رئيس التحرير
عصام كامل

عصابة "أردوغان" لإرهاب رموز المعارضة التركية.. تضم تجار مخدرات وقيادات في "المافيا".. وأخيرًا "حراس الليل"

أردوغان
أردوغان
«إرهاب المعارضة».. إستراتيجية اعتمدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أعقاب الانقلاب المزعوم عام 2016، مستخدمًا «القبضة الأمنية الحديدية» في إرهاب خصومه السياسيين لترهيبهم من فضح سياساته التي أدت إلى تدهور الاقتصاد التركي وتراجع قيمة الليرة التركية.


تجار مخدرات

وفي هذا الإطار لجأ «أردوغان» إلى بعض المجرمين السابقين وتجار المخدرات وبعض أعضاء المافيا التركية من أجل وضعهم كــ«حائط صد» في وجه تحركات المعارضة الغاضبة من ممارساته.

تاجر المخدرات ليفنت تشاكن، أحد أبرز الوجوه التي يستخدمها «أردوغان» في تسهيل عمليات تهريب السلاح، بعد إبرام صفقة معه خرج بموجبها من السجن، بعدما تعرض لأحكام بالسجن المشدد عند اكتشاف استخدامه متجر جزارة كستار من أجل ترويج المخدرات بين الطلاب العسكريين والضباط.

وبحسب موقع «نورديك مونيتور» السويدي، والمتخصص في الشأن التركي، فإن «تشاكن» كان يبيع المخدرات لأفراد الجيش التركى كجزء من شبكة اتجار مخدرات موسعة على علاقة وثيقة برجال حكوميين في إيران، وكانت الفرصة الوحيدة للنجاة في تجنيده من قبل الحكومة التركية للعمل لصحالها في أنشطتها المشبوهة، حسبما أفادت وثائق نشرها الموقع.

ومن ضمن قائمة تجار المخدرات أيضًا، شخص يدع شريفي زندشتي، إيراني الجنسية، سبق واعتقلته السلطات التركية في عام 2007، إلا أنها أطلقت سراحه قبل انقضاء مدة حبسه رغم إدانته، في صفقة أخرى استهدفت تحسين العلاقات مع إيران في فترة من فترات التوتر التي نشبت بين البلدين، ومارس النظام التركي حملة ضغط من أجل الإفراج عنه بقيادة برهان قوزو، النائب البرلماني السابق وأحد أعضاء فريق الاستشارات القانونية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي ضوء الاستخدام الملتوي لسلطته، لجأ «أردوغان» لشخص يدعى «علاء الدين كاشجي»- يوصف بـ«زعيم المافيا»- مدان في جرائم مسلحة في تركيا وخارجها مثل محاولة اغتيال الصحفي هنجال أولوج.

وكذلك تنفيذ هجوم مسلح على أحد الأندية بمنطقة الفاتح بإسطنبول، من أجل تكميم أفواه المعارضين ومواجهة كل من يوجه سهام النقد إلى النظام التركي أو يتحدث عن الأزمات التي تمر بها البلاد بسبب سياسات النظام التركي التوسعية وتدخلاته الخارجية، إلى الحد الذي دفعه إلى تهديد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليشدار أوغلو، عبر توجيه رسالة توعدية له بالانتقام في حال تواصل هجومه.

وذلك بعدما أمضى زعيم المافيا 16 عامًا في السجن ضمن إجراءات مزعومة اتخذها أردوغان تحت ستار تخفيف الضغط عن السجون بسبب تفشي كورونا، ليبدأ حملة دفاع عن النظام التركي وحزب العدالة والتنمية الحاكم.

واقعة أخرى تكشف الطرق الملتوية التي يلجأ «أردوغان» لاستخدامها، تمثل في تجنيد ضابط شرطة يدعى موسى أنسال، يعرف عنه ميله لشرب الكحول والتورط في علاقات نسائية متعددة.

ولجأت إليه الحكومة التركية كشاهد صوري في قضية موجهة ضد شخصيات معارضة، واتضح بحسب وثائق مسربة، أنه تم استخدامه في العديد من المحاكمات الصورية التي يطلقها الرئيس التركي ضد المعارضين.

حراس آخر الليل

وفي هذا السياق أفاد موقع نورديك مونيتور السويدى أن نظام أردوغان قام بتجنيد ضابط شرطة تركى، معروف عنه أنه مدمن كحول وزير نساء، أدين بتهمة تسريب وثائق سرية لمكافحة الإرهاب إلى عصابة جريمة منظمة، كشاهد حكومي في محاكمات صورية ضد المعارضة بعد إطلاق سراحه من قبل الحكومة التركية.

وكشفت وثائق أطلع عليها موقع نورديك مونيتور، التاريخ الملوث للضابط موسى أنسال الذي يعد شاهدا رئيسيا في الكثير من المحاكمات الصورية التي يجريها نظام أردوغان ضد معارضيه.

كما كان من أبرز الشخصيات التي أوكل إليها نظام أردوغان تلفيق التهم والقضايا ضد المعارضين عقب الانقلاب المزعوم عام 2016م.

ودعم «أردوغان» لجوءه لاستخدام البلطجة في السياسة، عبر المجموعة المسلحة المسماة «حراس الليل»، والتي تم تشكيلها بعد تأثر أجهزة الدولة الأمنية كثيرا بسبب موجة الاعتقالات الكبيرة التي طالت الآلاف من أفرادها، وينتشرون بقميص بني فاتح اللون وبنطال داكن في الأحياء التركية، ويحملون مسدسات وأجهزة إرسال وعصي وأصفاد، شبيهة بأدوات رجال الشرطة.

ويمكنهم تسيير دوريات ومتابعة أي شخص يشكون في انتماءاته السياسية، بما أثار غضب المعارضة التركية التي رأت أن تلك التحركات تضعف هيبة الدولة أمام قوة عسكرية مسلحة تابعة للحزب الحاكم.

ونتيجة لتلك التصرفات الطائشة، وقع هجوم على نائب أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل التركي المعارض، سلجوق أوزداج، بالعصي أثناء خروجه من منزله لقضاء صلاة الجمعة، وسط العاصمة أنقرة، من خلال 5 أشخاص مكشوفي الوجه وأعمارهم صغيرة، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة، وكسور في يديه.

إرهاب سياسي

الأمر الذي دفع داوود أوغلو الحادثة بـ«الإرهاب السياسي»، محملا أردوغان مسئولية كل التطورات التي حدثت في البلاد مؤخرا، ومطالبًا بتفسير واضح لما وقع.

من جانبه، قال محمد ربيع الديهي، الباحث في الشأن التركي: فكرة لجوء أردوغان لبعض الأساليب الملتوية واستخدام البلطجة كأداة لتخويف المعارضة السياسية للنظام التركي كانت له بوادر سابقة؛ ليس فقط إطلاق سراح زعيم المافيا، والذي هدد المعارضة علنا عبر تصريحات أذيعت بالسحق أو القتل.

وإنما بدأت تلك البوادر عند تمرير أردوغان لقانون حراس الليل في البرلمان، بهدف استخدمها كمليشيات تابعة للنظام في قتل وتدمير المعارضة، ويعود السبب خلف استخدام أردوغان ونظامه لمثل هذه الأفعال إلى ضعف شعبيته وقوة المعارضة في الداخل، إضافة إلى رغبته في قمع المعارضة والقضاء عليها وتخويفها في ظل فشله سياسيا واقتصاديا، وكذلك إخفاقه في إدارة الملفات الحقوقية التي ينتهكها بشكل يومي.

وأضاف: لاشك أن الانقلاب المصطنع من قبل أردوغان كان هدفه إطلاق يد النظام في تركيا، ليزيد بطشا وقمعا للمواطنين والمعارضة، فمنذ هذا الانقلاب المصطنع في تركيا زادت معدلات القمع وانتهاك حرية المواطنين والمعارضة، بل زاد البطش أيضا اتجاه الصحفيين والأكاديميين.

فهناك أكثر من 160 صحفيا سجينا في تركيا منذ عام 2016 فضلا عن فصل أكثر من 4000 أكاديمي من وظائفهم.

كما أشار «الديهي» إلى أن مثل هذه الأفعال تزيد من قوة المعارضة وصلابتها في مواجهة النظام التركي، بل تكتسب المعارضة كل يوما تلو الآخر قوة وشعبية، وهذه الانتهاكات تكشف حقيقة النظام التركي في استخدام الدين كوسيلة لتحقيق أهدافه السياسية وتمكين أردوغان من البقاء في الحكم.

نقلًا عن العدد الورقي....،
الجريدة الرسمية