القاص سمير الفيل: كورونا ستفرز أعمالا وقصصا وروايات.. وانتهيت من 65 قصة خلال الشهور الأولى للحظر ( حوار )
المجموعة القصصية "أتوبيس خط 77" تناقش علاقة الرجل بالمرأة
لا قلق علي الثقافة المصرية ومهما تعرضت لفترات من الانتكاسات تقوم بعدها لتبهر الدنيا بمفكريها وعلمائها وكتابها
لجان تحكيم جائزة ساويرس الثقافية لديها ذاكرة ثقافية واسعة ودراية كبيرة بآفاق الكتابة الحديثة
18 مجموعة قصصية و3 روايات حصيلة إبداعات الكاتب والقاص سمير الفيل منذ بداية رحلته الأدبية، منتصف سبعينيات القرن الماضي، تمكن خلالها من حصد عدد من الجوائز، كما حققت أعماله ردود فعل واسعة، وحراكا أدبيا كبيرا، كما أثرت المكتبة المصرية والعربية.
وفي نهاية العام الماضي، أعلنت جائزة ساويرس الثقافية، عن القائمة القصيرة لفرع القصص القصيرة متضمنة مجموعة "أتوبيس خط 77" للكاتب سمير الفيل ، والتي تعد آخر الأعمال التي نشرت له.
"فيتو" أجرت حوارا مع القاص الكبير تضمن العديد من المحاور والنقاشات حول مسيرته ، ورأيه في المسابقات الثقافية، وحال الأدب المصري وجاء كالتالي:
بداية..
أخبرنا عن أجواء المجموعة القصصية والأفكار التي تضمنتها؟
"أتوبيس خط 77" تتضمن 12 مجموعة قصصية سردية وصادرة عن الهيئة العامة
للكتاب، وتحاول علاج المشكلات والأزمات الاجتماعية التي تواجه المجتمع المصري، وتتحرى
طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة بين مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية، حاولت فيها
أن تكون لغتها بسيطة، ومعبرة.
كما وضحت بعضا من التحولات الاقتصادية في المجتمع، وسلطت
الضوء حول العلاقات الجديدة بين أفراده، ويسعى أبطال قصص المجموعة للخلاص الروحي من
الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية الواقعة عليهم، والسمة المحافظة شكليا للمجتمع،
حاولت طرح رؤية لتحرير الفرد من كل هذه الضغوط واكتشاف العوالم التي تحيا بداخله.
على مدار 16 عاما.. كيف تمكنت جائزة ساويرس الثقافية من نيل احترام وتقدير
الأدباء والمثقفين من وجهة نظرك؟
بالفعل جائزة ساويرس الثقافية تحظي باحترام كبير من كافة الكتاب ، ومن وجهة
نظري ذلك يعود إلى أنها تحتوي على لجان تحكيم لديها ذاكرة ثقافية واسعة ، ودراية كبيرة
بآفاق الكتابة الحديثة ذي البعد التجريبي والمعاصر، وتميل لمنح الجوائز للأعمال الجيدة
ولمن يستحقونها بالفعل دون تحيز أو مجاملة.
كانت بداية ظهورك في المسابقات الثقافية.. حدثنا عن ذلك؟
نعم بالتأكيد، كانت بداية ظهوري ومعرفة الجمهور والنخبة الثقافية بي من خلال
المسابقات الثقافية التي كانت تنظمها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وكان
ذلك في منتصف السبعينيات، وأتذكر قصتي "في البدء كانت طيبة"، والتي نشرت
في مجلة "صباح الخير" وقتها وعرفني قطاع كبير من الجمهور بسببها.
هل الكاتب أو الأديب بحاجة دائما للفوز بالجوائز الثقافية، وهل تؤيد مقولة
أنها تعتبر تقييما لموهبته أو عمله؟
في رأيي، المسابقات الأدبية والثقافية
ترجع أهميتها بالأساس إلى تعريف الجمهور والقراء على الكتاب والمثقفين البعيدين عن
القاهرة من أبناء الأقاليم، وتتيح لهم فرصة تداول أعمالهم في العاصمة ومراكز المدن
المختلفة، بالإضافة إلى أنها بالفعل تساعد الإنسان ماديا، حيث إن أغلب الكتاب من أصحاب
الوظائف ذات الراتب غير الكبير، والجوائز تعمل على تحسين حالتهم الاقتصادية.
وأيضا
حثهم على الاستمرار في تقديم إبداعاتهم وعدم التوقف عن الكتابة، وتعد مؤشرا لوجود طاقة
شعرية وكتابية وتسليط الضوء عليها، لكن لا يمكن إطلاقا القول بأن الجوائز تعد تقييما
للكاتب أو الأديب، لأنها ليس أساس في التقييم، بل إنها تخضع لوجهة نظر لجان التحكيم
واختلاف الآراء وتباينها تجاه الأعمال.
ما رأيك في حال الأدب المصري في الوقت الحالي.. وهل هناك مواهب قادرة على
النهوض به واستمرار الإبداع؟
بالطبع، التربة المصرية تنجب دائما كبار المبدعين والكتاب وعلى مدار مختلف
العصور زهى الإبداع المصري بالمواهب والرموز العملاقة والتي لم تؤثر فقط في المجتمع
المصري بل تعدته للعربي والعالمي ، طه حسين والعقاد ومحمد حسين هيكل، ونجيب محفوظ وتوفيق
الحكيم.
والجيل الذي تلاهم من جمال الغيطاني وسعيد الكفراوي، وبهاء طاهر، وإبراهيم
عبد المجيد، وأجيال أخرى متعاقبة تؤكد أن الثقافة المصرية بخير ولا قلق عليها مهما
تعرضت لفترات من الانتكاسات تقوم بعدها لتبهر الدنيا بمفكريها وعلمائها وكتابها.
في رأيك.. كيف أثرت أزمة فيروس كورونا المستجد على الأدب المصري؟
في الحقيقة، أزمة فيروس كورونا تتضمن جانبين في تأثيرها على الأدب أولهما
كونها قللت النشاط الثقافي والفكري والتلاقي بين الأدباء وتبادل الرؤى ووجهات النظر
والإبداعات، فقلت حفلات التوقيع والندوات وغيرها من الأشكال، إلا أن الجانب الآخر يعد
إيجابيا شيئا ما حيث منحت الكتاب والمثقفين فرصة وأفقا للتأمل خلال شهور الحظر للبحث
وإعادة التفكير في كينونة الإنسان وطرح الأسئلة في مختلف القضايا والملفات المشابهة
من حروب وأوبئة وكوارث مر بها بنو البشر.
وبالتأكيد كل ذلك سيفرز أعمالا وقصصا وروايات
تتناول الجائحة، وعلى المستوى الشخصي، في الشهور الأولى من الحظر انتهيت من كتابة
65 قصة خلال مكوثي في المنزل، وهو رقم كبير في فترة قصيرة في عام واحد، حيث لم أحقق
ذلك الرقم طوال مسيرتي الأدبية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ
"فيتو"