فاروق: الإخوان غارقة في التكفير وتوظف العنف في خدمة مشروعها التوسعي
قال عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية منذ ثلاثينات القرن الماضي وهي غارقة في التكفير وتوظف العنف في خدمة مشروعها التوسعي، ابتداءً من المدرسة الأولى المسماة بالمدرسة "البناوية"، على يد مؤسسها حسن البنا، مررواً بالمدرسة الثانية، أو ما تعرف بالمدرسة "القطبية"، انتساباً الى سيد قطب.
وأوضح أن الجماعة حاولت على مدار تاريخها التنصل والتبرؤ من مفردات التكفير وأدبيات العنف المسلح، وغسل سمعتها من جرائم تيارات الإسلام السياسي، مردفا:
كان "تنظيم 65" علامة مميزة في بلورة مشروع البنا ـ قطب لدى جماعة الإخوان على المستوى الفكري والتنظيمي، وانتقالها من حيز السياسة والقوة المؤجلة وإشكالية التغيير من أسفل، إلى استقطاب المجتمع لصناعة ما يسمى بـ"الفئة المؤمنة"، مروروا بأدوات "التغيير من أعلى"، أو الصدام المباشر المسلح مع الأنظمة السياسية الحاكمة، وفقاً لرؤية سيد قطب، واتساقاً مع مفاهيم شيخه أبو الأعلى المودودي.
لفت فاروق إلى أن المدرسة الثانية داخل الإخوان وضعت في مقدمة أولوياتها قضية الحاكمية ومبادئ التفكير، وشرعنة توظيف القوة المسلحة، والعزلة الشعورية انفصالاً عن المجتمع الجاهلي، وتحقيقاً لحالة الاصطفاء الإلهي، تمهيداً لترتيب الهيكل التنظيمي وتشكيل الخلايا المكلفة تنفيذ مخطط إسقاط الدولة، وإعلان قيام ما يسمى بالثورة الإسلامية.
وتابع: لم يكن التغيير في الرؤية الفكرية لسيد قطب نتيجة لسجنه وتعذيبه مثلما تردد قيادات الجماعة؛ إذ حصل على إذن رسمي بالكتابة والتأليف والنشر أثناء قضائه فترة العقوبة، بناءً على حكم قضائي حصلت عليه "دار إحياء الكتب العربية"، التي وقعت عقداً مع قطب عام 1952، ما ينفى نهائياً مزاعم تعرّضه للتعذيب داخل السجون.
وتابع: ارتمى الكثير من شباب الإخوان في أحضان سيد قطب وأفكاره التكفيرية التي بلورت ظهور ما يسمى بـ"التيار القطبي" ورموزه، الذين رفضوا فكرة الصلاة في المساجد باعتبارها معابد جاهلية، ونادوا بالعزلة عن المجتمع، أمثال محمد يوسف هواش، وعبد الفتاح إسماعيل، وعلي إسماعيل، ومحمد قطب، مؤلف كتاب "جاهلية القرن العشرين"، وعبد المجيد الشاذلي، وأحمد عبد المجيد عبد السميع.
واستكمل: أربكت أطروحات سيد قطب الكثير، وأحدثت جدلاً بين جدران السجون المصرية حينها، وانقسم التيار القطبي على نفسه، واتجه بعضهم إلى التمسك بالتنظيم الإخواني، والسيطرة على مقاليد السلطة فيه،
واختتم: ساروا بالجماعة نحو خطاب معلن موجه الى الرأي العام وفقاً لمقتضيات الحاجة والمصلحة التي تحقق أهداف مشروع التمكين، وتوجهوا بخطاب آخر سري الى القواعد التنظيمية وفقاً لأدبيات التأهيل والتصعيد وما يتوافق مع مخططاتهم وأهدافهم.