لماذا يرفض الإخوان تولي المرأة أي منصب قيادي بالتنظيم ؟.. ممنوعة من التصويت بالشعبة وقسم الأخوات والشورى ومكتب الإرشاد
المرأة دائما أحد الألغاز في أدبيات جماعة الإخوان الإرهابية، لدرجة أن تراث الجماعة وكوادرها من جميع الأجيال، ليس لديهم القدرة على تقديم تبريرات موضوعية تكشف سر التناقض الصارخ في كيفية التعامل معها.
قناعات زائفة
كان الإخوان يدفعون دائما بالنساء وخاصة خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك على قوائمهم للمجالس النيابية والنقابات وغيرها من كل صور وأشكال العمل العام.
استغلت الجماعة هذه الحالة، لتصدر قناعات زائفة للشارع أن الإخوان حركة إصلاحية تؤمن بالتعددية وحق المرأة في المساواة بدولة مدنية ديمقراطية حديثة.
لكن هذه الخدع ستنكشف سريعا ويسقط القناع من على وجه الجماعة عند البحث في أدبيات التنظيم، لنجد أن الإخوان لم يثقوا يومًا بالمرأة ولا قدرتها على العمل العام، بل كانت عندهم دائما محل شك وريبة.
رفضت الجماعة تصعيد النساء لأي منصب رسمي بداية من الأسرة ونهاية بمكتب الإرشاد، لم تعطها حق التصويت حتى في مجلس الشورى الإخواني، بل العجيب أن قسم الأخوات كان يترأسه دائما أحد الرجال !
حجج كاذبة
تسوق الإخوان لأتباعها دائما، أن الهدف من إقصاء المرأة عن كل المناصب الإدارية داخل التنظيم وإبعادها عن دائرة الضوء، الخوف عليها من البطش الأمني إذا ما ظهرت في المشهد التنظيمي المرصود جيدا من الأجهزة.
ما يروجه الإخوان لأتباع لم يتعودوا على النقاش والحوار والنقد، كان يمكن قبوله لو أن الجماعة أبعدت المرأة عن العمل العام واكتفت لها بأدوار مجهولة مساعدة.
لو لم ترشحها للبرلمان والمحليات والنقابات، وكأن العمل السياسي والنقابي ليس بأهمية وشهرة التنظيم، ولا يلقي الضوء على النساء أو يجعلهن في مرمى الآمن لو أراد البطش بهن حسب الرواية الإخوانية.
هوى سلفي
محيي عيسى، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، يرفض هذه الإدعاءات الإخوانية، ويؤكد أن إقصاء الجماعة للمرأة خلفه تشدد وتزمت بسبب التأثر بصعود الفكر السلفي الوهابي .
أشار عيسى إلى أن نشأة الاخوان تزامنت بالأساس مع تنامى الدعوة الوهابية، وتأثرت بها فى الكثير من مواقفها، وتجلى ذلك بصورة كبيرة فى الموقف من المرأة، مضيفا: رغم وجود قسم للأخوات داخل الجماعة إلا أن القسم اقتصرت رئاسته على الرجال طوال الوقت.
يؤكد القيادي المنشق عن الجماعة، أن النساء حرمن داخل الإخوان من حقهن فى التصويت بجميع مراتب التنظيم، داخل الشعبة والمنطقة ومجلس الشورى، مردفا بتهكم:
"جماعة كانت تريد حكم دولة بحجم مصر، ولم تسمح لامراة واحدة بدخول لا مجلس الشورى ولا مكتب الارشاد بل حتى لم تعطها منصب المتحدث الرسمى للجماعة.
ما يقوله عيسى تؤكده الأحداث، إذ لم تتولى أي امراة منصب المتحدث الرسمي إلا بعد انقسام الإخوان في 2016، ومحاولة الحرس القديم رش تجميلات سياسية واجتماعية لإرضاء جهات التمويل ومكاتب العلاقات العامة في الغرب التي كانت تتولى الدفاع عنها وتحاول رسم صورة ذهنية جديدة لها .
يوضح عيسى أن قسم الأخوات داخل المحافظة كان يتولاه دائما رجل، وتكون زوجته وسيطا بينه وبين النساء (مخافة الفتنة) لافتا إلى أنه من التناقض العجيب في الجماعة سماحها لـ"الأخوات" بالترشح للمجالس النيابية والتصويت والدعاية، فى الوقت الذي تمنعهن من التصويت داخل جماعتهن.
تشدد مضاعف
التحول إلى مراتب أكثر تشددا بين صفوف الإخوان في نظرتهم للمرأة بدأ فى حقبة السبعينات، حين تنقل الكثير منهم للعيش في دول الخليج خلال تنامى الفكر الوهابى، وظهر ذلك جليا فى الموقف من المراة والفن والموسيقى، حيث أصبح المنع والتحريم سمة الموقف.
يكشف عيسى القيادي المنشق عن الجماعة، أن سيطرة الحالة الذكورية صورت المراة لدى الجماعة وكأنها شيطان مريد، عليها فقط السمع والطاعة لزوجها دون الالنفات لاى من حقوقها.
يوضح أن أدبيات الإخوان التي نشأت أجيال عليها تخالف صحيح الإسلام، الذي يوثق عنه الكثير من أراء الأئمة والمذاهب إجازة تولي المرأة شئون رئاسة الدولة والقضاء، فمعيار الكفاءة والعدل والنزاهة هو الشرط الوحيد للترشح دون الالتفات إلى عرق او حنس او لون.
يختتم عيسى مؤكدا: لا الاخوان ولا الجماعة الاسلامية ولا غيرهم استطاعوا ان يقدموا نموذجا معتبرًا لدور المراة فى المجتمع كما ارادها الاسلام كشقائق للرجال.