رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة تفسر سماع أصوات الموتى في المقابر.. المستمعون يصفون أنفسهم بالوسطاء الروحانيين.. وعلماء دين: خزعبلات وخرافات لا أساس لها

 المقابر
المقابر
كثيراً ما تتردد أساطير لأشخاص سمعوا أصوات الموتى في المقابر عند مرورهم عليها، وتنتشر تلك الحكايات بالأخص في الأرياف، ويصدقها الكثير بأنه بالفعل من الممكن أن تصدر تلك الأصوات من الموتى.


قام بعض علماء النفس بعمل بحث علمي يكشف الأسباب التي دفعت الأشخاص لادعاء ذلك، بحسب موقع «sciencealert» المتخصص في العلوم، ويرجح «بيتر موسلي»، أحد العلماء القائمين بالبحث، أن الأشخاص الذين يسمعون تلك الأصوات ويصفون أنفسهم بالوسطاء الروحانيين، يرتفع عندهم مستويات استيعاب خوض تجارب سمعية غير عادية في الطفولة والحساسية المرتفعة للهلوسة السمعية.

وأجرى البحث استطلاعا على 65 من الوسطاء الروحانيين من الاتحاد الوطني للروحانيين في المملكة المتحدة، و143 فردا من عموم الناس تم الاتفاق معهم عن طريق منصات التواصل الاجتماعي لتحديد ما يميز الروحانيين عن عموم الناس الذين لا يبلغون عن سماع أصوات الموتى، وتبين من خلال تلك التجربة أن 44.6% من الروحانيين أشاروا إلى سماعهم أصواتاً بشكل يومي، وقال 79% إن التجارب شكلت جزءاً من حياتهم اليومية. وبينما قالت الغالبية إنهم سمعوا أصواتاً داخل رؤوسهم، 31.7% منهم قالوا إن الأصوات كانت خارجية أيضاً.

ومقارنة بجميع  الناس، أظهر الروحانيون اعتقادا أكبر بكثير بالقوى الخارقة، وكان اهتمامهم أدنى بما يعتقده الآخرون، وقالوا إن تجاربهم الصوتية الأولى بدأت وهم في البداية السابعة من عمرهم وحتى 21 عامًا، بالإضافة إلى إضافة هؤلاء الوسطاء أنهم كانوا أكثر عرضة لتجارب تشبه الهلوسة والتي قد تصل إلى الإصابة بالانفصام.

وقال موسلي: إن هذه النتائج تشير إلى أن المرور بتجربة سماع أصوات الموتى لا يحتمل أن تكون ناتجة عن ضغط الأقران أو عن محيط اجتماعي إيجابي أو إيمان بالقوى الخارقة، بل إن هؤلاء الأفراد يتبعون الروحانية لأنها تتفق مع تجربتهم وتعني لديهم على الصعيد الشخصي.

الرأي الديني
في هذا الإطار، يقول الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: مجرد "خزعبلات وخرافات" لا يقبلها عقل ولا منطق لا أساس لها من الصحة، يسعى المشعوذون إلى ترويجها بين الناس لتخويف المارة، موضحاً وفقا للقرآن والسنة النبوية إن جسد الميت لا يصدر عنه أي أصوات ولا يتحرك مرة أخرى: قال الله تعالى "ثم أماته فأقبره"، مؤكدا أنه إذا خرجت الروح من الجسد، أصبح الجسد جثة هامدة لا حول لها ولا قوة.

وأيد الدكتور عبدالحميد الأطرش نفس الرأي، حيث مشيرين إلى أن ما يردده البعض من أقاويل حول سماع أصوات داخل القبور، أمور لا يمكن للعقل تصديقها، إلى جانب تفنيد القرآن والسنة لتلك الشائعات.

وروى أنه: حدث في يوم من الأيام في كفر الشيخ في التسعينات سماع أنين داخل قبر وجاء أهل القرية وفتحوا القبر فوجدوا شابا مدفون حيا بعدما قام آخر بدفنه انتقاما منه، بعد أن شاهده يفعل الفاحشة داخل القبر مع فتاة، فقام هو وصديقه بتكبيل يد الشاب ودفنه حياً، وحينما تم إخراجه من قبره كان فقد الذاكرة، وكان ذلك تفسير منطقياً لسماع الأنين داخل القبر، ولم يرد بعد ذلك سماع أصوات داخل القبور.
الجريدة الرسمية