قيادي منشق: الخطاب الشعبوي للإسلاميين حملهم إلى السلطة وأسقطهم عنها
قال محمد العودات، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن الخطاب الشعبوي الذي تعتمده الحركات الإسلامية، جعلهم عادة ما ينتهون إلى اللاشيء على أرض الواقع.
وأوضح أن الهزائم السياسية تلاحقهم دائما من دولة إلى دولة، وأصبح وجودهم مقترنا بالإخفاق السياسي وعدم الوصول إلى الأهداف التي يريدون الوصول إليها.
وأشار إلى أن تفسير ظاهرة إخفاق الحركة الإسلامية في الوصول للسلطة والأهداف السياسية التي تؤمن بها يرد إلى عامل مهم، وهو أن سلة الحركة الإسلامية الفكرية مليئة بالأفكار الميتة التي تقودهم إلى الإخفاق الدائم.
وأوضح أنهم يؤمنون بالشعبوية والبعد عن الواقعية التي تختلف باختلاف الزمان والمكان والبيئات الاجتماعية التي يتحركون فيها، لافتا إلى أنهم اعتمدوا دائما على دغدغة عواطف الجماهير لكسب تأييدها في الوصول للسلطة، دون تقديم خطاب يملك أرقام ومعلومات وخطط وبرامج محسوسة تحسن من حياتهم وظروف معاشهم.
وأضاف: الشعبوية ضربت الدول الغربية بعنف خلال السنوات الماضية، ولم تحتمل أمامهما جذور مئات السنين من التنوير والديمقراطية، لافتا إلى أن الشعبوية في خطاب الحركة الإسلامية كان أهم أسباب انتكاسات الربيع العربي.
وتابع: الجماهير عادة لا تحركها إلا الأمعاء الخاوية والاحتياجات الأساسية، لهذا فالخطاب السطحي الموجه للجماهير بسيط ويسهل فهمه وهضمه من كل طبقات المجتمع، إلا أنه خطاب بعيد عن الواقع وتعقيدات الوضع القائم.
وأوضح أن الخطاب الشعبوي يفجر الكراهية في المجتمعات، ولاسيما أنه يعتمد على إثارة مخاوف بعض طبقات المجتمع من الطبقات الأخرى وعادة ما يكون هذا الخطاب موجها للأغلبية مما يثير بعد تفشيه خطاب الكراهية ضد الأقليات، ويكون مقدمة أساسية للحروب الاهلية.
لفت العودات إلى أن سيد قطب، الذي وصف كل المجتمعات بالجاهلية، وأفكاره ونظرياته هي التي أسست للخطاب الشعبوي داخل أوساط الحركة الإسلامية.
وأوضح أن خطاب الحركة الإسلامية السياسي، يختزل كل مشاكل العالم العربي والإسلامي في تقوية إيمان الأفراد والالتزام بالعبادات الروحية والفروض الدينية، ويرهن النهوض والتقدم بعودة الناس إلى إيمانها وعقيدتها، موضحا أن العقائد لا علاقة لها بالنهوض والتقدم، بل عالم الأخلاق وتنمية الروح.
واختتم: البرنامج التفصيلي هو الحل لكل مشكلة، هو ما يستجيب له الناس، مستشهدا بنظام البشير في السودان الذي كان إسلاميا ولكنه رسخ التخلف في الدولة، وقادها إلى الإنقسام وانفصال الجنوب، واندلاع حرب أهلية في دارفو، وكذلك الحال في أفغانستان والعراق وإيران وجنوب لبنان.