رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. الروائي محمد جلال: يوسف السباعي سرق مني جميلة

الروائى محمد جلال
الروائى محمد جلال
روائي وكاتب صحفي ورئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون لسنوات طويلة، وهو الذي قدم 21 رواية قدمت على الشاشتين الصغيرة والكبيرة منها: أيام المنيرة وحارة الطيب، اشتهر بلقب أشهر عازب في مصر عاش وغادر الحياة في منزل عتيق بحي المنيرة.


عن حياته يقول الروائي محمد جلال في كتاباته: رحل في مثل هذا اليوم 24 يناير 2010 ـ: ولدت وعشت حياتي الأولى في كفر النحال الزقازيق محافظة الشرقية، والده كان عاملا بسيطا في السكة الحديد، كنت الطفل الطيب والمدلل وسط 4 بنات وولدين، وانتقلنا إلى طنطا حيث مدرسة الست مباركة ومنها الى المنيرة حيث اشترى والدي منزلا بحي الباشاوات وأوصاني بألا أفرط فيه مهما كبرت، ولذلك عشت فيه.
التحقت بمدرسة المبتديان وكانت أسوأ فترة في حياتي حيث كان الضرب قانون المدرسة وكنت فى المستوى الأخير في الفصل، ولما شاهد والدي تورم يدي نقل أوراقي إلى مدرسة البحث العلمي بالسيدة زينب وكانت مدرسة تحترم آدمية الإنسان فتفوقت فيها.

دخلت كلية الحقوق لأنى كنت أريد أن أصبح الزعيم مصطفى كامل، كنت أحب القراءة وأشترى الكتب من سور الأزبكية، وصادقت الدكتور يوسف إدريس وهو طالبا حيث كان صديقا لأخى ويجلس على مقهى بقصر العينى، وأسست مجلة باسم "أخبار الجامعات". 

ولما قامت الثورة عملت فيها حوارات مع أمين شاكر وحسين الشافعى وكمال الدين حسين، وكنت أطبع المجلة فى أخبار اليوم، ولما شاهدها الأستاذ محمد حسين هيكل طلبنى وقال لى إن مصطفى أمين مؤمن بالجامعة الأمريكية وأنا أؤمن بالجامعة المصرية وأريدك أن تكون من تلاميذى ولم أعمل معه فقد كنت أفضل المحاماة.

وكانت مجلة الإذاعة هى المحطة الثانية فى حياتى الصحافة حيث عملت فى مجلة التحرير ثم توقفت لأنى كتبت موضوعا كنت قد قرأت عنه فى مجلة العلم 1928 أن فقيرا هنديا أتى إلى مصر وتنبأ بقيام الثورة وفوجئت بنشر التحقيق بتوقيع رئيس التحرير بدلا منى تركت بعدها الصحافة وعملت بالمحاماة لمدة عام. 

ولما تولى رجاء العزبى رئاسة تحرير الإذاعة دعانى للعمل معه بمكافأة 7 جنيهات وعملت فى باب الفن ونشرت حوارات مع الفنانين لكنى لم اكن راضيا عن نفسى التى أرى فيها كاتبا سياسيا لكن واصلت العمل بالمجلة حتى وجدت نفسى رئيسا للتحرير.

أما كتابة الرواية فهى قصة أخرى يتحدث عنها محمد جلال فيقول:فى لقاء صدفة مع الفنانة ماجدة الصباحى قالت ماجدة إنها تتمنى تقديم شخصية جان دارك فى فيلم سينمائى ففكرت وقلت لها عندى لك شخصية جان دارك العرب جميلة بوحريد وفوجئت بها لم تعلم شيئا عن قضية الجزائر ولا عن جميلة بوحيرد فشرحت لها الشخصية وكتبت لها المعالجة بخط ايدى، المهم قالت لى إنها ستذهب الى يوسف السباعى وكان يرأس منظمة التضامن لكى يعطينا نقودا.

المهم عندما ذهبت ماجدة للسباعى سألها من صاحب الفكرة قالت محمد جلال، قال لها انسيه أنا سأكتب جميلة، ولما عرضت على الأمر قالت اسمك سينزل مع اسمه على الفيلم قلت لها حتى لو طه حسين أنا سوف أرفض، ورغم ذلك نشرت الصحف أن يوسف السباعى سيكتب القصة وسيكتب عبد الرحمن الشرقاوى السيناريو ونجيب سرور الحوار.

ذهبت الى السباعى فى مكتبه فقال لى أنا مش مسئول ماجدة هى المسئولة بعدها كتب مقال يسخر منى فى الجمهورية فى يومياته "أيام تمر" وقال إن محمد جلال يريد أن يتسلق على اكتافى ويريد الشهرة، ولم أملك سوى أن أرفع قضية على أهم شخصية أدبية وقتها وأنا الشاب الصغير، وأثناء القضية كتبت رواية "حارة الطيب" وأحدثت صدى وناقشها النقاد فى ندوة بالأوبرا وحضرها نجيب محفوظ وقال لى دافع عن حقك يا ابنى، وتحديت، وعندما قابلنى السباعى بعد ذلك قال لى: انسى يا أخى ما انت بقيت روائي كبير، بعدها اغتيل يوسف السباعى فشعرت أن هذا الرجل هو الذى جعل منى روائيا شخصه الله لى لكى يخرج ما بداخلى.

وفى النهاية لا أنكر أن الصحافة كانت تشدنى فقسمت يومى إلى نصفين الأول يبدأ من الفجر إلى الواحدة ظهرا للرواية والثانى من الواحدة للصحافة فكتبت 21 رواية.
الجريدة الرسمية