رئيس التحرير
عصام كامل

الزراعة تقاوم التغيرات المناخية بالإنذار المبكر.. مركز معلومات المناخ يرصد شواهد المناخ المتطرف لتحذير المزارعين من تقلبات الطقس.. والتحول الرقمي سيحدث طفرة في إرشاد الفلاح

جانب من جولة فيتو
جانب من جولة فيتو في مركز الإنذار المبكر
يشهد العالم تغيرات عنيفة في المناخ خلال السنوات الأخيرة لا يمكن التنبؤ بوقت استقرارها عند نقطة معينة تجعل توقعها روتينيا كما فترات الاستقرار التي عشنا فيها لسنوات وحفظنا خلالها ان مناخ مصر حار جاف صيفاً دافئ ممطر شتاءً لكن المعادلة تغيرت واضطربت بشكل شديد جعل التنبؤ بحالة المناخ لأيام مقبلة خاصة في شهور الصيف والشتاء أمر في غاية الصعوبة ويحتاج إلى جهد ويقظة مستمرة.


يبقى القطاع الزراعي أحد أكثر القطاعات تأثرا بظاهرة التغيرات المناخية الملازمة للطقس خلال السنوات الأخيرة، والتي لا يمكن التوقع بوقت انتهائها كما يقول الدكتور بلال علي مساعد رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة.

علي أكد أن مركز معلومات المناخ يباشر من خلال مركز الإنذار المبكر التابع له، مهمة حساسة جدا وهي التنبؤ بحالة الطقس خلال أيام مقبلة لتوقع مدى تأثر النبات بالعوامل المناخية، ولفت إلى أن المعلومات التي يخرجها مركز الإنذار المبكر يتم صياغتها بعد تطبيقها على حالة المحاصيل المختلفة في شمال ووسط وجنوب مصر وإرسالها للمزارعين في صورة معلومات إرشادية لحالة الجو خلال الأيام المقبلة والمعاملات التي يجب تطبيقها لحماية النبات، ، وهي خاصية تتبع أحد المشروعات التنموية الإرشادية التي تجمع مركز معلومات المناخ وعدد من الجهات البحثية والإقليمية الأخرى من خلال مشروع الإستثمارات الزراعية المستدامة SAIL بتمويل من الإيفاد وgef وASAP

من خلال 4 شاشات تتسارع عليها البيانات المختلفة يمكن لفريق مركز الإنذار المبكر متابعة وتسجيل النتائج المختلفة للطقس في المناطق المتفرقة بمصر لمدة عدة أيام لكن تكون نتائج الأيام القريبة أكثر دقة من الأيام الأبعد منها في التنبؤ، ويتم تدقيق المعلومات بشكل يومي، فمن خلال تلك الشاشات يمكن تتبع جنون التغيرات المناخية وتأثيرات الصقيع الذي يتكون عند درجة حرارة الصفر ليلا وأيضا يمكننا أن نشهد ارتفاع درجات الحرارة واستمرارها لفترات أطول من المعتاد عليه من قبل

يصنف الدكتور بلال  ذروة الحرارة صعودا وهبوطا في اليوم إلى ساعتين، الأولى الساعة الثانية ظهرا وهي أكثر فترات اليوم حرارة حيث تطلق الأرض الحرارة المختزنة فيها طوال النهار إلى أعلى بينما من السماء تبدأ الشمس في الميل قليلا باتجاه الأرض، فتلتقي القوتين وتسجل أعلى درجات الحرارة في هذا التوقيت، بينما تسجل الساعة الـ4 فجرا أقل درجات الحرارة وهى الفترة التي يتكون فيها الصقيع عندما تتهيأ الظروف لتكونه.

يضيف بلال أن آلية التطوير لزيادة الاستفادة من بيانات التنبؤ بالمناخ تحتاج إلى قاعدة بيانات متكاملة عن جميع المزارعين في مصر تتضمن اسمائهم و المحاصيل التي يزرعونها الآن ومناطقهم بالتحديد لأن ذلك سيساعدك كثيرا في توصيل المعلومات الإرشادية الدقيقة إلى كل مزارع وفقا لاحتياجات المحصول الذي يزرعه طبقا لظروف المناخ في المنطقة التي يتواجد فيها وهو ما يمكن تحقيقه عند اكتمال منظومة التحول الرقمي التي تعمل عليها الدولة المصرية في الوقت الحالي بوتيرة متسارعة وهي الوسيلة الأهم لزيادة تأثير التكنولوجيا في نمو الاقتصاديات المختلفة حيث سيمكن ذلك المزارعين من استخدام المستلزمات الزراعية المختلفة من مياه وأسمدة ومبيدات بشكل مقنن ومحدد دون إهدار وهو ما سينعكس بالتأكيد على تكلفة الإنتاج.

ولفت إلى أن تأثير التغيرات المناخية يكون كبير على الاحتياجات الحرارية للنبات فمثلا القمح يحتج في وقت معين خلال عملية تكوين السنابل إلى ارتفاع في درجات الحرارة بنسبة معينة وإذا لم تتحقق تلك النسبة تنخفض جودة القمح، وكذلك الزيتون الذي يحتاج إلى ساعات محددة من البرودة يتعرض لها خلال فترة كسر السكون إذا لم يحصل عليها بشكل مناسب تتأثر إنتاجيته، ومن هذين المثالين تبرز الأهمية الكبيرة للتغيرات المناخية وتأثيراتها.

وأكد أن أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية هي الدول النامية لارتفاع درجة الهشاشة والضغط على الموارد الطبيعية بها، حيث تفتقد للتجهيزات اللازمة لتحمل تبعات التغيرات المناخية على عكس الدول المتطورة التي عملت منذ سنوات على بناء نظم قوية قادرة على التكيف سريعا مع التغيرات المناخية وامتصاص تأثيراتها السلبية.
الجريدة الرسمية