رئيس التحرير
عصام كامل

أبو بكر عزت ممثل ظريف.. لماذا وصفه محمود السعدني بـ«الصايع»؟

الفنان الراحل أبو
الفنان الراحل أبو بكر عزت

منذ ساعات توفيت الكاتبة كوثر هيكل أرملة الفنان الراحل أبو بكر عزت، وحماة الكاتب خالد منتصر، عن عمر ناهز الـ76 عامًا، بعد 15 عامًا من رحيل زوجها الفنان الراحل أبو عزت الذي وافته المنية في 28 فبراير 2006، بعد إصابته بأزمة قلبية حادة.





بعد وفاة الكاتبة كوثر هيكل تصدر اسمها مقترنًا باسم زوجها محركات البحث وأصبحا مثار اهتمامات السوشيال ميديا، فكان من المفارقة أن جاءت وفاة الفنان الراحل متزامنة مع احتفاله بعيد زواجه الـ41 من كوثر هيكل، حيث طلب يومها من أحد محلات بيع الورود إحضار باقة من الورد إلى منزله، لكنه تعرض لأزمة صحية مفاجئة دفعت الزوجة لطلب سيارة الإسعاف في نفس توقيت وصول المسؤول عن توصيل الورد إلى منزله.



الفنان الراحل أبو بكر عزت وُلد في 8 أغسطس 1933، في حي السيدة زينب بمدينة القاهرة، ودرس بمدرسة الخديوية الثانوية التي تخرج فيها الكثير من الفنانين المصريين، ثم التحق بكلية الآداب قسم الاجتماع، وأخرج عددًا من الأعمال المسرحية وهو طالب بالجامعة، وحصل على جائزة أحسن ممثل عام 1996 من مهرجان القاهرة السينمائي.



كان الفنان الراحل أبو بكر عزت صاحب كاريزما وحضور مميز في كل أعماله سواء السينمائية أو الدرامية، وكان من بين النجوم القلائل الذين لم يحصروا أنفسهم في قالب فني معين، كبقية أبناء جيله، فلعب دور الطيب والشرير، والكوميديان والتراجيدي، حتى إن الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني خصص له أحد الفصول في كتابه الذي حمل عنوان «المضحكون»، ملقبًا أبو بكر عزت بـ«الصايع».



لم يكن لقب «الصايع» الذي منحه محمود السعدني لأبو بكر عزت، بسُبه أو من باب الذم ولكنه كان المديح للأداء الفني الذي أتقنه الفنان الراحل، وإن لم يخل اللقب وما جاء أسفله من سطور من عبارات اللوم على الفنان الذي لم يحسن استغلال ادواته ومواهبه الفنية التي لم يحظ بها الكثير من أبناء جيله، فقد رأى محمود السعدني في كتابه أن أبو بكر عزت كان لديه فرصة ذهبية لأن يصبح عماد حمدي جديد أو شكري سرحان متطور أو كمال الشناوي على أكثر فنًا.



وبدأ الكاتب محمود السعدني، فصله المعنون بـ«الصايع» عن أبو بكر عزت، قائلًا: «معذرة لأستاذنا الكبير طه حسين، معذرة لأننا سنستعير من تعبيراته تعبير هو أصدق وصف للمثل أبو بكر عزت، فما كان يوما من المضحكين ولا ينبغي له أن يكون من المضحكين».



ويضيف: «الممثل أبو بكر عزت ممثل حساس للغاية، وهو المنافس الوحيد للفنان حسن يوسف، فإذا كان حسن يوسف الولد الشقي فأبو بكر عزت الولد الظريف، لكني لم أقتنع بأبو بكر عزت ككوميديان، ولقد حاولت إقناع نفسي بأن أبو بكر عزت ممثل مضحك دون جدوى، وخيل لي إنني حمار من دون جميع البني آدمين، غير إن الأيام أثبتت أنني لست حمارًا وأنه لم يكن مضحكًا».



ويكمل: «وبعد أن ظل أبو بكر عزت عدة سنوات يقاوح نفسه ويقاوح الجمهور، وقبل بطولات في روايات هلس فكيشن وركبه الغرور زمنًا ما، فظن نفسه مضحكًا ونجم شباك كما فؤاد المهندس ومحمد عوض».



ويواصل السعدني: «وهكذا وقع أبو بكر عزت في الفخ، ويبدو أنه استحلى الوقوع فيه، ودخل حلبة المضحكين دون مسوغات تعيين، وأول شرط في المضحك هو أن يضحك الناس عليه دون كلام، لحظة دخوله على المسرح وهذا الشرط لا يتوافر في أبو بكر عزت».

الجريدة الرسمية