجابه: "القرار قرار العساكر كلها، وهو أننا لن نخرج ولن نستسلم، سنقاوم لآخر طلقة ولن يسلموا إلا جثثا هامدة".
صمدت قوات الشرطة المصرية ببنادقها الخشبية أمام الاحتلال البريطاني، ومع استمرار المعركة نفدت الذخيرة، فقام الأهالي بإمداد قوات الشرطة بما لديهم منها، إلى أن نفدت الذخيرة داخل المدينة كلها، ، ولم يوافق "رفعت" علي الاستسلام إلا بعد الموافقة على شروطهم، لقد استشهد في هذا اليوم حوالي 50 بطلا من أبطال الشرطة المصرية، وأصيب 80 آخرون.
كانت الشروط هي أن يخرجوا من مبنى المحافظة في طابور طويل بالخطوة المعتادة، وألا يرفعوا أيديهم مثل الأسرى، وأن يتم التعامل معهم بـ«كلمة شرف»، وألا يتم نزع العلم المصري من أعلى مبنى المحافظة، ولم تتم الموافقة على الشروط فقط، بل قام قائدا القوات البريطانية اكسهام وماتيوس، بالانحناء لهم وخلعا قبعتيهما احتراما، ونادى عليه القائد البريطاني وأشاد ببطولته، قبل أن يتم اقتيادهم إلى معتقل في صحراء الإسماعيلية، وبعد اعتقال دام خمسة أشهر، تم عزل اليوزباشي (النقيب) مصطفى رفعت من الشرطة، ولم يعد إلا بعد ثورة يوليو، وقام الرئيس جمال عبدالناصر بتكريمه ومنحه وسام الجمهورية، وواصل عمله حتى وصل إلى رتبة لواء، ومساعد أول لوزير الداخلية.
وخلال عهد الرئيس الراحل أنور السادات، اتصلت به وزارة الداخلية في الثالثة صباح أحد أيام 1981، ليغيب عن منزله 3 أيام دون أن تعلم أسرته عنه شيئا، وعندما عاد أخبر زوجته أنه كان مكلفا بالعمل على حل مشكلة أحداث "الزاوية الحمراء" التي وقعت يوم 17 يونيو 1981.
فقد قالت نائلة عبدالله زوجة اللواء الراحل في تصريحات: " الوزارة اتصلت على مصطفى مرة الساعة 3 صباحا، وراح وقعد غاب عني 3 أيام، ومعرفش عنه حاجة، لغاية لما رجع البيت قالي كان فيه مشكلة في الزاوية الحمراء واتحلت"، في إشارة إلى أحداث "الزاوية الحمراء" التي وقعت يوم 17 يونيو 1981، وأكدت أنه على مدار 57 عاما زواج، لم يسرد لها زوجها أي تفاصيل عن عمله، قائلة: "كان مهما يعمل ويتعب كان ميقولش أي أسرار عن شغله لغاية لما توفي سنة 2012".
وعلى الرغم من أنه فارق الحياة منذ عدة أعوام، حيث وفاته المنية في 13 يوليو ٢٠١٢، إلا أن البطل مصطفى رفعت، مايزال حاضرا عند المصريين فى كل عيد من أعياد الشرطة، وحتى عيد هذا العام الـ 68، وحاضرا وفى سجلات الشرف، غير الرسمية منها والرسمية للشرطة المصرية رمزا وأيقونة بارزة بتصديه للقوات البريطانية بشجاعة وبسالة، ومساندة أهالي الإسماعيلية.
تأثر "مصطفى رفعت" بالأحداث الوطنية التي شهدتها مصر بعد إلغاء معاهدة 1963، فقد دخل الإنجليز منازل الفلاحين ونهبوها وقتلوا الأبرياء، حيث تم إرساله في بعثة دراسية إلى لندن لمدة 6 أشهر على اعتبار أنه مدرس بكلية البوليس (كلية الشرطة)، وعندما عاد ظهرت حركة الفدائيين وتطوع بها لتدريب المقاومة في القناة، وكان معه عبدالكريم درويش، وصلاح ذوالفقار الذي أصبح نجما سينمائيا بعد ذلك.
طلب "رفعت" نقله إلى الخدمة في الإسماعيلية، وخلال تلك الفترة وقعت معركة الإسماعيلية وكان وقتها يوزباشي (نقيب)، وفوجئ في الخامسة صباح الجمعة 25 يناير 1952 أن الضباط معه في الخدمة أخبروه أن قوات الاحتلال تطلق النيران على المحافظة، فنزل مع ضابطين وباقي القوة وتوجهوا لمساندة القوات المصرية.
خلال تلك الملحمة الشعبية التي صمدت فيها قوات الشرطة المصرية ببنادقهم الخشبية أمام قوة وعظمة أسلحة الاحتلال البريطاني، تلقى "رفعت" اتصالا تليفونيا من فؤاد سراج الدين، وكان يشغل منصب وزير الداخلية، فأخبره اليوزباشي أنه وجنوده الذين يبلغ عددهم 800 فرد بأسلحة معتادة، محاصرون من القوات الإنجليزية الذين يبلغ عددهم 7 آلاف ضابط ومجند وبحوزتهم دبابات ومدافع وأسلحة حديثة، فسأله الوزير: "إيه قراركم ؟!"، فأجابه: "القرار قرار العساكر كلها، وهو أننا لن نخرج ولن نستسلم، سنقاوم لآخر طلقة ولن يسلموا إلا جثثا هامدة".
صمدت قوات الشرطة المصرية ببنادقها الخشبية أمام الاحتلال البريطاني، ومع استمرار المعركة نفدت الذخيرة، فقام الأهالي بإمداد قوات الشرطة بما لديهم منها، إلى أن نفدت الذخيرة داخل المدينة كلها، ، ولم يوافق "رفعت" علي الاستسلام إلا بعد الموافقة على شروطهم، لقد استشهد في هذا اليوم حوالي 50 بطلا من أبطال الشرطة المصرية، وأصيب 80 آخرون.
كانت الشروط هي أن يخرجوا من مبنى المحافظة في طابور طويل بالخطوة المعتادة، وألا يرفعوا أيديهم مثل الأسرى، وأن يتم التعامل معهم بـ«كلمة شرف»، وألا يتم نزع العلم المصري من أعلى مبنى المحافظة، ولم تتم الموافقة على الشروط فقط، بل قام قائدا القوات البريطانية اكسهام وماتيوس، بالانحناء لهم وخلعا قبعتيهما احتراما، ونادى عليه القائد البريطاني وأشاد ببطولته، قبل أن يتم اقتيادهم إلى معتقل في صحراء الإسماعيلية، وبعد اعتقال دام خمسة أشهر، تم عزل اليوزباشي (النقيب) مصطفى رفعت من الشرطة، ولم يعد إلا بعد ثورة يوليو، وقام الرئيس جمال عبدالناصر بتكريمه ومنحه وسام الجمهورية، وواصل عمله حتى وصل إلى رتبة لواء، ومساعد أول لوزير الداخلية.
وخلال عهد الرئيس الراحل أنور السادات، اتصلت به وزارة الداخلية في الثالثة صباح أحد أيام 1981، ليغيب عن منزله 3 أيام دون أن تعلم أسرته عنه شيئا، وعندما عاد أخبر زوجته أنه كان مكلفا بالعمل على حل مشكلة أحداث "الزاوية الحمراء" التي وقعت يوم 17 يونيو 1981.
فقد قالت نائلة عبدالله زوجة اللواء الراحل في تصريحات: " الوزارة اتصلت على مصطفى مرة الساعة 3 صباحا، وراح وقعد غاب عني 3 أيام، ومعرفش عنه حاجة، لغاية لما رجع البيت قالي كان فيه مشكلة في الزاوية الحمراء واتحلت"، في إشارة إلى أحداث "الزاوية الحمراء" التي وقعت يوم 17 يونيو 1981، وأكدت أنه على مدار 57 عاما زواج، لم يسرد لها زوجها أي تفاصيل عن عمله، قائلة: "كان مهما يعمل ويتعب كان ميقولش أي أسرار عن شغله لغاية لما توفي سنة 2012".
وعلى الرغم من أنه فارق الحياة منذ عدة أعوام، حيث وفاته المنية في 13 يوليو ٢٠١٢، إلا أن البطل مصطفى رفعت، مايزال حاضرا عند المصريين فى كل عيد من أعياد الشرطة، وحتى عيد هذا العام الـ 68، وحاضرا وفى سجلات الشرف، غير الرسمية منها والرسمية للشرطة المصرية رمزا وأيقونة بارزة بتصديه للقوات البريطانية بشجاعة وبسالة، ومساندة أهالي الإسماعيلية.