اخبار ماسبيرو.. إذاعة القرآن تحيي ذكري ميلاد محمد صديق المنشاوي
تضمنت اخبار ماسبيرو تعديل إذاعة القرآن الكريم خريطة التلاوات في السهرة اليوم لبث بعض آيات الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ الراحل محمد صديق المنشاوي وذلك أحياءا لذكرى ميلاده 101.
ورصدت اخبار ماسبيرو دوما احتفال إذاعة القرآن الكريم بذكرى وفاة القراء المشاهير بينما تولى المحطة أهمية خاصة للخمس الكبار ومنهم المنشاوي في دولة التلاوة حيث تحتفل بميلادهم و فاتهم ومئوية كل منهم.
وفي سياق متصل وجه حسن مدني رئيس إذاعة القرأن الكريم معاونه محمد عبدالحق مدير إدارة التنفيذ إلى ضرورة اختيار تلاوة 45 دقيقة تناسب قرأن السهرة لبثها اليوم للشيخ محمد صديق المنشاوي في ذكرى ميلاده.
ولد الشيخ المنشاوى بمدينة المنشأة بمحافظة سوهاج عام 1920 وأصبح من أشهر أعلام المدرسة “المنشاوية” بلْ زعيم تلك المدرسة الموصوفةُ بـ “بيتِ القرآن”.
وأتم حفظ القرآن الكريم في سن الثامنة من عمره، وتعلم أحكام التلاوة وعلوم القراءات على يد الشيخين: محمد السعودى ومحمد أبوالعلا اللذين لم يجدا عناء في تعليمه، حيث كان موهوبا، ولديه مواصفات القارئ النابغ، كما كان شديد التواضع، وعلى الرغم من أنه لمْ يعش طويلا إلا أن صوته سيظل مشرقا بنور القرآن الكريم يصل الأرض بالسماء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها حيث توفى في 20 يونيو 1969 عن عمر ناهز 49 عاما، وكرمته مصر في احتفال ليلة القدر عام 1992 ومُنح لروحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
وقد كتب الحاج سعودي محمد صديق، عام 1953 بمجلة الإذاعة والتليفزيون، عن والده الشيخ محمد صديق المنشاوي فقال " كان صيته وشهرته وحسن قراءته وتلاوته حديث الناس في مصر ولما علم المسئولون بالإذاعة بتلك الموهبة أرسلوا إليه يطلبون منه أن يتقدم بطلب للإذاعة ليعقد له اختبار فإن اجتازه يعتمد مقرئًا بها فرفض الشيخ هذا المطلب وقال: لا أريد القراءة بالإذاعة فلست في حاجة إلى شهرتها ولا أقبل أن يعقد لي هذا الامتحان أبدًا."
"فما كان من مدير الإذاعة في ذلك الوقت إلا أن أمر بأن تنتقل الإذاعة إلى حيث يقرأ الشيخ محمد صديق المنشاوي وبالفعل فوجئ الشيخ، وكان يحيي حفلًا رمضانيًا في قرية إسنا بدار أحد الأثرياء لعائلة حزين، بأن الإذاعة أرسلت مندوبها لتسجل قراءته وتلاوته وفي ذات الوقت كانت مجموعة أخرى من الإذاعة قد ذهبت لتسجل قراءة أبيه الشيخ صديق المنشاوي والذي كان يقرأ بقرية العسيرات بمحافظة سوهاج في بيت الحاج أحمد أبو رحاب وكانت تلك التسجيلات من جانب الإذاعة لتقييم صوتيهما فكانت تلك أول حادثة في تاريخ الإذاعة أن تنتقل بمعداتها والعاملين بها ومهندسيها للتسجيل لأحد المقرئين فكان ما قلته لحضرتك وفعلًا كتبت إحدى المجلات عن هذه الواقعة."
وذكر الحاج سعودي أن أحد الموسيقيين الكبار في فترة الستينيات عرض على والده الشيخ محمد أن يلحن له القرآن قائلًا له: "يا شيخ أنت الصوت الوحيد الذي يقبل الموسيقى في القرآن" فقال له الشيخ محمد: "يا سيدي لقد أخذت الموسيقى من القرآن فكيف تلحن أنت القرآن بالموسيقى" فخجل الرجل من نفسه.
وكان الشيخ محمد يستمع إلى الموسيقى- حسب ما قاله نجله- وكان يحب الاستماع إلى صوت السيدة أم كلثوم ويقول: "إن في صوتها قوة رقيقة ونغم موسيقي"، كذلك كان يعشق صوت الشيخ طه الفشني، وخاصة أداؤه الرفيع في الابتهالات والتواشيح الدينية، وكان كثيرًا ما يتصل به ويلتقيان ليقف معه على مواطن الجمال الموسيقي في صوته.