رئيس التحرير
عصام كامل

كالحجارة أو أشد قسوة


(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).


ثلاث ساعات لم يتوقف فيها مرسي عن كلام ما قل منه خير مما كثر ورغم ذلك لم ينبس ببنت شفة عن المأساة الوحشية التي أفضت لاستشهاد الشيخ حسن شحاتة وكأن ضحايا هذه المجزرة ليسوا بشرا، لا يقر عرف أو دين ما تعرضوا له بسبب حملات التحريض والكراهية التي يرعاها مرسي الثالث.

ثلاث ساعات تحدث فيها عن فودة وعاشور وعكاشة لأنهم يهددون سلطته المهترئة والتي أضحت بعد هذه المأساة البشعة فاقدة لأي شرعية أخلاقية أو دينية يمكن أن تتمسح بها أمام العالم.

لسنا بحاجة لأن نعيد على مسامع هؤلاء تلك الوصايا الربانية التي تأمر بالعدل والإحسان والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ولسنا بحاجة لسرد تلك الوصايا المحكمة التي توجب التراحم (كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه) ناهيك عن النهي عن التمثيل بالجثث وتعذيب القتلى كما رأينا بأم أعيننا في تلك الحادثة البشعة التي ارتكبت باسم الدفاع عن الصحابة وأمهات المؤمنين ولا أعتقد أن أما للمؤمنين ترضى أن يعذب أحد أبنائها بتلك الشاكلة.

ما قيمة الصلاة في وقتها في جماعة إن لم تنه صاحبها عن الفحشاء والمنكر والبغي؟!.
ليس أبشع من تلك الجريمة سوى جريمة التواطؤ بالصمت على مرتكبيها وعدم إدانتهم بوضوح وإدانة أسبابها ممن يحتل منصبا يوجب عليه رعاية وحفظ حقوق الجميع دون تمييز ولا استثناء.

أما إن كان السيد مرسي يعتقد أن سكوته على هذا الفعل سيمد في ملكه ويزيد من رصيده السياسي لدى من يعتبرون الشيعة أعداءهم فنحن نقول له إن هذا هو الوهم الكبير وأن العكس تماما هو الصحيح.

يقول الإمام على بن أبي طالب: (إِيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ وَلَا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ وَلَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ وَانْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ بَلْ يُزِيلُهُ وَيَنْقُلُهُ).
وإن غدا لناظره لقريب.

الجريدة الرسمية