رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الرحمن.. قصة كفاح الطفل بائع المناديل تهز محافظة البحيرة |صور

 الطفل عبد الرحمن
الطفل عبد الرحمن بائع المناديل بالبحيرة

منذ انتشار صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الطفل "عبد الرحمن" بائع الحلوى والمناديل رمزا جديدا للكرامة وعزة النفس، لما لا وهو المكافح الصغير الذي يحلم باستخراج شهادة ميلاد له، كبقية أقرانه ومن هم في سنه، ويطمح في دخول المدرسة. 



البداية كانت بعد التقاط "خلود" خريجة كلية التربية صورة لطفل في التاسعة من عمره، يجلس أمام دار الأوبرا في دمنهور أثناء سقوط الأمطار، وانهالت الكثير من التعليقات التي تحكي عن دوره في رعاية جدته، ثم أعلنت مديرية التضامن أن اللواء هشام اّمنة محافظ البحيرة كلف برعايته، وهو الأمر الذي خلق حالة من الفرحة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ثم تدخلت محافظة البحيرة عبر فريق التدخل السريع التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي، في رصد وحماية المشردين من الكبار والاطفال وتوفير مأوى مناسب لهم، وهو ثاني المواقف الإنسانية لمحافظة البحيرة خلال هذا الشهر خاصة مع الظروف المناخية الصعبة خلال فصل الشتاء وايداعهم دور الايواء أو تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية والدعم.


ومن جانبها، قالت خلود عبد المطلب، في تصريحات خاصة لـ" فيتو": كنت أسير في منطقة ميدان الساعة، فوجدت طفل صغير يقف وهو يرتعد من البرد في زاوية على رصيف مبنى مركز الشرطة الجديد، فقمت بالقرب منه وقولت له "إنت فين أهلك ؟.. فأجاب :"أنا عايش مع جدتي وهي تعبانة، كنت أحسبه مفقوداً، فقال "لا انا أبيع الحلوى وأروح علشان جدتي مريضة".

وأشارت، إلى أن المطر نزل علي الطفل وهو جالس، ولم يقبل بالذهاب إلى المنزل حتى ينتهي من البيع، والمشهد وهو يرتعد من المطر والبرد كان مؤلماً ومحزناً. 



وتابعت  خلود: قولت له ممكن أصورك صورة علشان الناس تساعدك  فوافق، قمت بتصويره وقمت برفع الصورة على صفحة أشارك بها كإستغاثة كي يساعده الناس  "وسألته عن مدرسته وسنه فأخبرها أنه لم يذهب إلى المدرسة وعمره 9 سنوات" وعندما قمت برفع الصورة فوجئت بالتفاعل الكبير من الناس، والجميع يقوم بمشاركة الصورة حتى وصلت للمسئولين الذين تدخلوا، والحمد لله على الاستجابة فأنا في قمة سعادتي أن الله جعلني سبباً في إنقاذ هذا الطفل من حمل لا يطيقه ومصير لا يعلمه إلا الله .

وأشارت، إلى أن الطفل أخبرها أنه بدأ في النزول للعمل بعد مرض جدته بعمر الثمانية سنوات حيث يشتري الكيس بـ6 جنيهات وينزل يبيعه لجلب المال ومساعدة جدته وعندما يري الأطفال في طريقهم إلى المدرسة يجلس ليبكي لأنه ليس مثلهم ولم يدخل المدرسة مثل من هم في سنه. 



وفي ذات السياق، أصدر اللواء هشام اّمنة، محافظ البحيرة، فور وصول الشكوى بشأن تواجد طفل بجوار دار الاوبرا  يدعى "عبد الرحمن ا، وعمره 9 سنوات" بتوجه فرق التدخل وسرعة عمل اللازم له ضمن مبادرة  السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية "حياة كريمة" لتوفير كافه أوجه الدعم والرعاية وتقديم يد العون والمساعدة للفئات التي ليس لها مأوى والفئات الأكثر احتياجا. 



ومن جانبها، قررت الدكتورة فايزة زايد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة البحيرة، إلحاق الطفل بإحدى دور الرعاية الاجتماعية، لكن الطفل رفض وأوضح أنه يقوم بمساعدة "جدته" في تكاليف معيشتها ومرضها، حيث تم اصطحابه إلى المنزل المقيم به بإحدى شوارع منطقة شبرا بمدينة دمنهور، لبحث الحالة على الطبيعة، وتقديم المساعدة له، وتبين أن الطفل يقيم والديه بالقاهرة ولديه أربعة أشقاء غيره، والأسرة تعيش ظروف صعبة جداً، والطفل يساعدها على تكاليف معيشتها وعلاجها مع مساعدات أهل الخير.

كما تم التواصل مع والده حتى يتسنى استخراج شهادة ميلاد للطفل عبد الرحمن، وتقديم المساعدات له، بالإضافة لعمل مساعدة مالية للجدة من مؤسسة التكافل الاجتماعي لمساعدتها فى تكاليف العلاج.

وعلقت خلود، على الأمر: زرت الطفل عبد الرحمن بعد استجابة المحافظة ومديرية التضامن للإستغاثة، وأشارت أنه بحسب كلام جدته لها أن أسرته كانوا يقيمون في مدينة دمنهور منذ 9 سنوات، وحدثت ظروف مادية جعلت الاسرة في مشاكل مستمرة وتركوا المنزل الذي كانوا يستأجرون شقه به، وفي تلك الأثناء ولد الطفل ونسوا استخراج شهادة ميلاد له قبل أن تنتقل الأسرة للقاهرة ليعمل والده بها.

وأوضحت، أن جدته كانت تبيع المناديل في أحد شوارع دمنهور ونتيجة أمراض متعددة ألمت بها وزادت مصاريفها توقفت عن النزول لبيع المناديل، وتتقاضى 350 جنيهاً معاشاً لا يكفي إيجار الشقة التي يقيمون بها، إلى جانب أقساط زواج ابنتها الثالثة، وتتمنى كما يتمنى الطفل أن يدخل المدرسة ويتم استخراج شهادة ميلاد له. 

الجريدة الرسمية